تواجه تربية الأبقار في سوريا العديد من المشاكل والصعوبات التي تتمحور في عدة نقاط. وبالرغم من وجود الكثير من المزارعين، إلا إن هذه المشاكل تعيق مشاريع تربية الحيوانات ولا سيما الأبقار. وسنذكر فيما يلي عدد من المشاكل التي تظهر كعتبة من الصعب تجاوزها لدى جميع مربي المواشي في سوريا.

تربية الأبقار في سوريا

يُقبل الكثير من المزارعين السوريين على تربية المواشي بمختلف أنواعها وبما فيها الأبقار الحلوب. ويعتبر هذا المشرع من المشاريع الناجحة في سوريا لما له من عائدات كبيرة على مستوى الفرد والجماعة. حيث يسعى مربي الأبقار للحصول على امتيازات ومساعدات تمكنهم من الاهتمام بمشاريعهم وتحقيق أفضل النتائج. وكما يعرف الجميع، أن تربية الأبقار في سوريا تحقق الكثير من الأرباح من حيث إنتاج الحليب وبيع اللحوم. كما تعد مصدر رزق لكثير من الناس إلا إن هنالك عدد من المعوقات والمشاكل التي تقف في طريقهم.

مشاكل تربية الأبقار في سوريا

يوجد الكثير من المشاكل التي تعيق تربية الأبقار في سوريا والتي يصعب حلها وذلك نظرًا لصعوبة الموقف وندرة الحلول. ويشتكي مربي الأبقار في مختلف المناطق من عدم القدرة على تأمين الاحتياجات أو حتى تأمين المكان المناسب للرعي. وسنذكر الآن بعض المشاكل التي أدت إلى تراجع هذه المهنة إلى حدٍ كبير ومنها:

غلاء العلف من مشاكل تربية الأبقار في سوريا

يعد ارتفاع الأسعار وغلاء المواد من أبرز مشاكل تربية الأبقار في سوريا، إذ يصعب على مربي المواشي تحقيق موازنة مجدية. حيث يوجد مفارقة واضحة بين تكاليف الإنتاج من جهة، وعائدات الإنتاج من جهةٍ أُخرى. ويصل سعر علف الأبقار الحليب إلى 460 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد.

بينما يباع كيلو الحليب الطازج بسعر 300 ليرة سورية ليبيعه التجار بسعر 450 ليرة وهي معادلة خاسرة. وبما أن العلف هو المادة الأساسية لتربية الأبقار ويحتاج إلى جودة جيدة، فإنه من الصعب الاستمرار في ظل غلاء الأعلاف. وعلى سبيل المثال، يصل عدد الأبقار في محافظة درعا وحدها إلى 35 ألف رأس والتي تحتاج الكثير من الأعلاف.

المراعي من مشاكل تربية الأبقار في سوريا

يعاني مربي الأبقار في سوريا في المناطق الجبلية من صعوبة أماكن الرعي كما هي الحال في مناطق شمال غرب سوريا. حيث تحتاج الأبقار إلى الرعي لتعويض النقص في ظل غياب المواد الأولية مثل فول الصويا، والذرة، وصعوبة توفير القمح، والشعير. وكما يتضح أن هذه المناطق يصعب الرعي فيها وكذلك يصعب شراء الأعلاف بأسعار مرتفعة. الأمر الذي دفع مربي الأبقار إلى بيع ما لديهم من مواشي.

الأمراض من مشاكل تربية الأبقار في سوريا

تتعرض الكثير من الأبقار في سوريا إلى أمراض عديدة ومنها مرض حمى الثلاثة أيام بحيث يتوجب عزلها. ونظرًا لنقص الاحتياجات الطبية وعدم وجود الرقابة البيطرية الكافية، يخسر مربي الأبقار العديد من أبقارهم. ويجد البعض غلاء وارتفاع في أسعار الأدوية حتى وإن وجدت.

التنقل من مشاكل تربية الأبقار في سوريا

يرى الكثير من مربي الأبقار في سوريا أنه من الصعب نقل الأبقار من مكان إلى آخر في ظل الظروف الراهنة. حيث يجد الكثير من المزارعين الحاجة إلى الانتقال من مناطقهم بسبب بعض الظروف، فهم يضطرون إلى بيع أبقارهم قبل انتقالهم. وذلك بسبب صعوبة النقل في الآونة الأخيرة وارتفاع تكاليفه من جهة، وعدم معرفة ما ينتظرهم في مكانهم الجديد من جهةٍ أُخرى.

أنواع الأبقار في سوريا

يوجد ثلاثة أنواع من الأبقار في سوريا والتي تختلف من حيث المواصفات والإنتاج، مع العلم إن جميعها من أصول أسيوية. وتتوزع هذه الأبقار في أماكن مختلفة من البلاد وتتصف بعدة صفات سنذكرها كما يلي:

  • أبقار الشامي: تتصف بحجمها الكبير وقرونها القصيرة، وتعد من أكثر الأبقار إنتاجًا للحليب في سوريا. حيث تنتج ما يصل إلى 3500 لتر من الحليب في الموسم والذي طوله 280 يومًا. وتنتشر تربية هذه الأبقار في سوريا في المنطقة الشمالية، وقرب حمص، وحماة حيث المراعي الخضراء.
  • أبقار العكشي: تشكل ما يقارب 80% من مجموع الأبقار في سوريا وهي الأكثر عددًا. ومن صفات هذه السلالة أنها تتحمل العيش في المناطق الجافة وقليلة المرعى. كما تصلح هذه الأبقار لإنتاج كميات جيدة من اللحوم، حيث إن إنتاجها للحليب منخفض.
  • أبقار الجولاني: تعتبر هذه السلالة هجينة بين الشامي والعكشي ولذلك تنتج كميات متوسطة ما بين السلالتين. وتتحمل أيضًا العيش في مناطق جافة وقليلة الغذاء.

وكخلاصة لما سبق، نجد أن تربية الأبقار في سوريا من المشاريع المرغوبة جدًا ولكنها تعاني من صعوبات ومشاكل كثيرة، مما أدى إلى تراجع هذه المهنة لدى الكثير من مربي الأبقار وذلك لعدم إيجاد الحلول المسعفة.