تعتبر تربية الأبقار من المهن القديمة التي امتهنها الإنسان منذ القديم، ومع التطور السريع في التقنيات والزيادة الكبيرة في الطلب على الغذاء دخلت هذه المهنة إلى القطاع الصناعي لتلبية الحاجات المتزايدة للأفراد، وظهرت تربية الأبقار كمشروع يساهم في توفير فرص عمل لليد العاملة وتوفير الغذاء، ودعم الاقتصاد في مختلف دول العالم. والأردن من البلدان التي دعمت هذه المهنة بشدة، لذلك سنتعرف من خلال مقالنا التالي على مشاريع مزارع الأبقار في الأردن.
مزارع الأبقار في الأردن
يدخل ضمن نطاق مشروع مزرعة الأبقار في الأردن كل الأبقار التي تربى لغاية إنتاج الحليب أو اللحم أو الاثنتين معًا، وذلك وفق القوانين الناظمة لترخيص وتنظيم مزارع الأبقار الصادرة خلال عام 2003 في الأردن، حيث من الضروري أن تربى الأبقار ضمن حظيرة مقفلة مخصصة لغايات تجارية بحيث ألا تقل مساحتها عن 100م2 وسعتها عن عشرين رأسًا من الأبقار الحلوب.
كما شهد هذا القطاع في الأردن تطورًا متزايدًا خلال العقد الأخير، بسبب سياسات الحكومة الأردنية لدعم الإنتاج المحلي، واستيراد الأبقار الحلوب بهدف تلبية متطلبات السوق وتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذه المجال.
أنواع مزارع الأبقار في الأردن
- مزارع إنتاج الحليب: وهي مشاريع خاصة لإنتاج الحليب، حيث تُربى الأبقار فيها بهدف الاستفادة من منتجاتها وتصنيعها ضمن معامل ملحقة بالمزارع أو منفصلة عنها، حيث يُنقل الحليب إليها بشروط خاصة.
ومن الجدير بالذكر يُوفر الغذاء الجاف للأبقار عن طريق زراعة محاصيل الأعلاف ضمن المنشأة بهدف تخفيف النفقات المادية، حيث يقدّم في مواسمه للحيوانات، ويُخزن الفائض ضمن مخازن ملحقة بالمنشأة. مع العلم يجب أن تكون هذه المخازن بمساحة 16م2 لكل 20 بقرة حلوب.
- مزارع تسمين الأبقار بغرض إنتاج اللحم: تتضمن تربية الأبقار وتسمينها بهدف زيادة كمية اللحوم، مع الحرص على اختيار أبقار قادرة على تحويل المنتجات النباتية إلى لحوم ذات محتوى عالي من البروتين والعناصر الغذائية الأخرى. كما يوجد عدد كبير من الوسائل الخاصة بعملية التسمين.
ولكن تبقى العملية بسيطة، حيث تعتمد على زيادة الوارد الغذائي بطريقة مضبوطة بهدف الحصول على أفضل مردود من اللحوم. مع العلم أن الأبقار كثيرة الدهون غير مستحبة بل يفضل الأبقار ممشوقة القوام، مستقيمة الظهر وقوية الأرجل، حيث ترتكز الكتلة اللحمية بالعضلات. مما يضمن أن معظم لحم البقرة غني بالبروتينات.
شروط مشاريع مزارع الأبقار في الأردن
- يجب أن تكون الأرض التي ستقام عليها المزرعة خارج تنظيم أمانة عمان الكبرى أو المجالس الزراعية أو تملك ترخيصًا زراعيًا.
- أن تبعد المزرعة 200م2 عن أقرب مزرعة أبقار مرخصة.
- يجب أن تكون مساحة المزرعة أربع دونمات على الأقل وأن تكون منظمة تنظيمًا زراعيًا.
- يجوز لصاحب المزرعة أن ينشئ مزرعة لتربية نوع آخر من الحيوانات على نفس الأرض بشرط أن تكون منفصلة عنها تمامًا.
- أن تتوفر في حظائر التربية التهوية والإضاءة، وأن تكون جدرانها من مواد ملساء يسهل تنظيفها وتطهيرها.
- وجود حزان لماء الشرب سعته 10م3 لكل 20 بقرة.
- يجب أن تكون الأرضية اسمنتية ومزودة بشبكة صرف صحي داخلية موصلة إلى حفرة مغلقة يتناسب حجمها مع عدد الأبقار الموجودة في الحظيرة.
- يجب أن يكون السور المحيط بالمزرعة بارتفاع 2م على الأقل.
- وجود خزان تبريد حليب بحجم مناسب لإنتاج المزرعة.
- توفير مصدر للماء البارد والماء الساخن.
- توفير مكان مناسب لحضانة المواليد.
- حفظ السجلات بطريقة منظمة من أجل تسهيل عملية التفتيش التي يقوم بها الموظفون المختصون.
- في حال وجود أكثر من 100 بقرة في المزرعة يجب أن يكون المشرف عليها مهندسًا زراعيًا مختصًا في الإنتاج الحيواني أردني الجنسية.
- لا يجوز تغيير نوع التربية في المزرعة دون ترخيص من وزارة الصحة.
- عند الحصول على إذن إنشاء يجب بدء العمل به خلال مدة لا تتجاوز ستة أشهر أو يعتبر الترخيص ملغيًا.
- تسري مدة الترخيص لمدة عام كامل وتنتهي في شهر كانون الأول من كل عام.
- يُقدم الطلب الخطي لتجديد الرخصة في الأشهر الثلاثة الأولى من كل عام.
- يجب الاحتفاظ بنموذج الترخيص ضمن المزرعة للاطلاع عليه عند الطلب.
- يجب وضع لافتة عند مدخل المزرعة توضح اسم صاحب المزرعة.
مستقبل مشاريع مزارع الأبقار في الأردن
يعتبر مشروع مزارع الأبقار في الأردن من المشاريع التي تحمل مستقبلًا لعدد من الأسباب أهمها:
- خطط الحكومة الأردنية التنموية في مجال تربية الأبقار والثروة الحيوانية.
- عدم تغطية الإنتاج الحالي للحليب ومشتقاته كامل متطلبات السوق الأردني.
- فتح باب الاستيراد للأبقار من أوروبا واستراليا، الأمر الذي سيمنح هذا القطاع دفعة نحو الأمام.
- إمكانية زراعة العلف المناسب للأبقار.
- وجود الجو المناسب وتوفّر المعدات ضمن الأردن لبناء مزرعة أبقار حديثة.
وأخيرًا يجدر القول إن الوقت الحالي وقت مميز لبدء مشروع مزارع الأبقار في الأردن، وذلك بسبب القوانين الجديدة والظروف الحالية المواتية للنجاح، وتحقيق الأرباح المرضية.