كيفية التعلم من أخطاء الغير في التجارة وتجنب هذه الأخطاء، تعتبر أغلب التجارات في العالم تطور لعدة تجارب، لا يمكن الجزم بأن جميعها ناجحة، بل إنها تحوي على الأخطاء بما يكفي لتكون دروسًا راكمتها الخبرة الطويلة، وصححتها النظرة العميقة للأمور، حيث تم استدراكها لمتابعة النجاح في بعض الآحيان، في حين كانت كارثية في أحيان أخرى وانتهت بالقضاء التام على المشروع، لذلك لا بد من امتلاك المهارة الكافية، والحنكة القادرة على التعلم من أخطاء الغير، مما يقصر مسافات الوصول إلى الأهداف وتحقيق النجاح، وهذا ما سوف نطلع عليه في مقالنا هذا. 

كيفية التعلم من أخطاء الغير في التجارة

يعتبر التعلم من أخطاء الآخرين من الأمور المهمة، التي يجب اتقانها لما لها من فوائد في تسريع العمل وتدارك ما هو غير مفيد، والابتعاد عما هو ضار بطرق توفر الجهد والوقت والمال، إذ يوجد مقولة شهيرة غالبًا ما تقدم لرواد الأعمال ألا وهي: (عليك التعلم من أفكار الناجحين حولك، فليس لديك الوقت للوصول إلى كل الأفكار الناجحة)، لذلك ضع في حسبانك أن الوقت أقصر مما تظن لتخطئ، وتستفيد من أخطائك، فعليك الاستفادة من أخطاء الآخرين. 

ومن الطبيعي عند البدء في أي مشروع جديد أن تضع دراسة الجدوى الخاصة به، مما يحقق الفهم الواسع والشامل لكل تفاصيله متضمنة الأفكار الشخصية، التي تضفي التميز على المشروع، فالتعلم من أخطاء الآخرين ونجاحهم، لا يعني بناء نسخة طبق الأصل عنهم، حيث أن التميز أحد العناصر الأكثر أهمية في تحقيق النجاح والاستمرار في السوق. 

لذلك من الضروري دراسة المشاريع المنافسة، التي تعمل في نفس مجالك، لتتعرف على طرق الإنتاج، والتسويق، البيع، والتحصيل، والتوظيف، وغيرها من الأمور بما فيها من سلبيات يمكن استغلالها، وإيجابيات يمكن تبنيها، مما يحقق تميز المشروع بقوة على منافسيه، وضمن إيرادات وأرباحًا عالية. 

المبادئ الرئيسية للتعلم من أخطاء الغير في التجارة

يوجد ثلاث مبادئ رئيسية تقدم مساعدة فعالة في استراتيجيات التعلم من الأخطاء وهي كالتالي: 

  • اعتبار المشاكل بداية لتحسينات جديدة ممكنة، حيث تتمثل الخطوة الأولى للتعلم من الأخطاء بإيمانك بإمكانية التعلم والاستفادة من الأخطاء، مما قد يؤدي إلى تحويل أكبر حالات الفشل إلى خبرات إيجابية مهمة، حيث أن الاستعداد الدائم للتعلم من الأخطاء يساعد على تقبلك للخطأ بسرعة، واستعادتك لتوازنك بعد الفشل، مما يضمن لك تدارك الموضوع بسرعة وفاعلية. 
  • الاعتراف بالنواقص، حيث أن إخفاء العيوب لا ينفع في التخلص منها، لأنها تبقى ثابتة طالما أنك لا تعمل على إزالتها، وتجاهلها لن يكون الحل مقابل أن تواجها، وتتعامل معها بعقلانية تساهم في حلها، وإتمام كل النواقص التي تحتاجها لنقلها من قائمة العيوب إلى قائمة الميزات. 
  • تحديد السبب العميق والمباشر للمشكلة التي أدت لحدوث الخطأ، حيث يوجد لكل خطأ سبيين إحداهما مباشر متعلق بالظروف والوضع الراهن، والآخر عميق متعلق بالاستراتيجيات والسلوك العام، لذلك من الضروري فهم السبيين معًا، حيث أن تحديد أحدهما دون الآخر، سيكون بمثابة رؤيتك لنص المشكلة، باعتبار أن إدراك السبب المباشر يساعد على حل المشكلة على المدى القريب، بينما يساعد إدراك السبب العميق على تجنب الوقوع في الخطأ وتكراره في المستقبل.  

الأسئلة المساعدة في تحليل الأخطاء

  • أين الخطأ؟ 

تحديد مكان الخطأ من خلال كتابة قائمة بالأحداث والعوامل التي قد تكون سببًا لوقوع الخطأ، مما يساعد في فهم الأسباب المباشرة والعميقة للمشكلة. 

  • هل هذا الخطأ مكرر؟ 

من الضروري تحديد، فيما إذا ارتكبت هذا الخطأ سابقًا، حيث إن كان من الأخطاء المكررة من الممكن أن يكون الحل جاهز، ولكن هذا أحد المؤشرات الدالة على وجود مشكلة عميقة الجذور تسبب أضرار مستمرة. 

  • ما الأسباب المباشرة والعميقة للمشكلة؟ 

يجب معرفة الأسباب المؤدية للمشكلة التي تتعلق عادة بفعل محدد، حيث كثيرًا من الشركات تعرضت لخسارات كبيرة نتيجة لأفعال غير مدروسة مثل اختيار وقت خاطئ لعرض منتج أو تحديد سعر غير مناسب أو القيام بأعمال تفقد ثقة العملاء مثل عدم تقديم الجودة المطلوبة أو عدم الوفاء بالوعود أو المعاملة الفظة، وكذلك الإهمال وعدم القدرة على التخطيط بشكل جيد، بما في ذلك القدرة على مواكبة تطورات السوق واحتياجاته. 

  • ما الإجراءات الواجب اتخاذها لتجنب الوقوع بمشاكل مشابهة؟  

من الضروري بعد تحديد ومعرفة الأسباب الكامنة وراء وقوع الخطأ، التفكير العميق بحلول جيدة للمشكلة بشكل يضمن عدم تكرار الخطأ مرة أخرى.