يعرف الجمل بحيوان الصحراء. وللإبل مكانة مميّزة لدى العرب كونه وسيلة النقل الأساسيّة التي تتحمّل العطش ودرجات الحرارة العالية والعواصف الرّمليّة المنتشرة في الصحراء. كما أنه يأتي في المرتبة الثّانية بعد الغنم ضمن المشاريع الخاصة بتربية الحيوانات. فما هي فوائد تربية الجمال؟
مميزات الجمال
تندرج الجمال تحت ما يعرف بالنّوع المستقلّ من الحيوانات. وهي من أشباه الحيوانات المجترة. وما يميّزها أنّها تجتر الطعام وفق طريقة مختلفة، كون تركيب المعدة لديها يختلف عن المجترات الحقيقيّة. ذلك لأنّ الجزء الثّاني والثّالث من الجهاز الهضمي يندمجان معًا في تركيب يعرف بالتركيب الأنبوبي، حيث لا يمكننا أن نميز بينهما وفق الشكل. بالإضافة إلى ذلك تواجد أكياس من الماء في منطقة البطن التي تهدف بشكلٍ أساسي إلى تخزين الماء ومساعدة الجمال على هضم الأعلاف الخشنة.
ومن مميزات الجمال أيضًا قدرتها على العيش وسط الصّحراء والعواصف الرّمليّة. كما تحمّل درجات الحرارة المرتفعة نهارًا والباردة ليلًا.
ناهيك عن وزن الجمل البالغ الذي قد يصل إلى 690 كلغ. ويتراوح طوله بين 2.5 و3 أمتار. أمّا متوسّط عمر الجمل فيبلغ 55 عامًا.
ولا ننسى شكله المميّز، ذلك لأنّ الجمل يتمتّع برأس صغير منتصب، ورقبة طويلة مع بروز كثافة الوبر عليها خصوصًا لدى الذّكور. كما اتّساع في العينين، مع وجود الأهداب الطويلة لحمايتها من الرّمال. بالإضافة إلى ذلك، اتّساع الأنف وتمتّعه بعضلات مزدوجة تتحكّم بفتحه وإغلاقه عند الحاجة، وذلك منعًا لدخول الرّمال.
طرق التعامل مع الجمال
يعتبر الجمل أو الإبل من الحيوانات الذكيّة بحيث يمكن تدريبها بسرعة. بالإضافة إلى ذلك تمتّعها بطبعها الهادئ، ممّا يؤدّي إلى سهولة في التعامل معها. كما أنّه في حال تركها المربّي في المراعي والأماكان المفتوحة تعود إلى مأواها فور انتهائها من تناول الأعلاف، مهما طالت المدّة.
يلجأ المربي إلى تقييد إحدى أرجل الجمال الأماميّة ليلًا بهدف التّحكّم بتحرّكاتها بواسطة حبال مصنوعة من الألياف، حيث يصل طول الحبل الواحد حوالي المتر. كما يستخدم اَللِّجَام ليمسك الأنف أو الفم أو الشفاه أو الذيل.
ولكن طريقة المعاملة هذه قد تخيف الجمال وبالتّالي تعرّضها للإسهال والأنين الدّائم. بالإضافة إلى ذلك أنها تبرك وتتوقّف عن الأكل والشرب لفترات طويلة، ولمعالجة هذا الحالة يضع المربي الغذاء على بعد أمتار عديدة، كما عزلها عن رؤية أي إنسان.
كيفية تربية الجمال
تعتمد تربية الجمال على إنشاء الحظائر المغلقة وفق الخطوات الآتية:
- تأمين مساحة لا تقلّ عن 20 مترًا مربعًا للرأس الواحد. مع العلم يمكن إيواء الجمال منفردة أو جَمَاعِيًّا.
- تخصيص الحظائر لكلّ فئة عمريّة.
- بناء الأسوار الدّاخليّة والخارجيّة على ارتفاع 280 سنتم. أمّا الأبواب والمداخل فلا يقلّ ارتفاعها وعرضها عن 2.5 متر.
- إنشاء ممر داخلي شرط أن تكون جوانبه مرتفعة حوالي متر واحد. والسّبب في ذلك سهولة توجيه الجمال.
- وضع الأعلاف وأحواض الشرب في وسط الحظائر.
- تأمين الأعلاف التقليديّة وغير التقليديّة إضافة إلى الأعلاف الخشنة والخضراء.
- أن تكون نسبة الظلّ داخل الحظائر 50% مع مراعاة طول الحيوانات عند وضع المظلّات.
- تأمين حظائر منفردة تبلغ مساحتها 20 مترًا مربّعًا مخصّصة لتوليد أنثى الجمال وأخرى لتلقيح الذكور.
- إنشاء حظائر للتّسمين تبلغ مساحتها حوالي 12 مترًا مربّعًا.
- المواظبة على فحص الجمال وإنشاء التّحاليل المخبريّة اَللَّازِمَة عند الضّرورة.
- بناء مكان مخصّص لحلب الإناث، ومعمل منفرد لإجراء التّحاليل الكيميائيّة للحليب والألبان.
ما هي فوائد تربية الجمال
تعود تربية الجمال بفوائد عديدة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
- ضرورة تأمين الاكتفاء الذّاتي من البروتين الحيواني.
- الاستفادة من بول الجمال في الطّب. حيث يمكن علاج بعض الأمراض من خلاله مثل مرض السكري.
- استخدام منتجات الجمل مثل الّلحوم، والحليب والوبر.
- يحتوي لحم الجمال على نسبة عالية من البروتين ونسبة منخفضة من الدّهون.
- طبع الجمال الهادئ، إضافةً إلى أنّه ذكي ومطيع، وبالتّالي يمكننا تربيته بسهولة تامّة.
- قدرته على تحمّل الآلام وارتفاع درجات الحرارة نهارًا والبرودة ليلًا.
- يمكن تغذيته من خلال الأعلاف الموجودة نظرًا لاحتياجاته الغذائيّة المنخفضة. بالإضافة إلى ذلك، قدرته على مقاومة العطش.
تعود تربية الجمال بفوائد عديدة على المربي، ذلك لأنّها توفّر له الاكتفاء الذاتي، إلّا أنّ عمليّة التّربية هذه ما زالت تعتمد على النّظام الرعوي، ممّا يؤدّي إلى تراجع في نسبة الإنتاج لدى الجمال. لذا لا بدّ من تحديث طرق التّربية من خلال تطبيق النّظام المكثّف بهدف تحسين نسبة الإنتاج وتحقيق أكبر نسبة ممكنة من الأرباح.