علاج تعفن الحضنة في النحل من أكثر الأمور التي يجب على مربي النحل معرفتها نظرًا لخطورة علاجه والوقاية منه. فإن كنت تنوي ابتداء مشروع تربية النحل، لابد لك أن تطلع على أنواع وأعراض هذا المرض وسُبل علاجه. لتكون على أتم الاستعداد لمواجهته، مما يضمن لك نجاح مشروعك وحماية خلاياك. هيا بنا نتعرف على أهم الأمور الخاصة بهذا المرض الخطير من خلال مقالنا التالي.
لمحة عن حضنة النحل
الحضنة عبارة عن يرقات تفقس من البيوض التي تضعها الملكة، وتصنف إلى يرقات عاملات وذكور. وتتشكل الحضنة المغلقة عندما يقوم النحل بالإغلاق على اليرقات بالشمع الممزوج بحبوب اللقاح. ويعد مرض تعفن الحضنة من الأمراض التي تصيب اليرقات ويؤدي إلى موت الخلية في بعض الأحيان. كما يقسم هذا المرض إلى نوعين تعفن الحضنة الأمريكي والأوروبي.
مرض تعفن الحضنة الأمريكي
يُعدَ مرض تعفن الحضنة الأمريكي مشكلة كبيرة واجهت ولاية ميشيغان الأمريكية في عشرينيات القرن الماضي، حيث انتشر هذا المرض في جميع أنحاء الولاية، وقتل آلاف خلايا النحل إضافًة، مما سبب خسائر مالية كبيرة.
لذلك يعد من أخطر الأمراض التي تصيب حضنة النحل، حيثُ يُضعف الحضنة أولًا ومن ثم يؤدي إلى موتها خلال مدة أقصاها ثلاث أسابيع فقط. وقد تموت الخلية بالكامل خلال سنتين أو ثلاث سنوات، تكمن خطورة المرض بصعوبة علاجه، كما لا يرتبط بمدى ضعف الخلية، فقد يصيب الخلية الأقوى في المنحلة.
أعراض تعفن الحضنة الأمريكي
العامل المسبب للمرض جراثيم ( Bacillus Larvae Larvae). إذ تهاجم الجرثومة اليرقات بعد فقس البيضة بيوم أو اثنين. وتبدأ بالتكاثر داخلها، لذلك لا تقضي عليها بشكل مباشر. إذًا من الضروري معرفة أعراض هذا المرض، لأخذ إجراءات سريعة في سبيل الحد من انتشاره. ومن أهم أعراض تعفن الحضنة الأمريكي نذكر ما يلي:
- نمط الحضنة غير منتظم وعشوائي.
- ظهور رائحة كريهة تشبه رائحة السمك المتعفن من اليرقات المصابة (هذه الرائحة أعطت المرض اسمه).
- يتحول لون اليرقات المصابة من الأبيض الناصع إلى البني والبني الغامق.
- عند موت اليرقات المصابة يصبح قوامها لزج يصعب إزالتها من قبل النّحال.
- رطوبة سطح الأغطية الشمعية.
- يصبح غطاء العين السداسية مثقب أو مقعر بسبب موت اليرقات بعد تغطية العين السداسية.
- تحول اليرقات المصابة الميتة إلى قشور محكمة الإلصاق جانب وأسفل العين السداسية.
- في حال موت اليرقات بطور العذراء يخرج منها لسان بشكل خرطوم يتجه إلى قمة العين السداسية. ويعتبر أهم عَرَض لتمييز هذا المرض عن غيره.
علاج تعفن الحضنة الأمريكي
تكمن خطورة المرض بصعوبة علاجه والتخلص منه. فإن الجراثيم المسببة له تشكل أبواغًا في حالات معينة تستعصي على العقاقير والسُبل العلاجية الأخرى. لذلك تعد المضادات الحيوية مثل التراميسين أو مركبات الكبريت كالسلفاتيازول أو السلفديازين علاجًا غير فعال في علاج تعفن الحضنة الأمريكي. لذلك لجأ النحالون إلى طرق أخرى لمعالجته، ومن ابرز هذه الطرق
- التخلص من المرض عن طريق الإبادة الحرق، والخطوات بالترتيب كالتالي:
- نقل اليرقات المصابة إلى خلية جديدة وتزويدها ببراويز شمع جديدة.
- إجبار النحل على البقاء ضمن الخلية ثلاث أيام من خلال إقفالها ليتغذى على ما يخزنه من عسل ملوث.
- حرق الأقراص الشمعية الملوثة، وما تبقى من الخلية المصابة.
- تعقيم صناديق الخلايا باللهب لإعادة استخدامها.
- طريقة الطرد الاصطناعي: استخدمت هذه الطريقة بنجاح في ألمانيا والدنمارك خلال العديد من السنوات. تتشابه مع طريقة الحرق في إبادة الحضنة، وتعقيم الصناديق الخشبية، ولكن بهذه الطريقة يُحافظ على النحل البالغ لتشكل منه خلية جديدة.
مرض تعفن الحضنة الأوروبي
يعد أقل خطورة من تعفن الحضنة الأميريكي. يصيب اليرقات الصغيرة ويقضي عليها وهي بعمر يومين، العامل المسبب بكتيريا Bacillus Pluton وهي جراثيم عضوية تنتقل عن طريق الغذاء.
أعراض تعفن الحضنة الأوروبي
- يتحول لون اليرقات المصابة من الأبيض الناصع إلى الأبيض المصفر، ويتدرج إلى الأصفر ثم البني وأخيرًا الرمادي.
- يصدر من الخلية رائحة تشبه رائحة الخميرة.
- تكون أغطية العيون السداسية مثقوبة، منخفضة. أو قد تكون غير موجودة في حالات نادرة.
- عند موت اليرقات تتحول إلى قشور يسهل إزالتها مقارنة بتلك القشور التي تظهر في تعفن الحضنة الأميركي.
نظرًا لتشابه أعراض تعفن الحضنة الأوروبي والأمريكي. يفضل إرسال عينات من الخلايا المصابة إلى المخبر لمعرفة العمل المسبب.
علاج تعفن الحضنة الأوروبي
كما ذكرنا أعلاه أن خطورة تعفن الحضنة الأوروبي أقل من الأميريكي. لذلك لا نلجأ لعلاجه بطرق الحرق والإبادة إلا في حالة انتشار المرض بشكل شديد، في تلك الحالة تُقتل الملكة القديمة، وبعد ذلك يقضى على جميع بيوت الملكات. وبعد مرور ستة أيام تزود الخلية بملكة من خلية سليمة. وفي حالات يكون فيها المرض أقل انتشارًا نلجأ للعلاج عن طريق مسحوق السكر والخطوات كالتالي:
- يجب أولًا خلط السكر المطحون بمقدار 0.45 كيلو غرام مع terramycin tm 25 بمقدار ربع الكوب.
- نخل المزيج السابق جيدًا.
- رش المسحوق فوق إطارات المستعمرة وتكرار العملية من 3 إلى 4 مرات خلال الأسبوع.
مع العلم يجب عدم اللجوء لهذه المعالجة خلال فترة إفراز الرحيق في الربيع. ويمكن اللجوء لعلاجه عن طريق المضادات الحيوية أيضًا.
بعد النظر إلى شدة خطورة مرض تعفن الحضنة، يجب على مربي النحل أن يكون شديد الحرص على خلية النحل، وخاصًة الحضنة لخطورة الأمراض التي تصيبها. فقد يؤدي الإهمال وعدم المعرفة بالتعامل مع أمراض النحل إلى تكبد خسائر كبيرة.