يعود سبب امتناع الأبقار عن الأكل إلى عدّة أسبابٍ قد تكون صحّيةً او بيئيةً. فإذا كنت تعتقد أن الأبقار تأكل على مدار الساعة، فدعني أصحّح معلوماتك. الأبقار مثلها مثل الكائنات الأخرى قد تمرض أو تتعرض لظروفٍ قد تمنعها من الأكل. فإذا كنت فضوليًّا وتساءلت عن سبب امتناع الأبقار عن تناول الطعام، فهذا المقال الأمثل الذي سيجاوب على سؤالك.

أسباب فيزيولوجية تؤدي إلى امتناع الأبقار عن الأكل

  • الولادة: غالبًا ما تفقد شهيّة الأبقار بسبب ظروفٍ معينة تطرأ على جسمها، ومنها الولادة. ففي هذه الحالة، تضطرب درجة حرارتها ويصبح تنفّسها صغيرًا. أمّا جسمها فيبدو ضئيلًا غير قادرٍ على الحركة. وهذا أمرٌ طبيعيٌ، فيجب الاهتمام بسلامتها الصّحية، وفحص حرارتها بشكل دوريّ. كما أنه يجب تقديم الأعلاف المتوازنة والمدعومة بالمتمّمات الغذائيّة كطعامٍ أساسيّ لها حتى تستعيد عافيتها.
  • عمر البقرة: يعد من أهم الأسباب التي تؤدي إلى نقص الشهية ثم انقطاعها لدى الأبقار. حيث تكون في ذروة إنتاجها وغذائها بين 12 سنة و20 سنة. بعد ذلك، تطرأ العديد من التّغيرات على جسمها فتتناقص شهيّتها تدريجيًا مع تقدمها بالعمر. حتى تصل إلى مرحلة الشيخوخة، فتصبح فاقدة تمامًا لشهيّتها.

أسباب غذائية تسبّب امتناع الأبقار عن الأكل

وهذه الأسباب هي الأكثر شيوعًا. حيث نعلم أنّ الأعلاف هي الغذاء الأساسي لجميع أنواع الأبقار. لكن يجب الاعتماد على نوع واحد من الأعلاف وعدم تغييره قدر الإمكان. حيث أنّ الخطأ الذي يرتكبه معظم المربّيون هو إطعام الأبقار من أكثر من نوع. مما يؤدّي إلى فقدان الشّهية لديهم. وإذا لابُدّ من تغيير العلف، فيجب إضافته تدريجيًّا مع الغذاء الآخر وعلى فترات زمنيّة حتى تعتاد عليه الأبقار ويصبح غذاءها الأساسيّ.

أحد أسباب امتناع الأبقار عن الأكل السبب البيئي

يعدّ المناخ هو المؤثّر الأكبر في تسبّب بعض الأمراض التي تؤدي إلى انقطاع الشهية لدى الأبقار. قد تكون فيروسيةً أو طفيلية. سنشرح فيما يلي بعض الأمراض الناتجة عن تغيّرات المناخ:

  • الحمى القلاعية: يحمل اسمًا آخر هو أبو لسان أو حمى الطباق. وهو مرضٌ فيروسي سريع الانتشار. يتميز بارتفاعٍ شديد لدرجة حرارة البقرة، مع ظهور فقاعات في الفم والجلد. علمًا أنه تعدّ الحرارة العالية في بعض أوقات السنة المسبّب الرئيسي له.
  • عفونة الدم النزفية: له اسمٌ آخر هو حمى الشّحن. لكونه غالبًا ما يحدث عند الأبقار خلال عملية شحنهم أو نقلهم لمسافاتٍ طويلة. كما يتّصف هذا المرض بأنه من أمراض الموت المفاجئ. حيث تعدّ الرطوبة والحرارة من أهم العوامل المسبّبة له. إضافةً إلى تغيير الضّغط الجوّي من منطقةٍ لأخرى.
  • الساق السوداء: يُعرف أيضًا باسم مرض الجمرة العرضية. وهو من الأمراض المعدية المسبّبة بالموت المفاجئ لدى الحيوان. كما أنه ينتشر بكثرةٍ في المناطق الاستوائية. ويتميّز بظهور حمّة شديدة، وموت بعض من عضلات البقرة واسودادها.
  • مرض الديدان الأسطوانية: يعتبر من الأمراض الطّفيلية الأكثر انتهاكًا للأبقار لأنه غالبًا ما يسبب فقدان الوزن وفقر الدّم. كما تعدّ الأجواء الدافئة والرطبة الأكثر ملاءمةً لتحوّل بيوض هذه الديدان، إلى يرقات حيّة لمدة ثمانية أسابيع. علمًا أنه للمناخ تأثيرٌ كبير في الإصابة بهذه الديدان، وخاصّةً في المناطق التي يكون فيها الشتاء باردًا جدًا والصّيف حارٌّ.

الأسباب الصحية تسبب امتناع الأبقار عن الأكل

وهي الأسباب الأكثر انتشارًا بين الأبقار. فهي تسبّب العديد من الأمراض الصحية قد تعود لأسبابٍ مناعيّة، أو تنفسيّة، أو التهابيّة، ممّا يؤدي إلى فقدان الشهيّة لها. نذكر منها ما يلي:

  • مرض الباستوريلا: سببه بكتيريٌّ. فتشعر البقرة بفقدان الشهية، وبحرارة عالية. إضافةً إلى سرعة في التنفس، وبولٍ مدمّم. كما يرافقه التهابات في العين والضّرع، واضطرابات هضمية وتنفسيّة.
  • الطاعون البقري: سببه فيروسيٌ. حيث يسبب ارتفاعًا في درجات الحرارة، وفقدان الشهية بشكل تدريجيّ حتى الانقطاع التّام. إضافةً إلى إفرازاتٍ أنفية وعينيّة، وإسهال شديد مائيّ مدمّم. فيما بعد، يسبّب المرض رقود البقرة وموتها خلال أيامٍ معدودة.
  • أمراض الدّم الطفيلية: تصيب هذه الأمراض الحيوانات وبشكلٍ خاصّ الأبقار. سببها طفيليٌّ، حيث تتغذّى الطفيليات على دم البقرة بكثرةٍ. ممّا يجعلها فاقدةً للشهية وتشعر بحرارةٍ عالية، وخفقان في القلب، وسرعة في التنفس. إضافةً إلى ضعف مقاومتها ومناعتها وقلّة أكلها.

لقد وصلتَ معنا إلى الختام، يوجد العديد من الأسباب والعوامل التي تؤثر على شهيّة الأبقار، لكن الأسباب السّابقة هي الأشدّ تأثيرًا. فإذا فكرت يومًا ما بتربية بقرة، عليك أن تنتبه لطعامها جيدًا واحرص على مراقبتها بشكل دوري. كما يجب عليك الاهتمام بنظافة مكان تربية بقرتك وذلك لحمايتها من الظروف البيئية القاسية.