يمثل الإبل العربي موردًا اقتصاديًا هامًا للعديد من المناطق القاحلة في تونس. ويستخدم الإبل متعدد الأغراض ليوفر الحليب، واللحوم، والألياف والجلد. وتعتبر تربية الإبل في تونس نشاطًا هامًا لما له من آثار بيئية، واقتصادية واجتماعية خاصة في المنطقة الجنوبية. بالإضافة إلى ذلك يمكن تمييز ثلاثة أنظمة لتربية الإبل وهي نظام الترحيل الواسع في ولايتي قبلي وتطاوين، والنظام الواسع في محافظة المهدية والنظام المكثف في ولاية القيروان.
أهمية تربية الإبل في تونس
تساهم الإبل في التوازن البيئي والحفاظ على التنوع البيولوجي للنظام البيئي التونسي. لذلك يستفيد الإبل من الأصناف الرعوية التي لا يمكن أن تستخدمها الأنواع الأخرى من الحيوانات. وتتوزع الإبل العربية على مساحة 1.2 مليون هكتار من الأراضي الصحراوية والمستنقعات في تونس.
بالإضافة إلى ذلك يبلغ حجم قطعان الإبل 56000 رأس (مع 40000 أنثى). ويبلغ متوسط إنتاج اللحوم 2500 طن سنويًا، كما يقدر إنتاج الحليب التي تستهلكه الأسر التونسية بنحو 12000 طن سنويًا. ويحظى حليب الإبل بتقدير كبير في المجتمع التونسي بسبب فوائده الصحية، بالإضافة إلى اللحوم والحليب. ويبلغ العائد السنوي لألياف الإبل والجلود في تونس حوالي 30 طنًا و575 طنًا على التوالي.
أسباب انخفاض تربية الإبل في تونس
في تونس ينعكس تدهور قطاع إنتاج الإبل من خلال الانخفاض الكبير في حجم قطيع الجمل العربي الذي انخفض من 225000 رأس في الخمسينيات إلى 80000 رأس في التسعينيات و56000 رأس فقط في الآونة الأخيرة، لذلك يمكن تفسير هذا الانخفاض الملحوظ من خلال عدة أسباب تتعلق بشكل رئيسي بما يلي:
- الوضع الاجتماعي والاقتصادي، حيث أدى عدم كفاية موارد الأعلاف بسبب موجات الجفاف القاسية المتتالية في السنوات الأخيرة إلى تدهور المراعي الطبيعية في جنوب تونس.
- تنفيذ برامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية الأخرى في البلاد على حساب المراعي الجيدة الخاصة للإبل.
- عدم تحسين منتجات الإبل وعدم إحراز تقدم في تصنيع، وتسويق حليب الإبل، والألياف، والجلود.
- الافتقار إلى لوائح تسويق موحدة والمساهمات المحدودة لجمعيات التنمية، والمشاركة الضعيفة للمربين التونسيين في الهياكل المهنية.
- النقص في مجال التحسين الوراثي للإبل، والوقاية من الأمراض.
- نقص في مراكز تدريب مربي الإبل وهياكل الدعم الفني.
تنظيم قطاع تربية الإبل في تونس
اتخذت تونس تدابيرًا لتطوير تصنيع منتجات الإبل، بالإضافة إلى ذلك خلق مسار مالي خاص لقطاع الإبل وتحسين تنظيمه من خلال:
- إنشاء ملصق متخصص للألياف.
- تطوير مشروع نموذجي لدباغة الجلود، مما يعزز صناعة الجلود والألياف.
- قطاع الألبان: بذلت الدولة التونسية جهودًا كبيرة في جمع، ومعالجة، وتوزيع منتجات تربية الإبل.
- قطاع اللحوم: طورت الدولة التونسية نظام التصنيف حسب الجودة.
وتجمع كل هذه الجهود لتثقيف العملاء حول الميزات الخاصة للإبل، بالإضافة إلى ذلك الفوائد الصحية والغذائية لمنتجات الإبل.
أهداف تربية الإبل في تونس
أهم أهداف تربية الإبل في تونس هي:
- زيادة حجم قطعان الإبل مع تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء، بالإضافة إلى ذلك الحفاظ على التوازن البيئي من خلال تحسين الصحراء والمراعي المالحة التي تستغلها الإبل فقط.
- تحسين دخل المربين في مناطقهم.
- دمج مربي الإبل في الهياكل المهنية، ودعم عروض ومهرجانات الإبل أيضًا.
تحسين تربية الإبل في تونس
إتقان التكاثر هو أفضل وسيلة لأي تربية ناجحة، لذلك يتطلب إدخال التقنيات الحيوية لتحسين الإنتاجية. ومن أهم التقنيات المستخدمة لتحسين تربية الإبل في تونس هي:
- التلقيح الاصطناعي الذي يعد المفتاح لتحسين الأداء التناسلي لجميع أنواع الإبل. ويسمح استخدامه بإدارة أفضل للتكاثر، والتقدم الوراثي، والسيطرة على الأمراض وفعالية التكلفة والسلامة.
- نقل الأجنة.
تدابير زيادة إنتاج الإبل في تونس
أهم الإجراءات المتعلقة بزيادة وتحسين قطيع الإبل في تونس هي:
تحسين إنتاج الإبل وتنمية ربحية القطيع
- تشجيع تسمين الإبل وجمع الحليب.
- تعزيز السيطرة على الذبح العشوائي، ومنتجات تربية الإبل.
تحسين وراثة قطيع الإبل
- تعميم التعرف على الحيوانات، بالإضافة إلى ذلك وضع برنامج لمراقبة إنتاج اللحوم والحليب.
- استخدام التوصيف الجيني.
دعم الرعاية الصحية للإبل
- تحديث المعامل الخاصة بتشخيص الأمراض الرئيسية في جنوب البلاد، على سبيل المثال: معهد الأراضي القاحلة بمدنين، والمدرسة البيطرية والمعهد الزراعي الوطني التونسي.
- مسح الأمراض الوبائية لإعطاء الأولوية للعمل الصحي على أخطر الأمراض، على سبيل المثال: مرض سارا (المثقبية إيفانسي)، والجرب، وجدري الإبل وانتشار القراد.
- تحسين التغطية الصحية الوقائية (التطعيم المجاني والعلاج ضد الطفيليات).
تحسين الموارد البشرية في قطاع الإبل
- إجراء دراسة تفصيلية لاحتياجات الكفاءة في قطاع الإبل.
- مراجعة وتحديث برامج التدريب المهني، وبرامج التعليم العالي الزراعي المتعلقة بقطاع الإبل في تونس.
- تنظيم دورات تدريبية لجميع الفاعلين المعنيين بإنتاج الإبل، على سبيل المثال: مربون، وتقنيون وأطباء بيطريون.
في الختام تعتبر تربية الإبل في تونس نشاطًا تقليديًا منخفض التناسلية ومتوسط إنتاج اللحوم والحليب، لذلك يحتاج تطوير قطاع تربية الإبل في تونس لوجود برنامج سليم يشمل البحث، والتدريب والإرشاد في إدارة الصحة الحيوانية والإنجابية، بالإضافة إلى ذلك تحسين إنتاج وتسويق اللحوم، والألبان، والألياف والجلود.