تتزايد تجارب تربية الأسماك في الأحواض في تونس نظرًا لكثرة الطلب على الأسماك كغذاء رئيسي فيها. ورغم أن تونس تملك خطًا ساحليًا واسعًا نسبيًا، يمتد على شرق البلاد وشمالها، إلّا أن المنطقة الداخلية التي تتجه نحو الصحراء هي الأوسع من مساحة تونس. هذه الجغرافية جعلت الأسماك وجبة متوفرة للسكان القاطنين على الشريط الساحلي، في حين يصعب ذلك على السكان في المناطق الصحراوية. وهو ما ساعد على انتشار فكرة تربية الأسماك ضمن الأحواض في تونس.
معلومات عن تربية الأسماك في تونس
حثت الأسباب التي ذكرناها آنفًا عددًا من الشباب للقيام بتجارب تربية الأسماك ضمن الأحواض في المناطق البعيدة عن الشريط الساحلي. ويذكر أنّ الأسماك تعيش بشكل طبيعي إمّا في البحار أو في الأنّهار، أمّا استثمار الإنسان لها فيتجلى ببناء مزارع لتربيتها في أحواض أو في أقفاص ضمن البحار. ومن الجدير بالذكر أن معظم التجارب التي أقيمت لتربية الأسماك في الأحواض في تونس، كانت في الجنوب القريب من الصحراء الكبرى، فكانت منطقة تطاوين مُحتضنًا لكثير من هذه الأحواض.
صفات أحواض تربية الأسماك في تونس
- يبدأ تشييد الأحواض بشكل عام ببناء أرضيات وجدران إسمنتية أو ترابية بحسب نوع الحوض.
- تُعبأ من مياه الآبار التي تُحفر خصيصًا لها.
- تكون الأرضيات مائلة قليلًا وباتجاه معين ليساعد على تصريف المياه.
- تكون أقنية التصريف المحيطة بالجدران على بعد 30سم من جدران المزرعة وأقل مستوى منها. مع اتصافها بالعمق والاتساع لاستيعاب تصريف المياه.
- ويقوم المسؤولون عن ذلك بتوجيه المياه إلى الأحواض عبر وضع صنابير فوق كل حوض لضخ المياه إليه.
- إضافة إلى تزويد الأحواض في بعض الحالات بالأوكسجين عن طريق استخدام محرك لضخ الهواء.
- من الميزات الإضافية لتربية الأسماك في الأحواض في تونس هو استخدام المياه الخارجة من الأحواض في الزراعة.
- استخدام الأسمدة العضوية الناتجة من فضلات الأسماك للزراعة، مما يزيد في إنتاجية المحاصيل المعتمدة على مياه فضلات الأسماك بما يصل إلى 10 – 20 % مع ثبات العوامل الأخرى.
أبرز أنواع الأسماك التي تُربى في الأحواض في تونس
يوجد العديد من أنواع الأسماك التي يمكنها التأقلم والعيش في المياه العذبة، وتحمل درجات حرارة مرتفعة، ومن بينها ما يعرف بالسمك البلطي. يتميز سمك البلطي بقدرته العالية على التحمل. كما يتواجد عادة في المياه الضحلة بالمناطق الاستوائية التي تتراوح درجة حرارتها تقريبا بين 14 و33 درجة مئوية. وهو سمك عاشب، غذاؤه الأساسي الطحالب والبكتيريا النباتية التي تعيش في المياه.
يفضل سمك البلطي العيش في البحيرات والأنهار، ويتراوح طول السمكة البالغة منها بين 6 و28 سنتيمتر. ويبلغ أقصى وزن مسجل لسمكة من هذا النوع أكثر من أربع كيلوغرامات. كما يحتل البلطي المرتبة الثالثة بين أنواع السمك الأكثر استهلاكًا في العالم.
العراقيل التي تواجه تربية الأسماك في الأحواض في تونس
- ندرة المواد الغذائية للأسماك، خاصًة مادتي “الصوجا” و”فارينة الحوت”، لأنها لا تتوفر دائمًا في السوق، حيث يقوم البعض بإطعام الأسماك أكثر من 4 مرات في اليوم. وهو ما يضطر المربين في بعض الأحيان إلى استعمال مواد غذائية بديلة، لكنّها يمكن أن تؤثر على جودة الأسماك.
- المناخ الصعب لبعض المناطق، فكلما اقتربت من الداخل سيصبح المناخ أقسى وأكثر جفافًا. مما سيؤثر على إنتاجية أي مشروع لتربية الأسماك هناك.
- صعوبة تصريف الانتاج عند تشييد الأحواض في أماكن بعيدة أو نائية، ففي هذه الحالة ستضاف تكلفة النقل والتبريد للكلفة الأساسية.
أبرز طرق تربية الأسماك في الأحواض في تونس
يعمد التونسيين عند بدء مشروع أحواض الأسماك إلى اعتماد طريقة الأحواض الإسمنتية التي تقوم بشكل أساسي على المياه الجوفية. والتي يستخدمونها لاحقًا كمياه ري للأراضي الزراعية في محيط الأحواض. بالإضافة إلى توفير كميات جيدة من السماد العضوي المتشكلة من فضلات تلك الأسماك. والتي قد تزيد في كثير من الأحيان عن حاجة تلك الأراضي المزروعة حول الحوض. علاوةً على أن هذا النوع من الأحواض يتيح لأصحاب المشروع التحكم بعدد الأحواض وتكلفتها ومساحتها وحتى المواد التي يستخدمونها لإنشاء المشروع.
تتميز الأحواض الاسمنتية بكونها صغيرة الحجم والمساحة. كما أنها أحواض ذات أغراض متعددة كالتسمين، والتكثيف، والتفريخ، والتربية أيضًا. كل ذلك يساعد على انتاج أكبر بكثير من انتاج الأحواض الترابية.
طريقة تشييد حوض تربية الأسماك الاسمنتية في تونس
- يجب تهيئة الأرض التي سيقام عليها المشروع. حيث يجب أن تتمتع الأرضية بالميول باتجاه مصرف الماء الرئيسي. وهو شرط أساسي عند بناء الحوض.
- بناء الخرسانة هي الخطوة التالية حيث ينصح بسماكة تتراوح بين 20 و25سم.
- يجب أن ينشئ القائمون على المشروع الحوض مستخدمين الطوب، ويفضل استخدام الطوب الأبيض أو الأحمر.
- المرحلة الأخيرة هي بناء أحواض التصريف. والتي يجب أن تبعد عن الحوض الرئيسي 30 سم، وأن تكون بارتفاع 40 سم كحد أقصى. كما يجب ربط قنوات التصريف بطريقة صحيحة مع الحوض لمنع التسريب أو التسبب بأي انسدادات.
في نهاية المطاف تواجه تربية الأسماك في الأحواض في تونس تحديات كثيرة. لكنها في نفس الوقت توفر عددًا كبيرًا من فرص العمل وتؤمن مادة غذائية هامة وأساسية لتكون وجبة رئيسية للناس أينما كانوا حتى في عمق الصحراء. كما أنها فرصة للاستفادة من مياه التصريف وزراعة محاصيل متنوعة في نفس المنطقة ليصبح مشروعًا تنمويًا بامتياز.