لا تقتصر وظيفة النحل على جمع رحيق الأزهار وإنتاج العسل، وإنما ينتج مادةً أخرى تسمى شمع العسل، وهي مادة معروفة منذ عصور ما قبل التاريخ، حيث استخدمها المصريون القدماء في تحنيط المومياء وصناعة السفن، كما يستخدم شمع العسل كعامل تشحيم ومادة مانعة لتسرب المياه، وتلميع الخشب والجلد، ولصنع الشموع، ويدخل في صناعة مستحضرات التجميل، بالإضافة إلى أنه يعتبر صالحًا للأكل وهو معتمد للاستخدام الغذائي في معظم البلدان، لذلك سنتعرف في هذا المقال عن شمع النحل وكيف ينتج؟

ما هو شمع النحل؟

شمع النحل هو شمع طبيعي ينتجه نحل العسل من جنس Apis. إذ يفرز بواسطة ثماني غدد منتجة موجودة في الأجزاء البطنية للنحل العامل، ويتخلص النحل منه في داخل الخلية، ثم تجمعه النحلات العاملات وتستخدمه لتكوين خلايا سداسية الشكل، يخزن فيها النحل العسل، بالإضافة إلى استخدامه في حماية اليرقات والعذارى داخل خلية النحل. تعتمد أحجام الغدد الشمعية للنحل على عمرها، ونوع الأزهار المستخدمة لإنتاج الرحيق، وعدد أيام العمل، حيث تبدأ هذه الغدد تدريجيًا بالضمور بعد عدة رحلات.

ويكون الشمع الجديد نقيًا زجاجيًا وعديم اللون، ثم يتحول إلى اللون أصفر أو البني بشكل تدريجي، بسبب حبوب اللقاح وزيت حبوب اللقاح، الذي يحتوي بدوره على كاروتين كصبغة طبيعية. ولكي يفرز النحل الشمع يجب أن تكون درجة الحرارة المحيطة في الخلية 33 إلى 36 درجة مئوية.

الخصائص الفيزيائية لشمع النحل

  • شمع العسل غير قابل للذوبان في الماء، لكنه يذوب بشكل جيد في زيت التربنتين في درجة حرارة الغرفة وفي الكحول الساخنة.
  • شمع العسل، مادة صلبة عطرية في درجة حرارة الغرفة. ويختلف قوامه مع تغير درجة الحرارة، حيث يصبح لينًا عند درجة حرارة جسم الانسان (37 درجة مئوية).
  • تختلف الألوان الخاصة به بين الأصفر الفاتح، والأصفر المتوسط​​ أو البني الغامق والأبيض.
  • درجة التصبن أقل من (3-5) لشمع العسل الأوروبي، وأعلى من (8-9) للأنواع الشرقية.
  • درجة انصهار شمع العسل منخفضة نسبيًا، إذ تتراوح من 62 إلى 64 درجة مئوية، وإذا سخن لدرجة حرارة فوق 85 درجة مئوية يحدث تغير في لونه.
  • تبلغ كثافة الشمع، حوالي من 0.95 إلى 0.965 غ / سم 3.

التركيب الكيميائي لشمع النحل

  • الهيدروكربونات 14٪.
  • استر أحادي 35٪.
  • استرات ثنائية 14٪.
  • استرات ثلاثية 3٪.
  • هيدروكسي أحادي الإستر 4٪.
  • هيدروكسي متعدد الاستر 8٪.
  • حمض استر 1٪.
  • حمض متعدد الاستر 2٪.
  • أحماض دهنية حرة 12٪.
  • كحول 1٪.
  • مركبات أخرى 6٪.

كيف ينتج شمع العسل؟

يصنع النحل أمشاط العسل من الشمع، وبالتالي يعتبر صنع شمع العسل ضروريًا لبناء مستعمرة النحل، وترتبط استمراريتها بدوام تصنيعه. يبدأ إنتاج شمع العسل عندما يبلغ عمر نحل العسل بين 12 و20 يومًا،حيث تُطور غدة خاصة منتجة للشمع في أجزاءها البطنية، والتي تكمن وظيفتها في تحويل السكر الموجود في العسل إلى مادة شمعية.

ينجذب النحل للأزهار الملونة في الطبيعة لجمع الرحيق، وبعدها يعود إلى الخلية مع الرحيق، ويعطيه للنحل العامل المتخصص في صنع الشمع، حيث يأكل النحل الرحيق، ويعالجه، ثم ينتج الشمع من الغدة المتخصصة، وبعد ذلك يمضغ النحل شمع العسل في فكه، ويعجنه باستخدام أرجله، لينتج أقراص العسل بشكل متجاور. يبدأ النحل في صنع أمشاط العسل على شكل صفوف من الخلايا ثم يملأها بالعسل ويغطيها بالشمع. هذه الأمشاط الشمعية هي اسطوانات سداسية، ومبنية بجانب بعضها البعض.

في خلايا النحل الاصطناعية، يزيل النحالون قرص العسل بالكامل لقطف العسل. ويستهلك النحل حوالي 8.4 رطل (3.8 كغ) من العسل لإنتاج 1 رطل (454 كغ) من الشمع، لذلك من المنطقي إعادة الشمع إلى الخلية بعد قطف العسل. كما يجب ترك بنية الشمع سليمة بعد استخلاص العسل، ويتم ذلك عن طريق استخدام تقنية الطرد المركزي في عملية الاستخلاص، ونستطيع استخدام هذه التقنية في الخلايا من نوع لانجستروث.

فوائد شمع العسل للبشرة

  • يعالج الكثير من الفطريات الجلدية، الأكزيما والصدفية والطفح الجلدي.
  • علاج الالتهابات الجلدية وتسكين الألم.
  • علاج التقرحات الجلدية.
  • يساعد على الالتئام السريع للجروح.
  • علاج ترهلات الجلد والتجاعيد، وبالتالي التخفيف من أعراض التقدم في السن.
  • يجعل البشرة نقية، حيث يساعد على علاج مشكلة حب الشباب والكلف والنمش.
  • يزيد من نعومة ونضارة البشرة.
  • تحفيز الكولاجين في الجلد.
  • ترميم الشفاه المتشققة، فيدخل في صناعة مرطبات الشفاه.

رغم الفوائد الكثيرة لشمع العسل، إلا أنه يعتبر مركب غير آمن بشكل مطلق، وخاصة بالنسبة للأطفال تحت عمر 12 شهرًا والأشخاص ضعفي المناعة، لاحتوائه على بقايا عسل، وحبوب اللقاح، ومخلفات النحل. كما أن تناوله بإفراط قد يتسبَّب تلبُّكات معوية، أو ردود فعل تحسّسية لدى البعض. هذا فضلًا على احتوائه مستوى عالٍ من السكريات.