برزت فرنسا في الآونة الأخيرة في مقدّمة الدّول المتطوّرة التي اعتمدت أحدث التّقنيّات في تربية الأبقار، مما جعل هذا القطاع من أكثر القطاعات ازدهارًا في البلاد. فوجدت فيها العديد من السلالات ذات المواصفات المميزة. لذلك كان لابد من تسليط الضوء على واقع تربية الأبقار في فرنسا.

أهمّ سلالات الأبقار في فرنسا

  • سلالة الهولشتين: وتعد من أهم السلالات نظرًا لكثرة إدرارها الحليب. تمتاز عن باقي الأنواع بجسمها الضّخم والمكتمل مبكرًا. أضف إلى ذلك نموّها السّريع وقدرتها على الوضع في عمر السنتين.
  • سلالة المونبيليار: تحتلّ هذه السّلالة المرتبة الثّانية في فرنسا. من مميّزاتها غزارة إنتاجها للحليب وغناه بالبروتينات. كما أنّ مشتقاته كالجبن مثلًا ذات جودة عالية. زد على ذلك قوّة أجسامها وفرادة ألوانها.
  •  أبقار الّليموزين: وهي أبقار فرنسية الأصل، بنيّة الّلون. ويربى هذا النّوع من الأبقار بشكل رئيسي لإنتاج اللحوم. من ميزاتها طراوة لحمها وقدرتها على اكتساب الوزن بسرعة هائلة حيث يبلغ متوسطها اليوميّ حوالي 1700 كغ.
  •  سلالة الشارولي: وهي من أهمّ السّلالات المعتمدة في تربية الأبقار في فرنسا. وتعد أساسيّة في عمليّة إنتاج الّلحوم قليلة الدّسم والطّريّة. وتمتلك هذه السّلالة أعلى إنتاج للحليب من بين سلالات الّلحوم. ويمتاز هذا النّوع بلونه الأبيض، كما يتصف بسرعة نموّه وقدرته على التّكيّف مع كافّة الظّروف المناخيّة.
  •  الأوبراك: وهي من السلالات المنتجة للّحوم التي تُهجن مع سلالات أخرى منتجة أيضًا للّحوم كالشارولي بهدف تحسين تكوين العجول. ومن مميّزاتها قدرتها على تحمّل الحرارة المرتفعة. حيث يُربى هذا النّوع بشكلٍ أساسيٍ في المناطق الجافّة.

كيفيّة تربية الأبقار الفرنسيّة

إنّ أكثر ما يدهشنا في تربية الأبقار في فرنسا هو التّطوّر الكبير الذي شهدته. باعتبار أن هذه التربية قائمة على أحدث التّقنيات مثل ظهور الرّجل الآلي مكان اليد العاملة للقيام بالمهام التي كانت منوطة إليه كتحريك الأبقار وحلبها وتنظيفها ومتابعة حالاتها الصّحيّة. زد على ذلك تدليكها!

هذا فضلًا عن استخدام الآلات المبرمجة. وذلك من خلال المزارع الاصطناعيّة التي تقسم إلى مساحات متساوية وفصلها بمعادن حديديّة. إذ توضع الأبقار ضمن هذه المساحات المقسّمة ولدى اقتراب الأبقار من المعلف تضع الآلات كميّة كافية من العلف لكلّ واحدة منها إضافةً إلى المياه العذبة.

ولا ننسى عمليّة الحلب التي تُنجز إمّا من خلال الرّجل الآلي أو باستخدام المكنات الحالبة الحديثة والمتطوّرة. بالإضافة إلى ذلك لا تُحلب البقرة سوى مرّة واحدة يوميًّا حتى لا تتأذى صحتها.

مستلزمات تربية الأبقار الفرنسيّة

بعد التّحدث عن كيفيّة تربية الأبقار في فرنسا والتّطور البارز الذي شهدته لا بدّ أن نوجز المستلزمات الضروريّة لها وفق الآتي:

  • بدايةً لا بدّ من وجود رأسمال تقني وفني لمواكبة سير عمل الآلات الحديثة منعًا لحدوث أيّ عطل.
  • تجهيز المزارع بالموادّ الأوّليّة كالمولّدات الكهربائيّة، والأعلاف، والأدوية، والعقاقير اللازمة إضافةً إلى الإطفائيّات.
  • التّواصل باستمرار مع طبيب بيطريّ لمتابعة صحّة الأبقار والاستعانة به عند الضّرورة.
  • توفير الإنترنت السّريع على الدّوام ودون انقطاع.
  • فضلًا عن وجوب وجود أجهزة مراقبة. الهدف من ذلك متابعة المُزارع كافّة الأحداث في مزرعته ومواكبته لكلّ التّطوّرات.

واقع الأبقار الفرنسيّة

على الرّغم من التّطوير الكبير الذي شهدته تربية الأبقار في فرنسا لا يزال واقعها في بعض المزارع التقليديّة مخيفًا. حيث تعرّضت الأبقار للتّجويع القصريّ الذي أدّى إلى تدهور صحّتها وتراجع كميّة إنتاجها. كما أصبحت عرضةً للكثير من الأمراض كالسلّ، والتهاب الأنف، والأمعاء، وجنون البقر…

أمّا واقع الأبقار في المزارع الحديثة والمتطوّرة يختلف تمامًا. ولكن هناك بعض الثّغرات التي قد تضرّ على المدى الطويل بالأبقار مثل إهمال المربّي واتّكاله على الأجهزة المتطوّرة كالكومبيوتر وغياب رقابته.

واخيرًا يمكن القول غدت تربية الأبقار في فرنسا من أكثر المشاريع ربحًا نظرًا للتطوّر الكبير الذي تعتمد عليه في كافّة الأعمال اليوميّة التي تتطلّبها. إذ تحوّلت هذه الأعمال الشّاقّة التي تتطلّب مجهودًا كبيرًا إلى أعمال بسيطة سهلة، أكثر إنتاجيّة وبأقلّ وقت ممكن. لكن من الضروريّ لفت النّظر إلى ضرورة وجود رقابة ذاتيّة من قبل المربّي على كافّة الأعمال التي تحدث داخل مزرعته وحضوره لدى الضّرورة وفي حالات الطّوارئ وعدم الاتّكال فقط على أجهزة الرّقابة والكومبيوتر.