النعام طائر لا يطير، وهو موجود منذ حوالي 40 مليون سنة. مع العلم أن الموطن الأصلي للنعام هو المناطق الجافة في جنوب إفريقيا، حيث يتواجد على شكل قطعان برية وبأعداد كبيرة. وعلى الرغم من وجود أكثر من مليون ونصف طائر نعام في العالم، تبقى الصدارة في تجارة النعام ومنتجاته في جنوب أفريقيا، فهي تستحوذ على 98% من صادرات منتجات النعام في العالم. ونتيجة لذلك فهو البلد الذي لا يمكن منافسته أبدًا.

طائر النعام

يصل ارتفاع النعام إلى 1.6 متر والوزن أكثر من 130 كيلو غرام. كما أن النعام الذكر له ريش أسود ناعم على ظهره مع ريش أبيض على جانبيه وظهره. أما الإناث فلها ريش بني اللون. وما يميز النعامة هو امتلاكها أكبر عين من أي حيوان بري أخر، حيث يبلغ قياس العين 5 سم تقريبًا.

وللنعامة رقبة طويلة، ورأس صغير، وأرجل طويلة وقوية تمكنها من الجري بسرعات كبيرة، تصل إلى 70 كيلو متر في الساعة. 

توزع النعام ومنتجاته في جنوب أفريقيا 

التوزع الطبيعي للنعام ومنتجاتة في المناطق الأكثر جفافًا في أفريقيا، وخاصًة الجنوب الأفريقي، والسودان، وكينيا، وتنزانيا. ويوجد الكثير من النعام في أوتشورن في ويسترن كيب فهي الموطن الأكبر لعدد مزارع النعام المتخصصة في العالم. ويمكن العثور على مزارع النعام أيضًا في محمية ريتفلي الطبيعية بين بريتوريا وجوهانسبرغ، ومحمية سبيتسكوب الطبيعية. ويوجد أيضًا محمية طبيعية في بريتوريا، بالإضافة إلى ذلك في كل أنحاء كارو. 

أطلقت حكومة جنوب أفريقيا ومزارعي النعام المحليين من أوتشورن برنامجًا للتربية الخليطة في أوائل القرن العشرين، وقاموا بتربية النعام من شمال وشرق أفريقيا للحصول على النعامة السوداء، وذلك من أجل الحصول على ريش أعلى جودة للتصدير للأسواق العالمية، ونعام ذو طبيعة سهلة الانقياد، وهذا النوع هو الأكثر شهرة من بين أنواع النعام. وما يميز سلالة جنوب إفريقيا السوداء هو النعام الأبيض وهي نادرة جدًا، يبلغ طولها مترين وهي لا توجد في البرية فقد نشأت من خلال التهجين.

يوجد أيضًا نعام زيمبابوي وهو الأطول، حيث يصل إلى ارتفاع 2.7 متر ووزن 140 كيلو غرام. وجودة الريش أقل مقارنةً بالنعام الأسود، بالإضافة إلى ذلك فإن اللحوم ذات نوعية رديئة لأن هذا النوع أكثر عدوانية. ونتيجة لذلك يُفضل المزارعون النعام الأسود لأنه ذو جودة أعلى من كل النواحي، وبالتالي يريدون حماية هذه المادة الوراثية لأطول فترة ممكنة. 

تاريخ النعام ومنتجاته في جنوب إفريقيا 

يمكن تتبع النعام منذ 40 إلى 60 مليون سنة، على طول البحر الأبيض المتوسط في الغرب، والصين في الشرق ومنغوليا في الشمال. هاجر النعام جنوبًا عبر أفريقيا منذ قرابة مليون عام، وعثروا على النعام البري في أنحاء قارة أفريقيا بكاملها.

بدأت تربية النعام من خلال صيد الفراخ البرية وبيض الطيور من عش الطيور البرية عن طريق الحاضنة. لم يمض وقت طويل حتى تم دجنت جميع الطيور في المنطقة. وبما أن المزارعين كانوا على علم بالعائد المربح من الريش، فقد سعوا للحصول على مخزون في مناطق أبعد. ومن الشائع القيام برحلة إلى كارو وإيسترن كاب بحثًا عن فراخ النعام وبيضها.

كما أن مزارعي اوتشورن رواد صناعة النعام التي بدأت في هذا المنطقة خلال منتصف القرن التاسع عشر. والآن أصبحت هذه المدينة تعرف بعاصمة النعام في العالم. وأنشأ المزارعون بعض حقول “لوسيرن” في أوتشورن عندما اكتشف المزارعون “لوسيرن” كعلف مثالي للنعام. وذلك بسبب احتواء هذه المنطقة على تربة قليلة الملوحة، ومناخ جاف. 

أقيمت أول مزرعة تجارية للنعام في جنوب إفريقيا عام 1860م وصدر ريش النعام منها. واحتل ريش النعام قبل عام 1914 م المرتبة الرابعة بعد الذهب والصوف والألماس من حيث قيمة الصادرات من جنوب إفريقيا. وخلال ذلك العام كان يوجد حوالي مليون نعامة. ثم انهارت الصناعة بين ليلة وأخرى بسبب نتائج الحرب العالمية الأولى والثانية. ومع ذلك تمكنت الصناعة من البقاء على نطاق أصغر بكثير ليس فقط من أجل ريشها وإنما من أجل لحومها وجلودها، ومن ثم نمت بشكل تدريجي. وبحلول عام 1986م صدرت جنوب إفريقيا90000 جلد نعامة إلى الولايات المتحدة لوحدها. 

صعوبات تجارة النعام ومنتجاته في جنوب إفريقيا 

يتوقع مزارعو النعام في كارو صعوبات في الإنتاج بسبب فترات الجفاف الطويلة حيث تدخل المنطقة العام السادس من الجفاف، وانتشار جائحة كورونا، واستمرار انقطاع التيار الكهربائي، مما تسبب في توقف الإنتاج حاليًا.

بالإضافة إلى ذلك انخفض سعر منتجات النعام إلى النصف، مما زاد من مخاوف المزارعين. وقد أصبح استيراد الريش بمعظمه من شركات الصين بعد إغلاق الحدود بسبب جائحة كورونا. وانخفض سعر ريش الطائر المذبوح من 1600 راند إلى 800 راند. 

كما تنتج جنوب أفريقيا أكثر من 65% من الإنتاج العالمي لمنتجات النعام، بالإضافة إلى ذلك تمتلك البلاد 360 حيازة نعام مسجلة. وأن المنتجين النشطين الفعليين حولي 200. تم تصدير معظم لحوم النعام في جنوب إفريقيا إلى اوروبا ولكن بسبب تفشي مرض انفلونزا الطيور فقد العديد من مصدري لحوم النعام مساحتهم في سوق البيع. 

في الختام نقول، مرت تجارة النعام ومنتجاته في جنوب إفريقيا بفصول كثيرة من بداية انتشارها وحتى ازدهارها، بالإضافة إلى تأثرها بالمتغيرات العالمية والتي كان آخرها انتشار فايروس كورونا. ومع ذلك تبقى تجارة النعام ومنتجاته في جنوب إفريقيا سابقًة للكثير من الدول في ظل خبرة المواطنين واعتمادها من قبل الدولة كمصدر أساسي وقوي للدخل القومي.