هل سمعت بمصطلح الجانب النفسي لسعر المنتج من قبل؟ أو بما يدعى التسعير النفسي للمنتج؟ إذًا تابع معنا المقال الآتي، والذي سيكون فيه شرح كافي ووافي لهذا المصطلح. كما سنتحدث عن الأساليب التي يتبعها أصحاب المتاجر والشركات لإقناع الزبائن بالشراء من خلال استخدامه.
التسعير النفسي هو عبارة عن تلاعب في نفسية الزبون. حيث يبتكر صاحب المتجر أو المحل أساليب وحيلًا في تسعير المنتجات تؤثر بشكل كبير في نفس الزبون، وبالتالي يصل لمبتغاه وفي نفس الوقت يكسب الزبون ويقنعه بالشراء وهناك طرق مختلفة يتبعها أصحاب المتاجر والمحلات في تسعير المنتجات. فمنها الطرق النفسية، وطرق التسعير المرتفع، والتسعير المنخفض، والعديد من أنواع التسعير التي تهدف إلى التلاعب في نفسية المشتري والتي تحثه على شراء المزيد من المنتجات، والتي سنذكرها جميعها اليوم.
وقد لجأت الكثير من الشركات التجارية الشهيرة عالميًا، وكذلك متاجر بيع الملابس والألعاب إلى استخدام أساليب الجانب النفسي لتسعير المنتج. والتي نجحت معهم بالفعل وأعطت نتائج مرضيةً وفعالةً. كما أصبحت تُعتمد هذه الأساليب بشكلٍ دائم وثابت.
ما هو مفهوم الجانب النفسي لسعر المنتج
الجانب النفسي، أو التسعير النفسي، أو التسعير الجذاب، والساحر كلها مصطلحات لمعنى واحد وهو التلاعب في أسعار المنتجات. ليتوهم الزبون ويشعر بأن السعر مناسب ويشتري المنتج المعروض أمامه، مثال لذلك:
- يبيع متجر ملابس قطعةً من الثياب بمبلغ 50 دولارًا، وليستخدم أسلوب التسعير النفسي يحولها إلى 49.99 دولارًا. وبالتالي فإن العقل الباطني أو النفسية الداخلية ستشعر الزبون بأن المبلغ مناسب للغاية وتدفعه للشراء على الفور.
- أو لدينا قطعة ثياب بمبلغ 100 دولار وللتلاعب بنفسية الزبون نحولها إلى 99.95 دولارًا. نلاحظ بأن سعر القطعة لم ينقص الكثير ولكن العقل الباطني يتأثر ويتوهم ليشعر الزبون بأن سعر القطعة حقًا أصبح أرخص.
ما هي إستراتيجيات التسعير النفسي
هناك إستراتيجيات مختلفة للتسعير النفسي والتي يمكن لأصحاب المتاجر، والشركات التجارية، اتباعها وهي كالآتي:
إستراتيجية شراء منتج وأخذ منتج آخر بنفس السعر
وهي إستراتيجية تتلاعب في نفس الزبون أيضًا. حيث يعرض صاحب المنتج مجموعةً من المنتجات ويقول للزبون احصل على هذا المنتج مثلًا بسعر 10 دولارات وستأخذ الثاني أيضًا بنفس السعر، وهنا تلقائيًا سيشعر الزبون بأنها فرصة لا تعوض بالتأكيد. وإن لم تكن كذلك لما عرضها البائع بهذه الطريقة.
إستراتيجية أسعار التنافس والمقارنة
وهذه الإستراتيجية من أكثر الحيل المستخدمة لدى أصحاب المتاجر والمحلات، حيث يعرض البائع منتجات متشابهةً لحدٍ كبير ولكن إحداها ماركة معروفة والأخرى تقليد ويقرب الأسعار من بعضها ليشعر الزبون بأنه يُضيع من يده فرصة العمر إذ لم يختر الماركة وخاصةً أن السعر قريب من التقليد، وبالتالي يكون سعر الماركة مرتفعًا قليلًا عن سعره الحقيقي ولكن بمقارنته مع المنتج الآخر سيبدو للزبون أن السعر مناسب جدًا ورخيص.
إستراتيجية السعر الساحر
وهو أساس الجانب النفسي لتسعير المنتج، ويكون غالبًا بالتقليل من سعر السلعة الرئيسي وبمبلغ قليل، ويعتمد دائمًا على استخدام الفواصل في السعر، مثال على ذلك لدينا منتج بمبلغ 10 دولارات يحوله البائع إلى 9.99 دولارًا. وبالتالي هذا الأسلوب والتغير البسيط سيشعر الزبون بأن السعر مناسب جدًا ويشتري وهو مُطمئن البال.
إستراتيجية الهيبة للأسعار الكبيرة
وهو مشابه تمامًا لإستراتيجية السعر الساحر، ولكن التقليل من ثمن السلعة هنا يكون أكبر قليلًا، مثال على ذلك لدينا منتج بسعر 50 دولارًا يحولها البائع إلى 49:50، وبالتالي سيكون الشعور النفسي لدى الزبون راضيًا ويشتري المنتج.
إستراتيجية اشتري منتج واحصل على الثاني مجانًا
وهذه الإستراتيجية فعالة إلى حدٍ كبير، وخاصةً عند ذكر كلمة مجانًا، فمن منا يستطيع تجاهل هذه الكلمة؟ وهي عبارة عن شراء منتج معين بسعرٍ ما ويمكنك أيضًا الحصول على منتج ثانٍ من نفس النوع ولكن مجانًا. وهنا تظهر الغاية من الجانب النفسي لتسعير المنتج التي تدفعك للشراء على الفور، حيث يكون المنتج الأساسي تقريبًا بثمن الإثنين معًا ولا يوجد شيء مجاني إنما خفض لك من السعر فقط.
إستراتيجية الخيارات
وهذه الإستراتيجية تختص بعرض عدة خيارات للمنتج الذي ترغب بشرائه. مثلًا ذهبت لتشتري علبة عصير وعرض عليك البائع ثلاث علب من العصير ومن نفس النوع ولكن هناك واحدة صغيرة الحجم، وواحدة متوسطة الحجم، والأخيرة كبيرة الحجم، وكانت أسعارهم كالتالي:
- الصغيرة ثمنها 4 دولارات.
- المتوسطة ثمنها 6.5 دولارات.
- والكبيرة يبلغ ثمنها 7 دولارات.
فأنت مباشرةً ستختار الكبيرة، لماذا؟ أولًا لأن حجمها كبير وثانيًا لأن سعر المتوسطة لا يقل كثيرًا عنها، وهنا تظهر النفسية الداخلية لديك والتي ستدفعك لشراء العلبة الأكبر حجمًا، والأغلى ثمنًا.
إستراتيجية تخفيض السعر للمنتج
وهذه الإستراتيجية عبارة عن عرض منتج ما والتخفيض من سعره قليلًا إلى جانب صنف من نفس المنتج بالسعر الأساسي، ويرى هنا الزبون بأن العرض مغرٍ ومناسب ويشتري على الفور.
هل التسعير النفسي يتماشى مع جميع الأسعار
غالبًا لا يتماشى التسعير النفسي مع غالبية الأسعار، فهو مناسب للأسعار المنخفضة قليلًا، والمتوسطة. أما مع الأسعار العالية فهو غير مناسب، وذلك لأن المنتجات المرتفعة الثمن لا يمكن عرضها بطريقة التسعير النفسي لأنها يجب دائمًا أن تكون بأسعار واضحة دون فواصل للإشارة إلى مدى جودتها وأهميتها.
ما هي أنواع تسعير المنتجات
يوجد أساليب كثيرة لتسعير المنتجات غير التسعير النفسي، وجميعها فعالة وتفيد في التجارة والبيع نذكرها الآن:
- التسعير حسب الوقت والتكلفة: ويختص هذا النوع من التسعيرات بالمشاريع كافةً، مثل الأشغال اليدوية، وأعمال النسيج، والخياطة. فكلها تُسعر بحسب التكلفة والوقت والجهد، فمثلًا أنت تنسج قطعة ثياب من الصوف لكي تحسب قيمتها فستحسب أولًا سعر الصوف أو أي مادة خام ستستعملها في صناعة هذه القطعة، وتحدد الوقت الذي استغرقته في عملها وتضع عليه سعرًا مناسبًا أيضًا، بالإضافة إلى أجر تعبك، ومن ثم تحسب ثمنها بالكامل.
- التسعير بموجب سعر السوق: وهذا النوع من التسعيرات هو الأكثر شيوعًا. فعندما تجلب بضاعةً معينةً عليك أولًا دراسة الأسعار في الأسواق ومن ثم تحديد سعر منتجاتك. ولكن هذه الطريقة من التسعيرات لا تحقق غالبًا أرباحًا كبيرةً.
- التسعير بأقل من السوق: ويستخدم هذا التسعير لجذب الزبائن، وغالبًا ما يستخدم عند البدء حديثًا في التجارة والبيع. أو عند شراء بضاعة جديدة.
- التسعير المرتفع: ويكون هذا التسعير برفع أسعار المنتجات أكثر مما هي عليه في السوق الأساسي، وغالبًا ما تستخدم هذه الطريقة لتحقيق أرباح عالية في وقتٍ قصير. كما أنها تختص فقط بالمنتجات الجديدة على السوق والتي لم تكن موجودةً سابقًا فهنا يرغب الزبائن بشرائها وتجربتها، وبعد مرور الوقت وشهرة المنتج يعود تسعيره الأساسي.
- التسعير المنخفض: وهذا التسعير يعني التقليل من سعر المنتجات لدى البائع أقل مما هي عليه في الأسواق الرئيسية.
ما هو الهدف من تسعير المنتجات
هناك عدة أهداف وفوائد تعود على البائع من تسعير المنتجات، ولكن ذلك بعد استخدام هذه التسعيرات بطريقةٍ مدروسةٍ وصحيحة ومن أهم هذه الفوائد نذكر:
- الاستمرار في العمل فعندما يحصل البائع على نتائج مرضية من خلال التسعير المناسب سيستمر في عمله.
- تحقيق الأرباح بشكلٍ دائم ومناسب، وهذا بالطبع ما يسعى إليه كافة العمال.
- زيادة الخبرة والمعرفة في الأسواق التجارية، والتي ستنعكس إيجابيًا على حياة البائع العملية.
وفي النهاية، أساليب التسعير متعددة وكثيرة وغالبًا ما تكون جميعها نافعةً، وخاصةً التسعير النفسي، لذلك عندما تقرر البدء في مشروعٍ تجاري معين حاول قدر الإمكان دراسة هذه الأساليب والتسعيرات جيدًا ومن ثم أبدِعْ بعملك وأظهِرْ مهاراتك في البيع.