يعتبر التسعير خطوة هامة جدًا في مجال التسويق والتجارة. وللتسعير أنواع عدّة تختلف حسب الغاية من المنتج وطبيعة المنتج نفسه. ويعدّ التسعير الترويجي واحدًا من أكثر أنواع وأنماط التسعير شيوعًا فهو نهج تعتمده الكثير من الشركات بغية زيادة أرباحها. لأنّه طريقة من طرق التواصل بين ثلاثة عناصر هي الشركة ومنتجاتها وسوق الاستهلاك، لذلك يلعب دورًا كبيرًا في المحافظة على علاقات إيجابية في البيئة التسويقية. ويتم اعتماد هذا النوع من التسعير لأسباب تختلف حسب المقدرة المالية للشركة ووضعها في السوق. فبعضها يسعى إلى الربح والآخر على البقاء في السوق والآخر على كسب المزيد من العملاء. علاوة على ذلك، طريقة التسعير تلعب الدور المهم في المنافسة السوقية وتغلب شركة على أخرى. وفي مقالنا التالي جمعنا لكم ما تحتاجون معرفته عن التسعير الترويجي للبضائع، فوائده، وخطواته.

التسعير الترويجي للبضائع

التسعير الترويجي (وبالإنكليزية: promotional pricing )، هو أحد أنواع التسعير التي تستخدم لزيادة مبيعات منتج ما خلال فترات زمنية معينة. حيث يتم تسعير بضاعة ما بسعر أقل للمستهلكين الذين هم بحاجة إلى هذه البضاعة، وذلك من أجل ترويج وتنشيط المبيعات. ولتنشيط المبيعات بالسعر الترويجي أساليب عدّة، كسياسة أسعار المناسبات الخاصة. لأنّ هذه السياسة تقوم على وضع تخفيضات منافسة خلال أوقات محددة من السنة كرأس السنة ونهاية الموسم والأعياد. وهناك أيضًا سياسة أسعار الاستدراج وتهدف إلى طرح البضاعة المتوافرة في السوق المحلي بأسعار تقل عن أسعار المنافسين. علاوة على ذلك، تستطيع استخدام سياسة السعر المنافس عن طريق عرض المنتجات مرفقة بسعرها قبل وبعد لتشجيع الزبون على شرائها.

ما فوائد التسعير الترويجي

  • زيادة حجم الإيرادات: يعتبر التسعير الترويجي خير طريقة تعتمدها الشركات التي تسعى لإنعاش إيراداتها خلال فترات قصيرة. ومع الأخذ بعين الاعتبار زيادة الأرباح، فقد تضحي الشركة بالربحية خاصتها. ولكن ذلك مقابل زيادة حصتها في السوق وإرضاء المحللين والمساهمين وخفض التكاليف.
  • الاحتفاظ بالعملاء: تسعى الشركات عامةً إلى تقليل عدد العملاء الذين يوقفون تعاملهم مع الشركة ومنتجاتها. لذلك هناك طرق عديدة لذلك فمن الممكن إضفاء شيء من المرح على علامتك الشخصية عبر الحملات الإعلانية. وتستطيع أيضًا تتبع بياناتهم والاستماع لاهتمامتهم كي تقدم محتوى ملهمًا ومفيدًا يلبي غايتهم الأساسية.
  • البقاء في السوق: وهذه خاصية تفيد الشركات التي ترغب في بقاء منتجها في الأسواق، وبالتالي تقليل تكاليفها. لذلك تقوم هذه الشركات بالدخول إلى المنافسة السوقية عن طريق طرحها للمنتج بأسعار منخفضة وبالتالي حجم مبيعاتها.

خطوات التسعير

  1. تحديد الهدف من التسعير: يختلف التسعير من منتج لآخر نتيجة اختلاف الغاية المرجوة منه. فبعض الشركات تهتم ببقائها في السوق بغض النظر عن الأرباح. وبعض الشركات الأخرى تسعى إلى زيادة الأرباح، وبالتالي تحدد الأسعار التي تضمن لها المزيد من العوائد النقدية.
  2. تحديد الطلب: يؤثر الطلب على منتج ما بشكل كبير في سياسة الشركة وخطتها التسويقية. نتيجة لذلك يزداد الطلب على منتج ما بانخفاض سعره والعكس صحيح.
  3. توقع التكلفة: يرتبط سعر المنتج ارتباطًا وثيقًا بتكاليف إنتاجه وتوزيعه ومواده الأولية ورواتب العمال وعددهم. فيحدد السعر بالطريقة التي يغطي فيها سعر تكلفته ويحقق أرباحًا مناسبة للشركة المنتجة.
  4. دراسة أسعار المنافسين: يجب على كل شركة تحليل أسعار المنافسين الأكثر قربًا لها في السوق. وهذه الخطوة تهدف إلى تخفيض السعر بالشكل الذي يؤثر على أرباح المنافسين على حساب زيادة أرباح الشركة المنتجة.
  5. اختيار سياسة التسعير: وهذه الخطوة مهمة في تحديد الطريقة التي تعتمدها الشركة في تسعير منتجها الذي ستطرحه في الأسواق. كما تحدد اعتمادًا على البيئة الداخلية والخارجية والانغراس في السوق.
  6. تحديد السعر النهائي: وذلك بمراعاة المنتج إذا كان يطرح للمرة الأولى في السوق أم له منافسين. مع إمكانية وضع سعر احتياطي في حال التعرض لطارئ.

العوامل الخارجية المؤثرة على التسعير

تشمل العوامل الخارجية جميع العوامل التي تؤثر على طريقة تسعير المنتج والتي لا تستطيع الشركة التحكم بها. نذكر منها:

  • المنافسون: يلعب المنافسون دورًا تأثيريًا كبيرًا على وضع الأسعار، وهنا للشركة الحرية في رفع أسعارها أو خفضها أو مساواتها لمنافس آخر، وذلك بعد تحليلها لقدرة المنافسين.
  • الوضع الاقتصادي: وتلعب الظروف الاقتصادية السائدة في البلاد الدور الأكبر في ميزانية الشركة وتسعيرها للمنتجات. هذا فضلًا عن المقدرة على مواكبة اقتصاد البلاد.
  • الطلب: وكذلك تتغير استراتيجية التسعير باختلاف الطلب على المنتج المدروس ومواسمه. فيجب عند تحديد السعر وضع بيانات ومقارنتها، وذلك فيما يتعلق بدخل الزبائن وحاجتهم الاستهلاكية ومرونة الطلب على المنتج.

العوامل الداخلية المؤثرة على التسعير

تعرف العوامل الداخلية بأنّها العوامل التي تخضع غالبًا لسيطرة الشركة والمقدرة على التحكم بها. نذكر منها:

  • التميز: وذلك كلما كانت البضاعة التي تنتجها شركة ما مميزة ومختلفة عن غيرها الأمثلة المطروحة في السوق وتؤدي مهامها بمرونة وجودة. تستطيع الشركة التحكم بالتسعير بشكل أكبر.
  • فلسفة الإدارة: فتبني نهج معين في الإدارة يؤثر على طريقة التسعير بشكل كبير. وهذا النهج يعتمد على الجهة المستهلكة والسوق المستهدف.
  • مكان السلعة في دورة حياتها: ويقصد هنا إذا كان المنتج يطرح في السوق للمرة الأولى وهنا حرية الشركة أكبر في تحديد أسعارها بالمقارنة مع دخول السلعة في مرحلة سابقة في السوق.

وهكذا نجد أنّ التسعير الترويجي للبضائع له أهمية كبيرة جدًا في الخطة المالية المدروسة لكل منتج. وتسعى الشركات من حول العالم وعلى اختلاف طبيعة المنتج الذي تقدمه، إلى وضع أسعارها بالطريقة التي تضمن الربح والضغط على المنافسين الآخرين.  نتيجة لذلك يجب تولية الجانب التسويقي والتسعير الأهمية الكبيرة عند طرح أي منتج في السوق.