اعتمد الأتراك منذ القدم على الصيد للحصول على الأسماك، ولكن مع الزيادة الكبيرة في عدد السكان التي أدت الى زيادة في الطلب على الأسماك كان لابد من الاستزراع السمكي في تركيا. مما سبب زيادة في قطاع تربية الأحياء المائية. علاوة على وجود عدد كبير من الأنهار والبحيرات والبحار المحيطة بالدولة من ثلاث جهات، والتي توفر فرصًا واسعة من حيث الصيد والتربية والاستزراع. سوف نتعرف في مقالنا عن مزايا الاستزراع السمكي في تركيا وبعض المشاكل التي يواجهها.
مزايا الاستزراع السمكي في تركيا
تعد تربية الأحياء المائية شكلًا من أشكال الزراعة، وهي بالأساس صناعة ريفية بنسبة 95٪. وإن إنشاء مزرعة سمكية له العديد من المزايا. هيا بنا لنلقِ نظرة على العوامل التي تجعل من هذا العمل جذابًا:
- الطلب المرتفع على الأسماك، لذلك من الممكن هنا تربية كميات كبيرة منها. باعتبار أن ما يقدمه البحر للبلاد غير كافٍ لحاجة البلاد.
- تعيش الأسماك في الأحواض والبرك الاصطناعية حياة أكثر أمان.
- تتغذى الأسماك بشكل أفضل في المزارع عنها في البيئة البحرية.
- يمكن تربية جميع أنواع الأسماك إذا توفرت بيئة مناسبة لها في المزارع. بمعنى آخر يمكنك تربية الأسماك ذات مردود الربح العالي في مزرعتك الخاصة.
- نظرًا لأن استهلاك الأسماك أمر شائع، فستواجه مشكلة أقل في بيع المنتجات مقارنة بالمنتجات الأخرى.
- يمكنك إنشاء مزرعة كبيرة أو صغيرة حيث يمكن أن تختلف حسب رأس المال الخاص بك.
- إذا لم يكن لديك رأس مال كافٍ يمكنك طلب الحصول على قرض مصرفي من المصارف التركية.
- توفر أعمال المزارع السمكية فرص عمل جيدة للغاية.
- يلبي أكثر من مليار شخص حول العالم احتياجاتهم من البروتين من الأسماك.
- بالإضافة إلى ذلك، تعد صادرات الأسماك دائمًا أكثر قيمة ربحية من الصادرات الغذائية الأخرى.
بعض المشاكل التي يواجهها الاستزراع السمكي في تركيا
يمكن القول إن مزارع الاستزراع السمكي في تركيا في حالة جيدة جدًا، نظرًا للمنطقة المناخية التي يقع عليها البلد، فهي مناسبة لمزارع المياه الداخلية والأسماك البحرية. كما لن يواجه المنتجون الجدد الذين سيبدؤون تربية الأسماك المشاكل التي واجهوها زملاؤهم الذين بدأوا الاستزراع السمكي قبلهم. ولكن يجب ألا ينسوا أنه كما هو الحال مع أي وظيفة ستكون هناك بعض المشاكل ومنها:
- مناطق الزراعة: إذا لم تكن مناطق الاستزراع السمكي أراضًا خاصة بل أراضًا عامة أو مناطقًا مائية، فيجب تخصيص هذه الأراضي للأعمال التجارية التي يتم إنشائها أو تأجيرها.
- توريد بيض السمك وصغارها: لا يمكن تربية بيض السمك الذي يحتاجه العمل في منشأة الإنتاج الخاصة به، إذًا يجب أن يضمن شراءه وتحديد الأماكن التي يمكن الحصول عليها منها.
- توريد العلف: يعتبر العلف أهم مدخلات منشآت الاستزراع السمكي. إذ يشكل ما يقارب 70% من تكاليف الاستزراع. لذلك يجب التخطيط مسبقًا للحصول على العلف بسعرٍ رخيصٍ وبجودةٍ جيدة.
- ذوي الخبرة: بالتأكيد يتطلب الاستزراع السمكي قوى عاملة على دراية وخبرة.
- المرض: يؤدي المرض إلى القضاء على الأسماك عندما يدخل أحواض التربية، لذلك من الضروري اتخاذ الاجراءات الوقائية اللازمة لحماية أسماكك من الإصابة، وعندما يظهر المرض في برك الإنتاج يجب رش الأسماك على الفور، واتخاذ إجراءات الحجر الصحي اللازمة.
أفضل أنواع السمك للاستزراع السمكي في تركيا
يعد اختيار النوع المناسب من الأسماك أمرًا بالغ الأهمية لجني أموال جيدة من أعمال مزرعة الأسماك الخاصة بك. سيكون من المفيد اختيار أنواع عالية السعر ومطلوبة بشدة. ومن أكثر الأنواع شيوعًا في هذا المجال نذكر ما يلي: البونيتو، والسلمون، والدنيس، والقاروس، والمرجان، والتراوت. فاختر ما يناسبك من أنواع مع مراعاة المناخ والسعر والتكلفة.
الفرق في القيمة الغذائية بين أسماك الاستزراع والأسماك المصطادة
يجب أن تشكل الأسماك غذاء الأسماك المنتجة. بعبارة أخرى يجب إطعام الأسماك بمواد خام علفية يتم الحصول عليها من نفس الأطعمة التي تتغذى عليها في بيئتها الخاصة. ويجب أن يأخذوا البروتينات والزيوت والفيتامينات والمعادن التي يحتاجونها يوميًا في البيئة الجديدة التي يعيشون فيها. على سبيل المثال، تحتاج أسماك الكارب إلى بروتين أقل يوميًا. ومع ذلك، يجب تغذية الأسماك آكلة اللحوم مثل الدنيس، وباس البحر، والسلمون بأعلاف غنية بالبروتين. خلاف ذلك، سوف تنمو الأسماك بشكل غير صحي، ولن يتحقق المظهر المطلوب من حيث جودة اللحوم ومذاقها. لذلك من الضروري أن تحضر حصص العلف وفقًا لنوع الأسماك.
وأخيرًا يجدر القول اتفقت العديد من الدراسات العلمية أنه لا يوجد فرق بين الأسماك التي تربى والأسماك التي تصطاد من الطبيعة من حيث القيمة الغذائية، ولكن من الممكن وجود اختلاف فقط في الذوق الشخصي. ومع ذلك، فإن الشيء المهم هو الانتباه إلى حقيقة أن المحتوى الغذائي الذي يأكله الشخص من الأسماك هو نفسه، سواء كان مستزرعًا أو طبيعيًا.