إنفلونزا الخيول هو مرض تنفسي شديد العدوى يصيب فصيلة الخيليات. ينتشر فيروس أنفلونزا الخيول بشكل سهل عبر ملامسة الخيول المصابة. كذلك تعتبر ملامسة الملابس والمعدات الملوثة بالفيروس طرقًا أخرى لنقل العدوى. في بعض أنواع الخيول لا تظهر أي علامات خارجية للعدوى. للأسف فإن إنفلونزا الخيول تسبب خسائر اقتصادية كبيرة. وتعتبر المسابقات والعروض العامة عاملا قويا لانتشار العدوى بين مجموعات الخيول.

أنواع أنفلونزا الخيول:

يوجد نوعان أساسيان من فيروسات الأنفلونزا:

  1. الأنفلونزا أ A (التي تتفرع لأنواع أخرى متعددة) . توجد هذه الأنفلونزا أ لدى الإنسان وأيضًا في الحيوانات.
  2. الأنفلونزا ب B.

سميت سلالات الفيروسات المتفرعة من الإنفلونزا A  بالـ H’s و N’s. حيث يشير حرف H إلى Hemagglutinin وحرف N لـ neuraminidase. كلاهما الصنفين عبارة عن بروتينات متوضعة على سطح الفيروس (تساعد الفيروس على الاعتداء على الخلايا). في بعض الأحيان، تتبادل السلالات المختلفة للفيروس المعلومات الجينية، لذا تكتسب خصائص جديدة لم تعتد عليها أجهزة المناعة لدينا (أو حتى لدى الحيوانات) من قبل. هذا ما يؤدي لمرض خطير، وحتى الموت.

من الأنواع الفرعية لأنفلونزا الخيول لدينا H7N7  ويُعتقد أن هذا النوع انقرض. هناك نوع ثاني وهو H3N8 حاليا موجود. ينتشر النوع الثاني في جميع أنحاء العالم. يتم تقسيم النوع الثاني H3N8 بدوره إلى سلالات فرعية. من الجيد أن تطور فيروس إنفلونزا الخيول بطيء مقارنة بفيروسات الإنفلونزا الأخرى، والبتالي يضعف احتمال انتقاله للإنسان.

ما هي العلامات السريرية لانفلونزا الخيول؟

هناك عدة علامات يمكن من خلالها تمييز وجود الإنفلونزا لدى الخيول من عدمها، أبرز هذه العلامات لدينا:

  1. ظهور إفرازات أنفية.
  2. السعال (أبرز علامات إنفلونزا الخيول) والخمول والضعف وفقدان الشهية.
  3. يمكن أن تظهر على الخيول المريضة الحمى.

يعد معدل انتقال المرض بين الخيول كبيرًا جدًا وتبلغ فترة حضانة الفيروس (1-3 أيام). كما ينتشر الفيروس عن طريق الخيول المصابة والسعال. وقد تنشر الفيروس لمسافة تصل إلى 150 قدمًا. يمكن للخيول المصابة أن تتعافى من الفيروس خلال مدة تصل إلى 14 يومًا بعد بدء الإصابة. من جهةٍ أخرى، يمكن للإنسان أن يساهم في نشر الفيروس بين الخيول عبر الأيدي والملابس الملوثة.

أما بالنسبة لفترة إصابة الخيول بالإنفلونزا، فقد لوحظ حدوث ازدياد الإصابات في الأشهر الباردة. من الشائع أيضا ظهور العلامات السريرية بشكل مفاجئ وعادة ما تستمر لمدة أقل من 3 أيام. إضافة إلى ماسبق، يسبب الفيروس تدمير الخلايا في كل من: الرئتين والحلق ويلزمها 3 أسابيع حتى تتجدد.

كيف يتم تشخيص إنفلونزا الخيول؟

هناك خطوات عديدة لتشخيص الحصان المصاب أهمها أخذ عينات من الحصان المصاب في أسرع وقت بعد ملاحظة الأعراض. فإذا تم اختبار العينات في وقت متأخر جدًا بعد الإصابة، قد تكون النتائج سلبية. عادةً، تجري الاختبارات اعتمادا على عينات مسحة الأنف التي يتم جمعها من الخيول المريضة بعد الإصابة بفترة قصيرة.

كيف يتم علاج إنفلونزا الخيول؟

تتم عملية العلاج للخيول حسب درجة الإصابة بالفيروس. فيكتفى بالراحة والرعاية المنتظمة بالنسبة للخيول التي لا تظهر عليها مضاعفات. أما بالنسبة للحالات الأصعب والتي تتضمن الحمى المترافقة بحرارة  40 درجة مئوية، فيجب إعطاء الحصان مضادات الالتهاب غير الستيرويدية. كقاعدة عامة، لابد أن تحصل الخيول على أسبوع راحة عن كل يوم تعرضوا له للحمى. بهذه الطريقة يتاح للرئتين لدى خيول الكافي لتتعافى بعد الإصابة.

كيف يمكن منع الإنفلونزا عند الخيول؟

كما ذكرنا سابقا، فإن إنفلونزا الخيول فيروس شديد التأثير، لكن من خلال التطعيم المناسب في الوقت المناسب والأمن الصحي يمكن محاربته. لابد من الالتزام ب:

  • قواعد السلامة العامة أثناء التعامل مع الخيول.
  • التواصل بشكل دائم مع الأطباء البيطريين.
  • اتخاذ إجراءات استباقية كقياس حرارة الخيول بشكل دائم وعزل الخيول المشتبه بإصابتها.

وبالتالي، كل ماسبق يمكن أن يحد من انتشار الفيروس ويعطي المربين فرصة أكبر لإنقاذ خيولهم وحتى أنفسهم.

بالرغم من أن تطعيم الخيول ليس حلاً نموذجيًا، إلا أنه أحد أفضل الخيارات المتاحة لمجابهة المرض. ففي حالة إصابة الحصان الملقح مسبقا بالعدوى، ستكون حدة المرض عليه أقل وستمر فترة المرض بأيام أقل. أما في مجموعات الخيول غير المطعمة والتي لم تصب بالفيروس فتبلغ نسبة الإصابة لديها 100٪. أخيرا، توصي المنظمات التي تعنى بالصحة الحيوانية بتجديد نوع اللقاح بشكل مستمر لمواكبة تطورات الفيروس وتجديده لنفسه.