يعد الاستثمار الزراعي طويل الأجل من أهم الأنواع الاستثمار انتشارًا، فمنذ القدم احتلت الزراعة أهمية كبيرة وذلك لاعتماد  الإنسان عليها في غذائه، فقبل اكتشاف الزراعة كان الإنسان القديم يكتفي بصيد الحيوانات إلى أن تطور وأصبح يرمي البذور لتنبت من جديد بعدها جاء العصر الزراعي وأحدث ثورة في حياة الإنسان إلى يومنا هذا، ومن الجدير بالذكر أن الكثير من اقتصاد الدول يرتبط ويتأثر بالإنتاج الزراعي الذي يعزز بدوره الاستيراد والتصدير لعدة منتجات، كما أن هذا الاستثمار يعد من أكثر المشاريع ذات العائد الكبير فكل ما يتعلق بالغذاء يعد مربحًا. وفي مقالنا هذا سنتعرف عن أهم آليات الاستثمار الزراعي طويل الأمد. وأهم النصائح التي تساعدك في إنشاء مشروع زراعي رابح. ما عليك إلا أن تتبع النصائح التالية بعد أن تتعرف على مفهوم الاستثمار الزراعي طويل الأمد.

الاستثمار الزراعي طويل الأجل

بعرف الاستثمار الزراعي على أنه دمج أهم العوامل الضرورية للإنتاج كالأرض ورأس المال والعاملين واستثمارها لتحقيق هدف الإنتاج والربح، ويختلف مفهوم الاستثمار الزراعي في القدم عن المفهوم الحديث. فقديمًا كانت تتم الزراعة بغرض العيش وكسب قوت اليوم. أما الآن فتكون الزراعة كمشروع استثماري بهدف كسب الربح وتعزيز الاقتصاد والأهم من هذا كله توفر الخدمات الغذائية للمجتمع بأسعار معقولة، وتحقق عائد مناسب خلال فترة زمنية محددة. والأهم من هذا كله أنها تضمن السيولة اللازمة لتحقيق المشاريع الإنتاجية. ففي المعامل التي تعتمد على المنتجات الغذائية النباتية ستكون الأسعار أغلى بكثير إذا تم الشراء من الخارج، لهذا تلجئ مثل هذا الشركات إلى الاستثمار الزراعي الخاص والذي يعد طويل الأجل ليكون أكثر ربحًا.

أهمية الاستثمار الزراعي طويل الأجل

إذا لم يتم الاهتمام بالزراعة ستنقرض البشرية، هذا ما سنفتتح به بداية فقرتنا هذه. فالزراعة هي عصب الحياة ولا معيشة بدونها لأن التوزان البيئي سيختل ويختل معه كل شيء. وتعود أهمية الاستثمار الزراعي في كونه يسد الحاجة الغذائية للمستهلك وبعض الحاجات الأخرى كالدوائية التي تساهم بها النباتات الطبية، والتجميلية التي تساهم بها النباتات العطرية والنباتات المفيدة للبشرة. ومن ناحية أخرى يحقق الاستثمار الزراعي إذا تم بشكل صحيح الأمن الغذائي للدول، ويرفع بدوره من قيمتها الغذائية. كما أن المشاريع الزراعية تعد ذات عائد ناضي ضخم، يساهم في شكل كبير في رفع اقتصاد الدول.

نصائح لنجاح الاستثمار الزراعي

لنجاح مشروعك الزراعي طويل الأجل لابد لك من مراعاة عدة جوانب، أهمها:

  • عليك أن تراعي العوامل الجوية وتقوم باختيار الوقت المناسب لزراعة المنتجات المناسبة. فكل نوع له وقت معين لزراعته، على سبيل المثال: هناك موسم معين لزراعة الحمص ولا يمكن الزراعة إلا في وقته.
  • توقع اسوء الاحتمالات وابتكر حلولًا احتياطية لها في حال حدوثها. فكل مشروع معرض للمخاطر والمستثمر الناجح هو البارع في إدارة الأزمات خاصة في الاستثمار الزراعي طويل الأجل و قصير الأجل.
  • أعرف حاجيات السوق وأكثر ما يطلبه المستثمرون. وقم بدورك بزراعتها وبيعها بأسعار تنافس السوق ولا تضر ربحك.
  • إذا كنت تملك شركة تجارية للمواد الغذائية وتعتمد في عملك على المحصول الناتج، عليك أن تراعي فرق التوقيت كي لا يتأثر الإنتاج ويتسبب الخلل بخسائر.
  • لتكون من الناجحين يجب عليك دراسة المشاريع الزراعية الناجحة التي قامت بها أكبر الشركات العالمية المختصة في الزراعة. مثالًا على ذلك شركة كارجيل للزراعة وشركة جون ديبير.
  • أهم عوامل النجاح هي مقدار الأرباح والأسعار المناسبة للمستهلكين. ففي أي تجارة تعد المنافسة في السوق هي الأهم.
  • لا يجب أيضًا إهمال جانب البحث العلمي والاعتماد على المعلومات السابقة والقديمة ففي أي فكرة يعد البحث واكتشاف ما هو جديد هو الأساس في تطورها.
  • العناية المستمرة بالمحاصيل الزراعية والاستعانة بأخصائي زراعي تعد الأهم. فلا يمكننا إهمال هذا النوع من الاستثمار أبدًا.
  • الاستعانة بطرق الري الحديثة لتوفير المياه.

طرق الزراعة طويلة الأجل

الحراثة

من أهم طرق الزراعة هي الحراثة حيث يمكن للمزارع أن يحرث أرضه بعدة طرق. ولكل أسلوب ميزاته وسلبياته وعلى المزارع تحديد الطريقة الأنسب، وفقًا للمعطيات وحالة الأرض والمحصول المراد زراعته. وتصنف الحراثة إلى نوعين أساسين هما:

  • الحراثة الأوليّة (Primary Tillage): ومن أحد مهام هذا النوع هو تفكيك التجمعات الترابية التي تعد عائقًا في وجه المزارع، كما أنها تسهم في خلط المواد العضوية الموجودة فيها، والأهم من هذا كله أنها تعمل على تنظيف الأرض وتنقيتها من آثار المحصول السابق. حيث يكون الحرث حوالي 50 سم في التربة. ولتنفيذ هذا النوع يوجد العديد من الطرق الحديثة التي تكون أسرع وأكثر نفعًا من الطرق التقليدية.
  • الحراثة الثانوية (Secondary Tillage): يطبق هذا النوع بعد إتمام عملية الحراثة الأولية، ويكون على عمق 15 سم تقريبًا، حيث يهدف إلى تمهيد التربة السطحية، ويستخدم لتنفيذ هذا النوع معدات متطورة صناعية تكون خاصة بالحراثة الثانوية.

الزراعة الأُحادية

تعد الزراعة الأُحادية (Monoculture) نادرة الاستخدام، حيث يتخصص هذا النوع من الزراعة بزراعة نوع واحد من المحاصيل على نفس الأرض لعدة سنوات، ويتم تعويض ما تفقده التربة من عناصر ومعادن من خلال الأسمدة التي تضاف إليها بعد كل محصول، ومن أهم هذه الأسمدة: الأسمدة النتروجينية التي تعد منخفضة السعر ومنتشرة بشكل واسع، أو الأسمدة العضوية التي تعد بدورها غالية الثمن لكنها صديقة للبيئة لأنها مكونة من البقايا العضوية للنباتات والحيوانات، ولا يمكن تطبيق هذه الطريقة من دون استخدام السّماد لأن النّوع الواحد يفقد الأرض الكثير من عناصرها.

في الختام نكون قد تعلمنا أكثر عن الاستثمار الزراعي طويل الأجل، وبدورنا ننصحك بالبدء بالاستثمار الزراعي لأنه يعد الأكثر ربحًا وفائدة، إذا تم اتباع النصائح بشكل صحيح.