لم تكن صناعة الفخار كما غيرها من الصناعات القديمة، فطالما حافظت على جودتها، ولم تستطع السنون التأثير عليها وإبهات بريقها. فحتى اليوم، لا يزال العديد من الناس يمارسون هذه المهنة. ولا يزال معظم الأشخاص يميلون لامتلاك بعض الأواني الفخارية في منازلهم. فإن كنت من الصنف الأول، سنقدم لك هنا دليلًا لأبرز الأجهزة والأدوات اللازمة لمهنة صناعة الفخار.

ما هي مهنة صناعة الفخار

بالبداية لنتحدث قليلًا عن مهنة صناعة الفخار، قبل الغوص في التفاصيل الأخرى.

يتكون الفخار من مواد خزفية تعالج بطريقة معينة لتخرج بشكلها النهائي على هيئة مجموعة من الأواني. ويتكون الفخار في شكله الأساسي من السيراميك المضاف إليه بعض الطين عند تشكيله.

ولصناعة الفخار، يتوجب عليك تشكيل الجسم الخزفي (الشكل الذي ترغب به) باستخدام يديك، أو باستخدام أداة تدعى العجلة. ثم تسخينه لدرجة حرارة عالية للغاية في فرن خاص، وذلك بهدف إزالة الماء من الطين. لتزيد بذلك من صلابة الإناء الفخاري ومتانته النهائية.

الأجهزة الأدوات اللازمة لمهنة صناعة الفخار

إن كنت تفكر في البدء بمهنة صناعة الفخار، وإقامة مشروعك الخاص؛ فعليك التأكد من شراء الأدوات التالية لضمان نجاح عملك. مع العلم أن معظمها غير ضروري، إلا أنها ستسهل عليك العمل بشكل كبير وتوفر الوقت والجهد. وإليك أبرز الأدوات المستخدمة:

  • إبرة بوتر (إبرة الخزف): تزود هذه الإبرة بمقبض خشبي أو بلاستيكي أو معدني لسهولة إمساكها والتحكم بها. وتستخدم لتحديد حواف الإناء الفخاري أثناء تشكيله.
  • الأسلاك: المزودة بمقابض خشبية صلبية في كلا طرفيها. تستخدم لتقطيع العجين ولإزالة الطينية العالقة في العجلة.
  • مجموعة السكاكين: تأتي هذه السكاكين برأسها الرقيق وأشكاها المختلفة لتشكل الزوايا والمنحنيات في الإناء. كما تساعد في اقتطاع بعض الأجزاء غير المرغوبة من القطع الفخارية التي تظهر أثناء التشكيل. وتأتي بنوعين، أحدهما صلب والآخر مرن، يستخدم المرن في المناطق ذات الزوايا الحادة وصعبة الوصول.
  • أدوات الكشط: التي تستخدم في تشكيل الأواني وانحناءاتها كما عند استخدام العجلة. وتتوافر هذه الأدوات بأشكال مختلفة ومتنوعة لكل منها استخدامه الخاص. وعادة ما تصنع من المطاط أو الخشب الصلب.
  • الحلقات والشرائط: تستخدم لتفريغ القطع المصنوعة يدويًا بعناية، وخاصة عند التشكيل اليدوي.
  • أدوات التشكيل والتشذيب الخشبية: التي تتوافر بمجموعة متنوعة من الأشكال، وتستخدم أثناء عملية تشكيل الفخار اليدوية. كما تعد أدوات تشذيب ممتازة أثناء عملك على العجلة.
  • الاسفنج الطبيعي والصناعي: تساعد قطع الاسفنج في امتصاص او توزيع الماء أثناء صناعة الفخار وتشكيله.
  • الفرش: تستخدم لتوزيع المياه على مناطق معينة اثناء تشكيل الطين، وفي عمليات الطلاء والتصميم الخارجي للفخار. وتعتبر فرش الخيزران أفضل الأنواع الممكن استخدامها.
  • الفرجار: يعتمد صانعو الفخار على الفرجار المعدني أو البلاستيكي او الخشبي في قياس الأبعاد الداخلية والخارجية للإناء الفخاري. مثل قياس قواعد الأكواب والفناجين لتلائم قياس الصحون الخاصة بها. أو غطاء الإبريق ليتناسب مع حجم فتحة الإبريق.

أدوات أخرى مهمة في مهنة صناعة الفخار

  • المناشف والمآزر: دون أدنى شك، يمكنك تصور الفوضى التي تحدثها عملية صناعة الفخار. فالعمل بالطين وتشكيل الأشكال المختلفة ليس بالسهولة المتوقعة، بل يحتاج مهارة ودقة. وحتى مع امتلاكك لهذه المهارة، سيتطلب الأمر منك إحضار بعض المناشف والمآزر لتنظيف يديك وحماية ملابسك من الاتساخ. تأكد من وضع المئزر الخاص بك حول خصرك وعلى ركبتيك، لأن الطين يتبعثر بسهولة أثناء عملية التشكيل، ولن تتوقع ما سيطال ملابسك من طين أثناء العمل.
  • جلد الشامواه: ليس الأمر كما تعتقد، فلن تستخدم هذه القطع في عمليات التنظيف أيضًا. بل تستخدم قطع جلد الشامواه في تنعيم حواف الأواني، وذلك بعد ترطيب الجلد قليلًا. ولا تنس التأكد من غسله جيدًا بعد الاستخدام لضمان عدم تصلب الطين عليه.
  • صندوق الأدوات: ربما تعتقد أن هذا الامر غير مهم، فشراء صندوق للأدوات فكرة غير ذات نفع. لكن تأكد بأن هذا الصندوق سيوفر عليك خسارة العديد من أدواتك، أو حتى قضاء الوقت في البحث عنها وتوضيبها في أماكن متفرقة. ويفضل استخدام الصناديق الخشبية والبلاستيكية التي تقوم الكسر بشكل كبير، وتجنب تلك المصنوعة من الورق المقوى لان الأدوات الرطبة قد تتلفها بسرعة.

حول مستقبل مهنة صناعة الفخار

لطالما اعتمد الناس على الفخار لتسهيل حياتهم. فمن وجهة نظر الخزفيين، فإنه وبسبب المنافسة الشديدة والواردات منخفضة التكلفة لهذه الصناعة، سيعمد الكثير من المصنعين المحليين للاستعانة بمصادر خارجية لمرافق التصنيع لخفض التكاليف.

رغم ذلك يعتقد أن مستقبلًا واعدًا ينتظر مهنة صناعة الفخار، وخاصة في ظل التطور الحاصل في الأدوات والأجهزة. كما لا يمكن إنكار اكتساء هذه المهنة بإبداعات الفن التشكيلي، وهو ما سيجعل من شعلة هذه المهنة تبزغ مع كل يوم.