أصبحت معرفة الأجهزة والأدوات اللازمة لمهنة الفسيفساء أمرًا هامًا لمحبي فن الفسيفساء بشكل عام، وهو فن ومهنة صناعة تلك المكعبات الصغيرة من الحجارة والمعادن والزجاج والصدف لتشكيل وتصميم أعمال فنية غاية في الإتقان. ولقد عادت حرفة الفسيفساء للظهور متماشيةً مع العصر الحديث لتنافس التصميمات الحديثة وتحظى بشعبية واسعة في المنازل والمساجد والصالات عمومًا، ولهذا نستعرض معكم في تجارتنا الأجهزة والأدوات اللازمة لمهنة الفسيفساء.
ما هي مهنة الفسيفساء
كما قلنا فمهنة الفسيفساء ببساطة هي فن تجميع القطع متعددة الأنواع والألوان والأحجام للوصول إلى تصميم معين ودقيق، ويظهر بشكل شائع في المنازل القديمة والمساجد. ومؤخرًا عادت تلك الحرفة لتجذب الأنظار مرة أخرى وتستخدم سواءً بالأدوات الاعتيادية أو الأجهزة الحديثة. كما أن هناك نوعان من فن الفسيفساء حاليًا:
- الفسيفساء الحجري: والذي عرف منذ ما يزيد عن ألف سنة تقريبًا، وينتشر في الأرضيات والمساجد والصالات.
- الفسيفساء الخشبي: وهو الأكثر انتشارًا خصوصًا في الشام، ويشتهر بتواجد مادة الصدف الطبيعي فيه، كما تعود نشأته إلى ما يقارب 300 عام تقريبًا.
الأدوات اليدوية اللازمة لمهنة الفسيفساء
بالانتقال إلى الأجهزة والأدوات اللازمة لمهنة الفسيفساء، وبالأخص الأدوات اليدوية؛ فلا بد من وجود الأدوات التالية:
- القطع والمكعبات: ونقصد هنا الأرضية التي ستُنفذ عليها تصميمك، وتتكون من قطع الفخار والزجاج والمكعبات والقطع الحجرية المختلفة الألوان والأحجام، وأحيانًا يستعين بعض الحرفيين بالبلاط لتكسيره ثم استخدامه.
وهناك قطع موازيك “فسيفساء” جاهزة بأشكال متنوعة لكنها للمبتدئين، كما أنها لا تكون أكثر احترافيةً ودقةً من القطع الحجرية والزجاج والأحجار الكريمة.
- سطح خشبي مستوي: يستخدم كقاعدة للعمل عليها، حيث يرسم التصميم المطلوب عليها بالقلم، ومن ثم تركب القطع والمكعبات عليها.
- غراء “صمغ”: للصق القطع والمكعبات ببعضها.
- قاطع: يستخدم لقص قطع الفسيفساء بنعومة ودقة عالية دون تكسيرها.
- ملقط: يُستخدم لإزالة الشوائب الدقيقة.
- قفازات “جوانتي”: لحماية اليدين من القطع الحادة خصوصًا الزجاج.
- الروبة: وهو إسمنت أبيض اللون، متخصص لمهنة الفسيفساء وعلى شكل مسحوق “بودرة” ويخلط مع الغراء “الصمغ” لتكوين عجينة قوية وفعالة تناسب ذلك النوع من الأعمال، وتستخدم في ملء الفراغات التي تظهر بعد لصق القطع ببعضها لإكمال المظهر الجمالي.
- ألوان إكريليك: وتُستخدم لتلوين أجزاء الإسمنت التي أُضيفت لملء الفراغات أو أجزاء الفسيفساء التي تحتاج لألوان أخرى.
الأجهزة الآلية المستخدمة لمهنة الفسيفساء
دخلت حديثًا الأدوات والأجهزة الآلية في صناعة الفسيفساء لتكون أكثر دقةً وإنتاجيةً، وهذه هي أبرز الأجهزة المستخدمة:
آلات الليزر لمهنة الفسيفساء
- دخلت مؤخرًا التقنيات المعمارية الحديثة والتكنولوجيا المتطورة في حرفة الفسيفساء، حيث استُخدمت تقنيات الليزر والقطع باستخدام آلة الليزر.
- يمكن من خلالها قطع الأحجار والزجاج والمكونات الأخرى بشكل دقيق للغاية وأكثر احترافيةً من القطع اليدوية.
آلات الطباعة ثلاثية الأبعاد لمهنة الفسيفساء
توجد أيضًا الطباعة ثلاثية الأبعاد، والتي تنتج قطع الفسيفساء الدقيقة أيضًا. ولا تزال أقل ملائمة للظروف العملية والخارجية إذا ما قارنّاها بالعمل اليدوي أو باستخدام تقنيات الليزر. وتعتبر قليلة الاستخدام نظرًا لأنها لا زالت مرتفعة الثمن نوعًا ما ويمكن اقتصارها على اللوحات.
كيفية تنفيذ عمل بالفسيفساء يدويًا
بالاستعانة بالأدوات اليدوية التي سبق وذكرناها لك، يمكنك البدء في عمل تصميم خاص بك بالفسيفساء. ويجب العلم أن من يعملون في مهنة الفسيفساء يتمتعون بقدر عالٍ من الاحترافية وموهبة الرسم، وإليك الخطوات الآتية:
- اجلب قاعدة من الخشب وارسم عليها التصميم الذي تريد عمله بفن الفسيفساء.
- اجلب القطع والمكعبات الخاصة بك، سواءً كانت خشبية أم حجرية أم من الزجاج والأنواع الأخرى.
- ركب وألصق القطع على أماكنها المحددة بالتصميم الذي رسمته، مع مراعاة اختيار ألوان متعددة.
- انتظر لمدة كافية -من يوم إلى ثلاثة أيام- حتى يجف الصمغ وتثبت القطع في أماكنها.
- اجلب الروبة “الأسمنت الأبيض” واخلطها مع الصمغ، ثم املأ الفراغات الموجودة.
- انتظر لمدة تقدر من 20 إلى 30 دقيقة حتى يجف الأسمنت.
- أخيرًا نظف الفسيفساء برفق باستخدام قطعة من الاسفنج ومياه دافئة.
وأخيرًا يجب أن نشير إلى أن حرفةً كحرفة الفسيفساء أصبحت فنًا راقيًا يكاد يقتصر على المتطلبات المعمارية الراقية التي تبتعد عن صخب الحداثة وفي نفس الوقت تميل للتطور ومواكبة العصر، وهذا ما جعلها تعود للظهور وتصبح مهنةً لها تجارتها.
وبرغم أنها تبدأ من بضع حجارات وقطع من الزجاج والأصداف المتناثرة، إلا أنها في نهايتها تنتج صورًا جمالية راقية، كالمناظر الطبيعية واللوحات والأشكال الهندسية، فمهنة الفسيفساء قديمة تعود لأيام السومريين وبلغت مجدها في عصر الحضارة الإسلامية وتظهر واضحةً كما على الجامع الأموي بدمشق وكذلك قبة الصخرة في القدس.