تعشق الأسماك الطبيعة لتأخذ منها ألوانًا فتّانة، وأشكالًا متميّزة. كما تمتزج ألوان الطيف ببعضها ليزيدها رونقًا وبريقًا. وبالتأكيد تختلف أنواع الأسماك من حيث ألوانها وأشكالها وأحجامها، كاختلافها بطرق تكاثرها وحاجاتها. إن كنت من مربّي الأسماك أو المهتمّين بها لا بدّ أن تعلم طرق تكاثرها التي تنقسم إلى تكاثر بالبيوض وتكاثر بالولادة. تابع القراءة للتعرّف عليها وعلى كل تبعاتها وشروطها.

أشهر أنواع الأسماك

تصنف الأسماك وفق العديد من التصنيفات، إلا أن أكثر تلك التصنيفات شيوعًا هو ذلك التصنيف الذي تعتمد على هيكل السمكة، حيث تنقسم الأسماك وفق هذا التصنيف إلى ما يلي:

  • الأسماك العظميّة: جسمها مكوّن من عظام صلبة مغطّاة بجلد فوقه حراشف متراكبة فوق بعضها، كما أنها تمتلك فوق خياشمها غلافًا صلبًا ليحميها من الأذى. تنتشر هذه الأسماك في المياه العذبة والمالحة وتتفرّع إلى أنواع كثيرة، بالإضافة إلى أنّها تتميز بوجود عضو يشبه الكيس المملوء بالهواء في جوفها ليبقيها عائمة في الماء حتى وهي ساكنة.
  • الأسماك الغضروفية: لا تمتلك هيكلًا عظميًا، بل تتكوّن من غضاريف طريّة تعطيها شكلها. وهي بالطبع تتنفس بالخياشيم، لكن خياشيمها مكشوفة تمامًا مما يعرّضها للخطر أكثر من سابقتها. تتفرّع إلى أنواع كثيرة مثل القرش والشفّافين وغيرها. وأغلبها يتكاثر بالبيوض، ولكنها تشتهر بأنها تضع كميّة قليلة من البيوض في كل مرّة.

الأسماك التي تبيض

يضع هذا النوع من الأسماك البيوض التي تتشابه في اللون الشفاف على دفعات. ويختلف عددها تبعًا لنوع وحجم وعمر السمكة، كما يمتدّ الاختلاف ليبدو واضحًا في طرق رعاية البيوض أيضًا، فبعض الأنواع تُحضّر أعشاشًا لوضع البيض، إما بحفر رمل قيعان البحار، أو بتشكيل العشّ من أجزاء النباتات المائية. وعن البعض الآخر فهو يحمل بيوضه في فمه لحمايتها مثل سمك السلّور.

بالتأكيد لقد سمعت بهجرة الأسماك لوضع البيوض! تنتشر هذه العمليّة عند الأسماك البحرية التي فقست في المياه العذبة فقط، حيث تهاجر هذه الأسماك من مياه البحار والمحيطات حيث تعيش إلى مجاري المياه العذبة التي فقست فيها عندما كانت صغيرة لتضع بيوضها فيها حتى تفقس، مثل سمك السلمون الذي قد يقطع مسافات شاسعة للوصول إلى هدفه. وهذا ما لا تفعله الأسماك البحرية التي تترك بيوضها لتعوم كما هي في المياه المالحة مما يعرّض حياتها للخطر. وغالبًا ما يغلب الموت عليها قبل أن تفقس بسبب أكل السمك الكبير لها من ناحية، وبسبب التيارات المائية من ناحيةٍ أخرى.

 بعض أنواع الأسماك التي تبيض

  • سمكة النيون تيترا: أخذت شعبيّتها منذ ظهورها عام 1930 في موطنها الأصلي الكائن في أمريكا الجنوبية، يندرج تحت صنفها العديد من الأنواع مثل النيون الأزرق، والنيون البني ذو الظهر الفضي، بالإضافة إلى النيون الأحمر. لا يمكن تحديد جنسها بسهولة وهذا أحد العوامل التي تضفي الصعوبة على عملية تفريخها.
  • السمكة الذهبية: تتميّز بألوانها المتعدّدة كاللون الذهبي والبرونزي والوردي مع بشرة لامعة، ممّا أعطاها مكانًا في أحواض الزينة. تعيش هذه السمكة في المياه النقيّة فقط، ويعود أصلها إلى المملكة المتّحدة. تتميّز بنظرها الثاقب وذاكرتها التي تمتدّ لثلاث أشهر.
  • سمكة الديسكاس: من أجمل أسماك المياه العذبة، تتميّز بالرشاقة أثناء السباحة. اكتشفت عام 1920، ولم يعمدوا إلى تفريخها حتّى عام 1930 بسبب نقص المعلومات حول هذا النوع الذي يملك العديد من الصفات، مثل أنه يختار شريك حياته الذي سيقضي معه عمره، كما أنه يفضّل المياه غير الشفّافة التي تحتوي على بقايا الأوراق وغيرها من المخلّفات ليخبّئ البيوض فيها. بالإضافة إلى أنه يرعى صغاره ويحميها.
  • سمكة السيلكد: من أسماك الزينة المعروفة بالشراسة والعدوانيّة. موطنها الأصلي بحيرات فيكتوريا وملاوي، وبحيرة تنجانيقا التي تتميّز بطبيعتها الصخرية وأرضها الرمليّة.
  • الأوسكار (velvet): نوع من عائلة السكليد العدوانيّة موطنها الأصلي أمريكا الجنوبية في حوض نهر الأمازون (كولومبيا والبرازيل)، تفضّل المياه العذبة بقعرٍ رمليّ لتخبئة البيوض.

السمّات العامّة لأنواع الأسماك المختلفة

الأسماك طبعًا كغيرها من الكائنات الحيّة تتميّز بميّزات وأعضاء خاصة تُعطيها صفاتها العامّة، وهي:

  • الخياشم التي تمكّنها من امتصاص الأوكسجين المنحل في الماء وطرح غاز ثنائي أكسيد الكربون.
  • أعضاء داخلية تحافظ على نسبة الملوحة في جسمها.
  • العيون الصغيرة للأسماك التي تعيش بالقرب من السطح، في حال تكون عيون الأسماك التي تعيش في قيعان البحار كبيرة لتساعدها على التقاط الضوء الخافت في الأعماق.
  • حاسة الشم القويّة عند بعضها.

وفي الختام لا بد من التنويه إلى أن الأسماك ذات تنوع كبير، ويوجد منها أصناف ذات أشكال وطبائع مختلفة، مما جعلها مادة دسمة لكثير علماء الأحياء، للغوص في تفاصيل هذا العالم الذي أكثر ما يميزه غموضه المدفون في قيعان البحار والمحيطات.