الأبقار كغيرها من الحيوانات، يمكن أن تؤثر عليها مشاكل العين بشكل ملحوظ. حيث تعتبر أمراض العيون لدى الحيوانات وخاصّة الأبقار من الأمراض الهامّة، التي تؤثر سلبًا على إنتاجيّة الأبقار من اللحوم والألبان. علاوة على ذلك، تتنوّع علامات مشكلة العين لدى الأبقار بشكل كبير، وقد تشمل التمزّق أو التّحديق أو الإفرازات أو الاحمرار أو الوميض أو التورم أو زيادة الأوعية الدموية أو تغيرات في حجم وشكل بؤبؤ العين وغيرها من العلامات.
عزيزي القارئ، سنعرض لك في مقالنا هذا أهم الأمراض التي تصيب عيون الأبقار. ما هي أسبابها؟ وأعراضها؟ وكيف يمكننا معالجتها؟ آملين أن يكون مقالنا كافٍ لك ليجيبك عن كافّة استفساراتك إذا كنت من مربّي الأبقار أو مهتمًّا بهذا المجال.
أسباب أمراض العيون عند الأبقار
- الدّيدان الطفيليّة.
- إصابة ميكانيكيّة كالكدمة أو التواء الرّموش أو الاصطدام بجسم غريب.
- مادة كيميائيّة مثل الأمّونيا والقلويات، واليود، بالإضافة إلى الأسمدة الكيميائيّة.
- الأشعة فوق البنفسجيّة.
- الأمراض المعدية.
- نقص الفيتامينات.
الأمراض التي تصيب عيون الأبقار
التهابات القرنية من أمراض عيون الأبقار
من الأمراض كثيرة الحدوث وله أنواع عديدة وأسبابه كثيرة. وتختلف الأعراض في كل نوع عن الآخر، ولكن هناك عامل مشترك بين جميع الأنواع ألا وهو حدوث عتمة بالقرنيّة، ولكن بدرجات متفاوتة، مما يؤدى إلى نقص أو فقدان للرؤية، وفى حالة عدم الاهتمام بعلاج هذه الحالة قد تتفاقم الحالة. وتؤدي إلى حدوث ثقب بالقرنيّة، وفقد دائم للنظر، وهذا بدوره يؤدي إلى خسارة اقتصاديّة للمزرعة والمربّي.
الخراج تحت الملتحمة من أمراض عيون الأبقار
هذه الإصابة شائعة الحدوث جدًا في الأبقار. وقد لوحظ وجود هذه الخراجات تحت الملتحمة في الجفن العلوي والسّفلي والجفن الثالث. وتتميّز هذه الإصابة بوجود ورم يمتدّ ناحية مقلة العين من ناحية الجفن المصاب، وقد يصل إلى أن يخفي مقلة العين تمامًا، ويضغط عليها ويسبّب التهابات بالقرنيّة.
التهاب النسيج الخلوي المداري من أمراض عيون الأبقار
تجلى الأسباب الأكثر شيوعًا لالتهاب النسيج الخلوي المداري بالجروح الوخزيّة، والجروح في الجفون أو الملتحمة. الأمر الذي يسمح للبكتيريا بغزو الأنسجة الرّخوة المداريّة. أما عن أعراض هذا المرض عند الأبقار فهي: ظهور سريع لتورّم مؤلم في منطقة المدار، والجفن، وتسمّم الملتحمة، وملاحظة درجة عالية من جحوظ العين.
الأورام من أمراض عيون الأبقار
إنّ الورم المداري الأكثر شيوعًا في الأبقار الحلوب هو السار كوما اللّمفاوية. وقد تكون الأورام أحاديّة أو ثنائيّة الجانب. وتسبّب جحوظًا مكتسبًا تدريجيًّا مع التهاب القرنيّة. من ناحية أخرى بعض الأبقار لها جحوظ ثنائي نسبي، لذلك إنّ الاكتشاف المبكّر لجحوظ العين المكتسب قد يكون صعبًا على القائم بالرّعاية العادي. ومع ذلك، فإنّ الفحص البدني الشّامل للكشف عن مناطق الأورام المستهدفة الأخرى وغياب الحمّى يسمح عادةً بالتّشخيص.
الأمراض العصبيّة من أمراض عيون الأبقار
متلازمة هورن هي أكثر الأمراض العصبيّة شيوعًا عند الأبقار الحلوب. ومن أعراضها: تدلي الجفون، وتقلّب الحدقة الخفيف، وجفاف الإفرازات. وقد لوحظت هذه المتلازمة مع أورام الجمجمة.
الأمراض الالتهابيّة من أمراض عيون الأبقار
في الأبقار الحلوب، تحدث صدمة للجفون بسبب الضّربات على الرّأس من قبل الماشية، أو من اصطدام البقرة بأحواض الأعلاف والدّعامات والمزالق. ويمكن أن تنجم عدوى الجفون عن الجروح المهملة أو الجروح الناتجة عن أسباب مماثلة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تنتفخ الجفون بشدة نتيجة للنّزيف أو الالتهاب.
أعراض أمراض العين لدى الأبقار
- احمرار كامل بالعين المصابة.
- انهمار الدموع في الحالات الأوليّة للمرض، وبعد ذلك تتحوّل إلى إفرازات تتجمّع حول زاوية العين الدّاخليّة.
- حدوث عتمة بالقرنيّة بدرجات متفاوتة، ممّا يؤدّي إلى نقص أو فقدان كامل للبصر، أمّا عند مرحلة متقدّمة من هذه العتمة بالقرنيّة، وعند اهمال العلاج، تحدث قرحة بالقرنيّة وثقب بها الأمر، مما يؤدّي لفقد كامل للرؤيا.
أكثر طرق علاج أمراض عيون الأبقار شيوعاً
- تنظيف العين المصابة بالمرض بالسّوائل المعقّمة، مثل حمض البوريك بنسبة 2% أو محلول ملحي دافئ لإزالة الإفرازات التي تتجمّع حول العين.
- استعمال المضاد الحيوي القوي وسريع المفعول أو مضاد حيوي واسع المدى. سواء وضعه كمرهم أو من خلال التّنقيط أوعن طريق الحقن وذلك عند الحالات الشّديدة.
- وضع كمّادات دافئة على العين المغلقة، وذلك لمدّة 20 دقيقة عدّة مرّات للمساعدة على اختفاء الأورام إن وجدت.
- يوصى بعدم استخدام المضادّات الحيويّة في حالة إصابة العين بالفطريّات، ولا بدّ من استعمال مضادّات فطريّة.
في الختام، من المهم فحص عيون الأبقار على أساس روتيني. حيث يسمح الفحص المتكرّر للأبقار بالتّعرف على المظهر الطّبيعي للعين واكتشاف الأمراض إن وجدت، فالأبقار إذا أُهملت في علاجها قد تفقد بصرها تدريجيّاً وقد لا تنتظم في أكلها، ممّا يؤدّي إلى نقص في وزنها وفي قيمتها الاقتصاديّة، وبالتّالي تسبّب خسارة ماديّة كبيرة للمزرعة والمربّي في آن واحد.