تعد مشكلة تفرد مدير العمل أو صاحب المؤسسة بالرأي أحد أبرز المشاكل التي يواجهها الموظفون أو العاملون في شركةٍ أو هيئة ما، فهو لا يؤثر سلباً على المؤسسة أو على جانبها الماليٍّ فقط، بل يتعدى ذلك ليشمل التأثير النفسي على الموظفين، وهو أهم وأشدّ وطأةً وأعظم تأثيراً.

مشكلة تفرد مدير العمل أو صاحب المؤسسة بالرأي وما سبب تفرد صاحب العمل بالرأي

يمكن القول أن مشكلة تفرد مدير العمل أو صاحب المؤسسة بالرأي هو الدليل الأول على أنه مدير فاشل. فهو ينظر بفوقيةّ لجميع الموظفين ذوي المراتب الأقل منه ويعتقد أنه الشخص الوحيد القادر على إعطاء رأي صحيح في أي موضوع كان.

يؤمن هذا النوع من المدراء بمركزية القرار وبأنه لا مجال للخطأ فيه أبداً، لذا يلجأ دوماً إلى اتخاذ القرارات بشكلٍ إفرادي دون استشارة أحدٍ أو الأخذ برأيه. وفي حال كون الموقف يستوجب إعطاء الموظفين الآخرين آراءهم كاجتماعات العمل مثلاً تبقى الكلمة العليا له حتى لو لم يكن على صواب.

عادةً ما يتصف هذا النوع من المدراء بالتغطرس والغرور، لذا يسعون دائماً إلى إظهار قوتهم من خلال فرض سيطرتهم والتحكم بالآخرين.

مساوئ مشكلة تفرد مدير العمل أو صاحب المؤسسة بالرأي

من المعروف أن الموظفين الذين يكرهون مديرهم في العمل أو لا يكنون له الاحترام أو حتى أولئك الذين لا يثقون به. لا يبذلون ما في وسعهم في تنفيذ أعمالهم، ولا يهتمون لأدائها بالشكل الصحيح. وقد أكدت الدراسة التي أجرتها مجلة Inc ذلك. حيث خَلُصت إلى أن ثلاثةٍ من كل أربعة موظفين يُصنّفون التعامل مع المدير أكثر الواجبات إرهاقاً وجهداً، وأكثرها استنفاذاً لطاقتهم.

ووفقاً للدراسة التي أجريت على 30 ألف مدير. فعدم قدرة المدير على تحفيز وإلهام موظفيه. وعدم وضوح الطريق الذي يسلكه والاتجاه الذي ينبغي عليه السير به هو أكبر دليلٍ على فشله.

تنعكس مشكلة تفرد مدير العمل او صاحب المؤسسة بالرأي بشكلٍ سلبيٍّ على الشركة أو المنظمة ككلّ. فإدارة العمل بشكلٍ خاطئ يلقي بعبءٍ كبيرٍ على معنويات الموظفين. الأمر الذي سيؤدي إلى جودة عملٍ أقل من تلك التي يقدمها العاملون عادةً مما ينعكس بدوره على إنتاجية الموظفين وبالتالي انتاجية الشركة ككل .

تلك تأثيراتٌ منطقيةٌ جداً. فبدلاً من مشاركة الموظفين بفعاليةٍ ونشاط. لن يكون لديهم حافز كافٍ لأداء عملهم على النحو الأمثل لأنهم يعرفون مسبقاً أنه لن يتم مكافأتهم أو تقدير جهودهم أو حتى الاعتراف بها.

يقلل تفرد المدير أو صاحب المؤسسة بالرأي من ولاء الموظفين وانتماءهم للشركة أو المكان الذي يعملون به، مما يزيد بدوره نسبة تركهم لعملهم والانتقال للعمل في مكانٍ آخر. يؤثر استقالة الموظفين سلباً على الشركة أو المؤسسة. وخصوصاً أن الموظفين المحترفين الذين يبدون اهتماماً كبيرة بجودة عملهم والبيئة التي يعملون بها يسهل عليهم إيجاد عملٍ آخر. بسبب خبرتهم واهتمامهم بأخلاقيات العمل.

يؤدي نفور هذا النوع من الموظفين إلى صرف الكثير من الأموال التي ستُنفق على إجراءات البحث عن موظفين جدد وتدريبهم على العمل. والذين من غير المُحتمل أن يبقوا لفترةٍ طويلةٍ إذا ما عملوا تحت إدارةٍ لا تحترم آرائهم وأفكارهم أو لا تكترث لها.

كيف تتعامل مع مشكلة تفرد مدير العمل او صاحب المؤسسة بالرأي

قد يكون التعامل مع هذا النوع من المدراء يومياً أمراً مرهقاً. فلن تكون قادراً -لسوء الحظ- على تغيير طبعه. لكنك قد تكون قادراً على  تخفيف تأثيره السلبي عليك من خلال التحكم بتصرفك أو ردة فعلك.

لا تبدي ردّة فعلٍ سريعة

عادةً ما يكون تفرد المدير او صاحب المؤسسة بالرأي يهدف لتعزيز شعورهم بالقوة والسلطة. ومن الممكن أن تكون ردة فعلك السريعة وغير المدروسة سبباً في زيادة شهورهم هذا. لذا حاول المحافظة على هدوئك ومهنيتك في التصرف. تجنّب الانفعال أو محاولة فرض رأيك بالقوة حتى لو كان الحق في صالحك تماماً.

 

استخدم الحجج والأدلة

النقاش بطريقةٍ هادئةٍ واستخدام الحجج والأدلة هي الطريقة المُثلى للتعامل مع غطرسة المدير. لذا إن كان عملك يقتضي إعداد تقارير أو اقتراحاتٍ معينةٍ ورفعها للمدير، استخدم تلك التقارير أو تقارير أعدها موظفون آخرون لدعم قرارك. واعتمد دائماً على استخدام الأرقام في حال وجودها، فهي تمنح كلامك قوةً لا يستهان بها.

أظهر قيمتك

لا توظف الشركات أحداً لا حاجة له، بل تختارهم بناءً على خبرتهم ومهاراتهم والقيمة الإضافية التي سيقدمونها للعمل. ينطبق ذلك عليك أيضاً. لذا إن استمر المدير في تجاهل اقتراحاتك وأصرَّ دائماً على التفرد في قراراته. أثبت له أنه على خطأ وأنك تشغل هذا المنصب بسبب خبرتك. ومن المؤكد أنك إذا نجحت في إظهار قيمتك وأهميتك للعمل لن يكون قادراً على الاستمرار في تجاهل آراءك.

إن مشكلة تفرد المدير او صاحب المؤسسة بالرأي يهدم العمل بدلاً من أن يبنيه. ويضعف انتماء الموظفين بدلاً من منحهم شعور العائلة الواحدة، فالإدارة فنّ لا يملكه الجميع.