صقل الشخصيات القيادية يبدأ من الطفولة , فالطفولة هي المرحلة العمرية الأكثر قابلية لاكتساب المهارات وتكوين الشخصية وتعلم العادات والأنماط الحياتية
وخصوصاً إن العلم في الصغر كالنقش على الحجر ومن شبّ على شيء شاب عليه فأي مرحلة عمرية أفضل من
هذه المرحلة لصقل الشخصية القيادية في طفلك
الصفات تحتاج لصقلها لدى طفلك في مراحل عمرية مبكرة
سنتكلم في هذا المقال عن عدد من الصفات تحتاج لصقلها لدى طفلك في مراحل عمرية مبكرة:
تطوير قدراتهم المعرفية
إن القدرات المعرفية لا تقتصر فقط على التحصيل الدراسي أو النجاح الأكاديمي لاحقاً، وإنما تشير إلى الذكاء والقدرة
على المحاكمة والتحليل المنطقي عند مواجهة المشاكل، وهي أمور تغرس بالطفل منذ نعومة أظفاره. حيث يشارك
الأهل والمدرسة في تنمية وتعزيز هذه المهارات من خلال طرحهم لمواقف وتعريف الطفل بوجهات النظر جميعها
والبدائل المتاحة ومن ثم تشجيعه على اتخاذ قرار بمفرده.
التعاطف
يعرف التعاطف بمحاولة الشخص لفهم ما يمر به الشخص الآخر، وكونك عاطفياً ليس دليل على الضعف إطلاقاً، ففي
المراحل الأولى من الطفولة يتوجب تشجيع الطفل ليكون طيباً وكريماً ومحباً لمساعدة من حوله، فالقائد الجيد ليس
بالشخص صاحب الصلاحيات على جميع الموارد، وإنما هو الشخص الذي يعرف استخدام الموارد بأسلوب تعم فائدته على الجميع.
صقل الخبرات التقنية
في ضوء التطور المعلوماتي الكبير الذي شهده العالم، وانتشار التكنولوجيا على أوسع نطاق مغيرة بذلك كل جوانب
الحياة، فمن غير المنطق إبعاد الطفل عن وسائل التواصل الاجتماعي لأنها قد تترك أثراً سلبياً، وإنما يجب منح الطفل
المساحة الكافية لاستشكاف هذا المجال وفهم أدواته مع التأكيد على وجود مراقبة ومتابعة له في هذا المجال.
الفضول والتساؤل
يمتاز الطفل في مراحله العمرية الأولى بالفضولية وحبه لفهم الأمور التي تدور حوله، ويميل إلى طرح الاسئلة
المتعلقة حتى بالمسلمات، وهنا يكمن دور الأهل في تنمية هذه الصفة وعدم السماح لروح الاستجواب في طفلك أن
تذبل، من خلال تشجيعه على طرح المزيد من الاسئلة بتنظيم أكثر، وحاول قدر الإمكان أن تترك لطفلك التصرف
بأسلوبه الخاص ولا تفرض عليه أسلوبك.
تحسين قدرات الاتصال
إن إتقان اللغة والخطابة هي إحدى سمات القادة العظماء فاللغة هي أداة رائعة لتحريك الجماهير والتأثير بهم من خلال طرحهم لوجهات نظرهم بثقة وبأسلوب جذاب، لذلك يجب أن تحفز طفلك على القراءة بهدف اكسابه الكثير من المفردات في مراحل مبكرة من عمره مما يسمح له بقطع شوط طويل في هذا المجال.
روح فريق العمل
القائد الناجح يتمتع بشعبية كبيرة وبدعم من الجماهير، ويعتبر العمل الجماعي والدبلوماسية من أهم مهارات القائد فالقيادة لا تعني إجبار الآخرين أو السيطرة عليهم وإنما تعني تمثيل وجهات نظر الآخرين والعمل للصالح العام، لذلك يتوجب عليك أن تشجع طفلك على المشاركة في الأنشطة الجماعية لزيادة ثقته وتنمية روح العمل الجماعي لديه.
تحفيزهم على التفاوض
ترتبط القدرة على التفاوض بمهارات التواصل والتعامل مع الآخرين والمقدرة على التوصل إلى حل وسطي، كما تعتبر مهارة حياتية يجب أن يمتلكها الجميع ويمكن تنميتها عند طفلك من خلال الحرص على امتلاكه لأصدقاء من بيئات مختلفه وبثقافات مختلفة وتجهيزه بشكل جيد للتفاوض مع مجموعات مختلفة وإبرام صفقات تعود بالفائدة على جميع الأطراف، كتحديد اللعبة التي سيلعبوها مع أصدقائه.
قدوة حسنة
يبدأ الطفل رحلته في التعلم من خلال تقليد أفعال وتصرفات والديه، فإذا كنت ترغب في غرس العادات الجيدة في طفلك، كل ما عليك أن تكون قدوة يحتذى بها تمتلك صفات الطيبة والكرم والتسامح والحزم والقوة والنشاط والمبادرة واحترام الجميع والمصداقية. وكن واثقاً بأن طفلك سيتعلم من خلال تقليده لك أكثر مما يتعلمه من خلال المحاضرات والكلام فقط.
التشجيع على المثابرة
إن الحياة متقلبة بشكل كبير ولا تسير دائماً بالطريقة التي نريدها، ولتجاوز هذه التغيرات علينا بالمثابرة وعدم الاستسلام وهذه ميزة يجب على الأطفال تطويرها منذ الصغر، ويتوجب على الأهل دعم أطفالهم عند الفشل ودفعهم للتعلم من إخفاقاتهم وجعلها حافز لتحقيق النجاح وتشجيعهم على التحرر من منطقة الراحة الخاصة به وتحفيزهم على المجازفة وتجربة أشياء جديدة والتحلي بالشجاعة.
ختاماً إن الأطفال يتأثرون بشكل كبير ويتمتعون بالمرونة وقابلية التعلم، لذلك تأكد من غرس هذه المهارات والصفات في سن مبكرة لمساعدتهم على أن يصبحوا قادة ناجحين في المستقبل.
وبالنهاية تذكرأن صقل الشخصيات القيادية يبدأ من الطفولة ودمتم بخير
