خصائص معدن الزئبق ومن أين يستخرج الزئبق، عند سماع كلمة زئبق أول ما يتبادر إلى الذهن أنه مادة سامه يؤدي سوء استخدامها إلى تدمير الخلايا المناعية عند الإنسان، مما ينتج عنه التهابات خطيرة تهدد وجوده ومن شأنها أن تنهي حياته، على العكس من ذلك فقد شكل الزئبق في الماضي غنيمٌة ثمينٌة تصارع من أجلها أمٌم و جيوش. كما بلغ الحد بأسلافنا إلى اعتبارها اكسيراً للحياة و قادرة على إثراء من امتلكه .
التعريف العلمي للزئبق و تاريخه
معدن فضي اللون ينتمي إلى مجموعة الزنك، الزئبق هو عنصر كيميائي يرمز له بالرمز (Hg)، كما يسمى كذلك بالفضى السريعة لإنه ينساب بسرعٍة علماً أنه لا يتواجد حراً في الطبيعة إنما يتواجد على شكل مركب كبريتيد الزئبق (HHgs)، أما عن تاريخه فقد عرف عند الصينين و الهندوس القدماء، حيث عثر عليه في مقابر مصرية ٍ يصل عمرها إلى ثلاثةُ آلاف و خمسمئة سنه، حيث تم استخدامه في الصين كمحلول لعلاج الأمراض و تخفيف الألم، و كمادة مخدرة و مطهرة، و قد اطلقوا عليه اسم الرمال السماوية أو رمال الله.
يتواجد عنصر الزئبق في الطبيعة نتيجة العمليات الجيولوجية التي تحدث على الأرض مثل انفجار البراكين و عمليات الاختراق الطبيعية، فيترسب بعدها في القشرة الأرضية و في قيعان المحيطات .
إنتاج مادة الزئبق
حيث يجهز اولًا ثم يركز يتم الحصول على الزئبق من خام (الزنجفر) وعند الانتهاء من تهيئة الخام فإنه يحمص و ذلك بتعرضه لتيار الغسل بواسطٍة من الهواء عند درجة حرارٍة معينة، فيتأكسد وينتج الزئبق على شكل بخار و يتم تكثيفه، ويمكن أن يستخدم الحديد أو أكسيد الكالسيوم بدلًا من الهواء وذلك لإجراء عملية التحميص، يخضع الزئبق المُنتج بعد ذلك لعملية التنقيه بواسطة حامض النيتروجين أو بعض الأحماض الأخرى، وأثناء تلك العمليات فإن الهواء المصاحب يخرج على هيئة فقاعات، ويمكن تنقية الزئبق باستخدام طرق أخرى كالتقطير حيث تصل نقاوته إلى 99.9%. يمكن الكشف عن الزئبق بتسخين المادة المشتبه باحتوائها على الزئبق باستعمال كربونات الصوديوم اللامائيه وفي وعاء زجاجي صغير، في حال احتواء تلك المادة على الزئبق فإنه يتكاثف على شكل قطرات كروية.
استخدام معدن الزئبق بين الماضي و الحاضر
حيث تخبرنا الأساطير أن الحجر الأحمر أو حجر الفلاسفة و المصنوع في أساسه من مادة الزئبق الخالصة له القدرة على تحويل المعادن الرخيصة كالزنك و الحديد إلى ذهب، وهو ما سال له لعاب الباحثين عن الثروة عبر السنين إلا أن مساعيهم لم تجدي نفعًا لعدم اعتمادهم على منهج علمي قادر على إخراجها إلى أرض الواقع. لم يتوقف التاريخ عند هذا الحد بل سجل التاريخ بين طياته نماذج من صراعة الجبابرة الهادفة إلى الاستيلاء على هذه المادة الثمينة. بدايًة من ملوك الصين القدماء إلى الصراع الأكبر بين رومانيا و أسبانيا الذي دام قرابة المئة عام، كان الدافع وراء هذا الصراع هو سعي الرومانيين إلى امتلاك نصف طن من مادة الزئبق الخالص لاعتقادهم دائمًا بقدرته على تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب، بل وكذلك خلص بعض علمائهم إلى ضرورة استعماله في صنع مواد غازية و متفجرات حربيه فقاموا آنذاك بعدة تجارب أكدت جدواه في هذا الباب.
أما في عصرنا الحالي فتتعدد أوجه استعمال معدن الزئبق
- الصناعات الكيميائية و التعدين و استخلاص الذهب من الخام الأصلي.
- تعتمده بعض الشركات في تصنيع الأجهزة الكهربائية.
- صناعة الكلور و الصودا ز المبيدات الحشرية.
- استعماله في الطب و خصوصًا في عملة (حشوة الأسنان).
- تصنيع الورق و موازين الحرارة و أجهزة قياس الضغط الجوي العديد من التفاعلات الكيميائية باعتباره مادة محفزة.
تأثير معدن الزئبق على حياة الإنسان
على شاكلة باقي العناصر ذات التفاعلات الكيميائية ورغم علو كعبها كاكتشاف عظيم ، ضُخت شرايين الاقتصاد العالمي من خلال استخداماته الفعالة في مختلف الصناعات و المجالات العلمية، لا يمكن لأحد أن ينكر أن مادة الزئبق تشكل خطر محدق على حياة البشر ة باقي الكائنات، وهو ناتج عن سوء استعماله مثل :
- طرح مخلفات المصانع و الشركات التي يدخل الزئبق ضمن موادها الأساسية في أماكن ذات صله بالإنسان، كمخلفات صناعة المركبات الكيميائية و تصنيع البترول و التعدين، و عملية تصنيع الكلور التي ينتج عنها كميات كبيرة من الغازات السامة، حيث يتم التخلص منها في المسطحات المائية مثل المجاري المائية و البحار و المحيطات، وهو ما يعني قابلية تعرضنا للتسمم عن طريق تناول الطعام الملوث بالزئبق مثل النباتات و الأسماك (كالتونا و السردين).
- له أضرار كبيرة على الصحة من الشحنات الكهربائية الناتجة عن التفاعل الكيميائي التي قد تتجه إلى دماغ المريض مسبله أضرار صحيه كبيرة.
- وجوده على الجلد و الأنسجة يسبب ضررًا بالغًا لأن امتصاصه سهل بواسطة الجلد ويتفق العلماء أن الزئبق يشكل خطرًا عند استنشاق بخاره أو امتصاص المركبات السامة مما يشكل ضررًا بالغًا على الكائنات الحية.
- 4- 4- تدمير الخلايا الدماغية و المناعية البشرية وهو ما يمكن أن ينتج عنه خلل عصبي لدى المريض، إضافًة إلى أنه يشكل قصورًا كلويًا إذا جمع في الجسم.
- 5- 5- تأثيره على الأمهات الحوامل اللواتي يتعرضن لاستنشاقه أو من خلال تناول السمك و خضراوات تحوي على هذه المادة الخطيرة، وتكون النتيجة إنجاب أولاد مصابين بفرط الحركة أو التوحد ومشاكل التعلم
أعراض التسمم بالزئبق تبدأ أعراض التسمم عند الإنسان بالظهور عند التعرض لجرعة عالية من الزئبق سواءًا عن طريق الفم أو الاستنشاق تختلف نتائج تعامل الاجسام مع سمية الزئبق باختلاف جيناتها لكن الأعراض التي تظهر على المرضى بالإجمال هي :
- الآم بالرأس .
- هزال عام .
- اختلال التوازن .
- اكتئاب .
- قلق وعدم الاستقرار الصحي .
- ضعف الرؤية المحيطية .
- شعور بالوخز بالأطراف و حول محيط الفم .
- ضعف التناسق الحركي .
- تراجع بحواس السمع و النطق .
- صعوبة بالمشي وضعف بالعضلات .
تخليص الجسم من الزئبق
خوفنا من هذه المادة يبقى طبيعيًا و مبررًا، استجابةً لرغبتنا بالبقاء التي تعتبر الهدف البشري الأول لذلك فإن أول ما ينصح لتنظيف الجسم من الزئبق
- الابتعاد عن مصادر الزئبق التي تسببه بالإصابة سواءاً كانت هذه المصادر حشوة أسنان قديمة يتسرب منها بخار الزئبق إلى الجهاز الهضمي، أو مسطحات مائية قريبة يتسرب إليها معدن الزئبق من خلال التقليل من تناول المأكولات البحرية الغنية بميتيل الزئبق و كذلك بعض الخضراوات .
- تجريب بعض المواد الطبيعية البديلة ( كالكزبرة و الثوم ) التي تعطي نفس مفعول المواد الكيميائية وتساعد في تنقية الجسم من الزئبق
- إدخال مواد لإزالة المعادن الثقيلة إلى الجسم حيث تقوم هذه المواد بالارتباط بجزيئات الزئبق لنقلها إلى الدم ثم تنتقل هذه الجزيئات إلى الكلى وبعدها إلى خارج الجسم ولكن هذه العملية طويلة و متعبه وقد تسبب بمشاكل كبيرة للكلى.
إذًا وجود هذه المعدن وغيره من المعادن يعد ثروة حقيقة للإنسان لكن الأهم من وجوده هو وجود عقول تحسن استخدامه و تسخيره لمصلحة الشعوب عامه.