تنويع مصادر الدخل بات من المواضيع الأكثر شيوعًا في الوقت الحالي، لما لها من دور كبير في حماية نفسك وعائلتك من تغيرات السوق، كذلك ضمان الحصول على مستوى متقدم من الأمان المالي، وتحقيق ما ترغب به بالإضافة للوصول إلى مرتبة متقدمة من التحرر المالي، والعيش حسب النمط الذي تحب، وأخيرًا تجنب القلق النفسي الناتج عن فقدان العمل الرئيسي. ونظرًا لما سبق جمعنا لكم في ثنايا مقالنا هذا عبر موقع تجارتنا، كافة المعلومات المتعلقة بتنويع مصادر الدخل. بما فيه من مفهوم وأهمية وعيوب، ومن ثم سنوضح لكم بالتفصيل أنواع الدخل الرئيسية، مع ذكر أفضل المصادر لتنويع الدخل، وأخيرًا وضحنا لك الخطوات اللازمة لمعرفة كيفية تنويع مصادر الدخل.
تنويع مصادر الدخل
فقدان العمل الذي تقوم به هو الاحتمال الأول الذي يهدد أمنك المالي إذا كنت تعتمد على مصدر دخل واحد، سواء كان بسبب تغير اتجاهات السوق، أو الأزمات الاقتصادية، أو حتى انتشار لوباء معين، أو اختلاف مع رئيسك في العمل، لتجنب هذا التهديد عليك حماية نفسك وهذا يتم عن طريق تنويع مصادر الدخل. بعبارة أخرى تنويع المحفظة الاستثمارية. حيث يوصي المستثمرون بهذا التنويع لما فيه من طرق ومصادر كثيرة جدًا لتحصيل الدخل، وذلك في حال فقدت العمل أو في حال كنت ترغب بالحصول على دخل إضافي. لذلك يعد تنويع مصادر الدخل لأي شخص في أي دولة، من الأمور الرئيسية لخلق اقتصاد آمن يتمتع بنمو مستقر ومستدام في الحالات الطبيعية، والتي تكون خالية من الأزمات الاقتصادية العالمية.
أهمية تنويع مصادر الدخل
تكمن أهمية تنويع مصادر الدخل في عدة نقاط. سنذكرها على الشكل التالي:
- ضمان عدم تلف أموالك، عند فقدانك لمصدر دخلك.
- تجنب الوقوع في أزمات نفسية، ويخفف الخوف الذي ينتج عن فقدان الوظيفية التقليدية.
- توفير الاستقرار والاحتياط المالي، عند فقدان العمل الرئيسي بسبب تسريح الموظفين، أو المرض، أو العجز أو أي حادث لا يمكن توقع حصوله.
- وجود تأثير كبير على إمكانياتك، سواء في بناء ثروتك أو في تمويل التقاعد.
- إمكانية إنشاء صندوق طوارئ ودعم أموالك بالاستثمار من خلال الدخل الإضافي.
- يوفر لك إمكانية دفع فواتيرك من خلال المصادر الثانوية، للحفاظ على مصدر دخلك الرئيسي.
عيوب تنويع مصادر الدخل
مقابل الأهمية الكبيرة والحاجة المتزايدة لموضوع التنويع في مصادر الدخل، فإن هناك بعض العيوب التي يجب معرفتها. وهي كالتالي:
- تقييد اليوم بعدد ساعات ثابت، وهي 24 ساعة. فإذا كنت تملك عملًا بدوام جزئي فإنك لن تمتلك وقت كافي لقيام بأعمال إضافية، أما إذا كان عملك بدوام كامل وكنت حاجة لعمل إضافي، فإن ذلك سيؤثر على صحتك وطريقة قيامك بالعمل بشكل سلبي.
- قد تمتلك المال الكافي للاستثمار أو الدخول كشريك صامت في إحدى الشركات، لكنك لا تمتلك الوقت والخبرة والمهارة في القيام بهذه الأعمال. لذلك يتوجب عليك الأخذ بالاستشارات لتجنب الخطر المالي.
- التأثير الكبير الذي يفرضه الاقتصاد العالمي على الأعمال الثانوية التي تقوم بها.
أنواع الدخل
هناك ثلاث أنواع رئيسية للدخل، لكل نوع مميزات وعيوب خاصة به ليكون الفرد قادر على اختيار النوع الذي يناسبه، وسنوضحها كما يلي:
الدخل السلبي
يعد أهم نوع من أنواع الدخل المتاحة، وذلك لكونه يعد الأموال التي يحصل عليها الفرد من الأصول التي قام بشرائها. بعبارة أخرى هو دخل متكرر لسنوات عديدة قادمة بعد إكمال عملية الاستثمار. حيث يتطلب فقط في البداية مبلغًا للاستثمار وفترة زمنية كافية لضمان الأرباح، ومن ثم يمكنك المكوث في المنزل والحصول على تدفق مالي منتظم بدون بذل أي جهد، مع ضمان تزايد القيمة الصافية لأموالك. على سبيل المثال، اشتريت سيارة وقمت فيما بعد بتأجيرها مقابل مبلغ من المال، هذا يعتبر دخل سلبي، كذلك تأجير العقارات والمعدات، التسويق بالعمولة.
الدخل المكتسب
هذا النوع من الدخل الأكثر شيوعًا، ويمكن تسميته أيضًا بالدخل النشيط. حيث يتم الحصول عليه عن طريق الحصول على وظيفة في شركة أو لدى صاحب العمل سواء كان يدويًا أو ذهنيًا، كذلك يضم أي عمل آخر تقوم به مقابل المال أو عن طريق تقديم الاستشارات أو قيامك بعملك الخاص، يتميز هذا النوع بأنه لا يتطلب رأس مال للحصول على دخل، بالتالي يعد نوع جيد في بداية حياتك المهنية في الاستثمار، وذلك لكونه يساعدك في ادخار الأموال. في المقابل فإن عيبه هو وجود ضريبة مرتفعة مقارنة بالأنواع الأخرى، بالإضافة لذلك فهو ينتهي ويتوقف عند توقفك عن العمل بشكل مباشر. على سبيل المثال، مدير تسويق في شركة سيارات، تحصل على المال مقابل تسويق خدمات السيارات لكنه يتوقف مباشرة عند توقفك عن العمل. كذلك الأمر بالنسبة لعامل الصحية، والحارس، ومندوب المبيعات.
دخل الاستثمار
هو الدخل الذي يمكن الحصول عليه من خلال إعادة بيع أداة استثمار بمبلغ أعلى من المبلغ الذي تم شرائها به. أي الفائدة، وهي تتضمن شراء وإعادة بيع الأسهم والعملات، والعقارات والسيارات وغيرها. تسمى الأرباح الناتجة من عملية إعادة البيع هذه بالأرباح الرأسمالية. يحتاج هذا النوع وجود خبرة ومعرفة كافية في تحليل اتجاه السوق وقراءة البيانات المالية، كذلك تتطلب في البداية وجود رأس مال كافي للاستثمار، حيث يمكنك تجميع عوائد للاستثمار بعد كل عملية بيع، ومن ثم إعادة استثمارها.
أفضل المصادر لتنويع الدخل
يوجد الكثير من المصادر التي تعمل على تأمين الدخل وتنويع مصادر الدخل الخاصة بك، كذلك يمكنك خلق مصدر دخل متعددة تناسب وقتك وخبراتك وسنشرحها في فقرة كيفية تنويع مصادر الدخل فيما بعد. أما الآن سنقدم لك أكثر مصادر الدخل انتشارًا وأفضلها فيما يلي:
- استثمار العقارات: يعد هذا المصدر من أنواع الدخل السلبي ذا دخل مستقر وثابت لأصحاب المنازل. لذلك يعتبر مصدرًا جيدًا لتنويع مصادر الدخل الخاصة بك إذا كنت تملك رأس مال كافي للاستثمار في العقارات. وكل ما يتطلبه هو تأمين رأس المال، ومن ثم اختيار العقار المناسب وشراءه للحصول على عائد من تأجيره.
- الاستثمار في سوق الأوراق المالية: يتميز سوق الأوراق المالية بتاريخ حافل من النمو والاستقرار وفي مختلف القطاعات السوقية، وقدرته العالية على تجاوز فترات الركود المؤقتة. نظرًا لما سبق يعد الاستثمار في الأسهم مصدرًا جيدًا لتنويع الدخل، مع التغلب على الخوف الذي يصيب المستثمرين من تغيرات السوق. حيث يمكنك من الحصول على أرباح منتظمة وتوفير دخل إضافي متكرر، بشرط أن تحاول اكتساب الخبرة في مجال سوق الأسهم، وعدم استثمار كامل رأس مالك في الاستثمار.
- استثمار الذات: إن استثمار نفسك يتم عن طريق تطويرها بشكل مستمر في مجالات اختصاصك، أو مهارات مكملة لها. هذا لا يعد مصدرًا لكسب دخل إضافي مباشرةً، لكنه يضمن لك الحصول على عمل احتياطي، ويطور أعمالك التي قد تشغلها في المستقبل.
- استثمار أعمال على الويب: يعد هذا المصدر من مصادر الدخل السلبي الجيدة. يمكن الحصول عليها من خلال عملك الخاص في مشروع معين. ويختلف مقدار الوقت الذي تبذله تبعًا لنوع العمل. على سبيل المثال، إنشاء قناة خاصة بك على اليوتيوب.
- تقديم الخدمات: بعد إنهاء عملك اليومي الأساسي، يمكنك تقديم بعض الخدمات التي تعتمد على مهاراتك وخبراتك الخاصة. وهذا المصدر يتميز بإمكانية تحديد ساعات عملك واختيار الأجر الذي يناسبك. على سبيل المثال، التدريس، التدريب، الكتابة، الاستشارات وغيرها.
كيفية تنويع مصادر الدخل بالخطوات
بعد أن قمنا بذكر أفضل مصادر تنويع الدخل. لابد من تقديم توضيح لبعض الخطوات اللازمة لخلق مصدر دخل إضافي يناسب وقتك وجهدك. وهنا شرح كيفية تنويع مصادر الدخل بالخطوات:
- اضمن وجود مصدر دخل رئيسي آمن، ومن ثم ابحث عن مصدر آخر إضافي.
- ابحث عن الموهبة الفريدة الخاصة بك، والخبرات والمعرفة القيمة التي تمتلكها والتي تميزك عن الآخرين، ليتم اختيارك لعمل ما.
- حدد السوق المناسب لخبراتك، واختر الأشخاص الذين يحتاجون لمساعدتك في حل مشكلاتهم أو إنجاز أعمالهم المتوقفة.
- ابني شبكة علاقات متينة مع محيطك، وذلك عن طريق بريدك الإلكتروني. حيث يتوجب عليك التركيز على قائمة بريدك الإلكتروني، التي تمثل مجموعة من الأفراد الذين يحملون الكثير من الطموحات التي يمكن أن تشارك معهم خدمات مجانية مقابل متابعتك.
- استثمر وقتك في معرفة رغبات الجمهور واحتياجاتهم. وذلك يتم من خلال التخمين وافتراض ما يحتاجونه، أو إرسال استبيان ذو أسئلة مفتوحة للاستقصاء الذهني.
- اصنع عملك، سواء كان خاص بمنتج مادي أو رقمي، أو خاص بخدمات معينة، وذلك بعد رد الجمهور على استبيانك ومعرفتك احتياجاتهم.
- ضع خطة للبدء بعملك الذي اخترته. من خلال الإطلاع على الخطط التسويقية المتبعة من قبل شركات أو أشخاص آخرين ناجحين.
- ابحث عن أشخاص نجحوا في ما ترغب فيه، لمعرفة كيف فعلوا ذلك وراقب سلوكهم لتتعلم منهم وتتبع خبراتهم.
في الختام. نأمل أن تكون المعلومات المقدمة في مقالنا هذا حول كل ما يخص تنويع مصادر الدخل كافية لتضعك في بداية الطريق لوصول إلى الأمن المالي.