الاستثمار في البورصة عن طريق البنوك أحد أفضل طرق الاستثمار، حيث يتيح إمكانية تحقيق الكثير من الأرباح والعوائد على المدى المتوسط والبعيد. على الرغم من ذلك، لا يعد هذا النوع من الأعمال بسيطًا، إذ يتطلب الكثير من الخبرة والصبر من أجل تحقيق الأهداف والعوائد المرجوة.
بشكل عام، تنطوي كافة الاستثمارات على نسبة من المخاطرة، لكنّ الرابط بين نسبة المخاطرة والعائد المادي يعد واضحًا جدًا عند الاستثمار في البورصة من خلال البنوك. بل أكثر من ذلك، تعد العلاقة بين المخاطرة والربح من أسس نجاح هذا النوع من الاستثمارات. على الرغم من ذلك، لا بد من العمل على تحقيق التوازن بين طرفي المعادلة أي بين معدل الربح ونسبة المخاطرة، ولا يمكن تحقيق هذا الأمر إلا عبر تنويع الاستثمارات. أما الآن، فلنتعرف معًا على أهم المعلومات حول الاستثمار في البورصة عن طريق البنوك.
الاستثمار في البورصة عن طريق البنوك
كما نعلم، يشير مصطلح البورصة إلى السوق التي تجري فيها عمليات بيع وشراء الأصول، وعادةً ما يشار إلى عمليات البيع والشراء هذه باسم تداول الأصول. بشكل عام، يمكن أن تأخذ الأصول العديد من الأشكال مثل أسهم الشركات، السندات الحكومية، المشتقات المالية، السلع الأساسية، وغيرها. بالتالي، من الطبيعي وجود بورصات مختلفة مثل بورصة الأسهم، بورصة الذهب، أو بورصات العملات الرقمية، فلماذا تستخدم كلمة “بورصة” في بعض الأحيان بشكل مجرد دون تحديد نوع الأصول المستخدمة؟ وإلام تشير في هذه الحالة؟
في الحقيقة، من المتفق عليه ضمن عالم الاقتصاد أن يشير استخدام مصطلح البورصة بشكل مجرد إلى بورصة الأسهم. لذلك، فإن الاستثمار في البورصة يعني استثمار الأموال في عدد من الأسهم.
من ناحية أخرى، تعمل العديد من البنوك على استقطاب العملاء من خلال تقديم مجموعة من العروض للاستثمار في البورصة، وهو ما يعرف باسم الاستثمار في البورصة عن طريق البنوك. في الواقع، لا تقدم البنوك إمكانية التداول بالأسهم عن طريق الحسابات الجارية أو حسابات التوفير. لذلك، لا بد من فتح حساب بنكي استثماري في أحد البنوك التي تدعم الاستثمار في البورصة. كما يجب تحديد الهدف من الاستثمار، والتعاون مع إحدى شركات التداول المرخصة، وذلك عن طريق ذراع الوساطة الخاص بالبنك.
طرق الاستثمار في البورصة عن طريق البنوك
تتنوع وسائل الاستثمار في البورصة عن طريق البنوك بشكل كبير نسبيًا، مما يتيح مجالات أوسع للاستثمار. مع ذلك، تتلخص أشهر طرق الاستثمار وأكثرها استخدامًا فيما يلي:
- شهادات الاستثمار: حيث يقدم البنك الشهادات الاستثمارية لكافة العملاء. بالتالي، فإن وسيلة الاستثمار هذه متاحة للجميع. كما أنها من أسهل طرق الاستثمار وأكثرها ملاءمة للمبتدئين، لكن أرباحها قليلة نسبيًا.
- صناديق المؤشرات: يعد تنويع الأسهم أهم ميزات هذه الطريقة، حيث تجمع الوثيقة بين أسهم عدة شركات ويتوزع سعرها بشكل نسبي على الأسهم وفقًا للمؤشر الرئيسي. لذلك، فإن شراء وثيقة واحدة يعادل فعليًا الاستثمار في عدة شركات. بالإضافة إلى ذلك، تتميز صناديق الاستثمار بسهولة التداول لا سيما بالنسبة للمبتدئين.
- أسهم التداول: عادةً ما تطرح الشركات نسبة من أسهمها للبيع بهدف الحصول على رأسمال كافٍ لها. بالتالي، يمكن للمستثمر الحصول على حصة في الشركة من خلال شراء بعض الأسهم.
- الصكوك والسندات: تعتمد وسيلة الاستثمار هذه على تقديم أدوات استثمارية ذات مخاطر منخفضة نسبيًا وعائد دوري آمن. بشكل عام، تساهم هذه العملية في حماية محافظ المستثمرين.
- الأوراق المالية.
مخاطر الاستثمار بالبورصة عن طريق البنك
في الواقع، لا يوجد استثمار دون مخاطرة، إذ ترتبط الاستثمارات بالتغيرات الحاصلة على الاقتصاد العالمي. لذلك، يتوجب على المستثمر الاهتمام بفهم مبادئ الاستثمار ومتابعة المتغيرات بشكل دائم. بالإضافة إلى ذلك، لا بد من تحديد مصادر المخاطر لمعرفة كيفية تجنبها أو التقليل من الخسائر المحتملة. وبشكل عام، تعد تقلبات الأسعار، خسارة رأس المال، وإفلاس الشركات أشهر مخاطر الاستثمار في البورصة عن طريق البنوك. مع ذلك، يمكن التعامل مع هذه المخاطر وتفاديها من خلال متابعة متغيرات السوق، التخطيط الجيد للاستثمار، ووضع الاستراتيجيات الاستثمارية المناسبة للوقاية من الخسائر.
شاهد أيضًا: مؤهلات العمل في البورصة كيف أعمل في البورصة.
أشهر أخطاء الاستثمار في البورصة عن طريق البنوك
في الحقيقة، يرتبط الاستثمار في البورصة ارتباطًا وثيقًا بالمخاطرة، إذ يعتبر أحد أكثر أنواع الاستثمارات عرضةً للخطر. على الرغم من إمكانية تحقيق أرباح كبيرة من الاستثمار في البورصة عن طريق البنوك، إلا أن نسبة المخاطرة مرتفعة جدًا. بالتالي، يمكننا القول إن عالم الاستثمار لا يحتمل الخطأ، إذ قد تؤدي بعض الأخطاء إلى نتائج كارثية. بشكل عام، تتمثل معظم الأخطاء التي يقع بها المستثمرين، لا سيما المبتدئين منهم، فيما يلي:
الاقتراض بهدف الاستثمار في البورصة
عادةً ما يرغب المستثمرون في زيادة أرباحهم عندما ينجح الاستثمار في تحقيق كمية كبيرة من الأرباح. لكن المشكلة تكمن في عدم توفر المبلغ الكافي لزيادة رأس المال المستثمر، حيث يلجأ البعض في هذه الحالة إلى الاستدانة والاقتراض.
كما ذكرنا سابقًا، فإن الاستثمار في البورصة يخضع لتبدلات حالة السوق، مما قد يؤدي إلى خسارة الأموال فجأة. بالتالي، ستشكل الأموال المستدانة عبئًا إضافيًا على المستثمر في حال الخسارة. لذلك، يجب الابتعاد عن الاقتراض بهدف الاستثمار، وينصح بعدم الاستثمار إلا بالمبلغ الذي يمكن أن تكون مستعدًا لخسارته.
الاستثمار في البورصة بالاعتماد على الإشاعات
كما هو الحال في أي موضوع، ينصح بالابتعاد عن الاستماع للإشاعات، فما بالك إن كان الأمر متعلقًا بأموالك؟
عادةً ما يقع الأشخاص في فخ الاستماع إلى الإشاعات في عمليات بيع وشراء الأسهم الاستثمارية دون الاستناد إلى دليل واضح أو تصريح رسمي. في الواقع، من الشائع جدًا في عالم الاستثمار أن يلجأ البعض إلى تضليل المستثمرين عن قصد من خلال تقديم نصائح مضللة بالاستثمار في اتجاه غير مربح إلا لفئة معينة تصب في مصلحتهم. كما يلجأ البعض إلى تضليل المبتدئين في استثمارات مخالفة للقانون أساسًا.
الاستثمار المتكرر في البورصة باتجاه معين
لا يمكننا نكران حقيقة أن قيمة الاستثمارات متغيرة، حيث ترتفع وتنخفض من فترة إلى أخرى تبعًا لحالة السوق. بالتالي، من الخطأ إعادة تجربة الاستثمار ذاته مرارًا وتكرارًا لمجرد نجاحه في تحقيق الأرباح لمرة أو أكثر. يعود السبب في ذلك إلى احتمالية حدوث بعض التغيرات الخارجية التي قد تؤدي إلى خسارة الاستثمار على الرغم من عدم تغير الطريقة المتبعة في المرات السابقة والتي نجح فيها الاستثمار فعلًا. لذا، لا يعد تكرار التداول الناجح لعدة مرات خيارًا آمنًا بشكل تام، ويجب الانتباه إلى ضرورة متابعة تغيرات السوق باستمرار.
الاستثمار في البورصة عبر شركة واحدة
كما أشرنا سابقًا، يجب الاعتماد على تنويع الاستثمارات وذلك استنادًا إلى المثل القائل “لا تضع البيض كله في سلة واحدة”. على الرغم من أن تركيز الاستثمار في أسهم شركة ما يعد أمرًا جيدًا، لكن يجب الانتباه إلى مخاطر هذه الطريقة التي تتمثل في إمكانية إفلاس الشركة أو تعرضها لأزمات مالية، مما يؤدي إلى خسارة كافة الأموال المستثمرة.
في الختام، لا يسعنا سوى تقديم النصيحة بعدم الاستثمار في البورصة عن طريق البنوك فيما لا تحتمل خسارته. كما يجب وضع خطط محكمة قبل البدء بالاستثمار من خلال تحديد الأصول التي ترغب بالتداول بها وأنواع الاستثمارات اللازمة لتحقيق الأهداف المالية المرجوة.