خدمات صناديق الاستثمار؛ لها أهمية اقتصادية كبيرة، وذلك باعتبار تلك الصناديق أدوات وأوعية استثمارية مؤثرة على جذب المدخرات وتشجيع الاستثمارات، مما حفز قيام المصارف والمؤسسات المالية باستخدام صناديق الاستثمار ضمن مجالاتها الاستثمارية وتطوير أنشطتها. فأصبح دورها لا يقتصر فقط على تكوين عدد من المحافظ  للأوراق المالية وإدارتها. بل يشمل أيضا الدخول في العمليات الاستثمارية المباشرة في مختلف المجالات. وفي هذا المقال، سوف نتحدث عن الخدمات التي تقدمها صناديق الاستثمار والفكرة العامة لتلك الصناديق. ولكن سنقوم أولا بالحديث إيجازا عن صناديق الاستثمار تعريفا ونشأة.

صناديق الاستثمار ونشأتها

خدمات صناديق الاستثمار وقبل الحديث عنها ينبغي القول:

  • تُعَد صناديق الاستثمار واحدة من الوحدات العاملة في مجال الأوراق المالية، كما أنها أحد الأشكال التنظيمية الحديثة التي تقوم بإدارة الأموال وفقا لرغبات المستثمرين ودرجة تقبلهم للمخاطر.
  • نشأت صناديق الاستثمار في القرن 19 في أوروبا – هولندا – في عام 1822. ثم تبعتها انجلترا في عام 1870، ثم مرت صناديق الاستثمار بعدد من التطورات نتيجة للتغيرات التي توالت على عالم الاقتصاد ككل.
  • صناديق الاستثمار هي عبارة عن جهات مختصة تقوم بجمع الأموال والمدخرات من عدد من المستثمرين وبالقيام باستثمارها في عدد من الأوراق المالية المتنوعة وإدارتها لصالح المستثمرين، وتحقيق عائد لهم مع درجة مخاطرة مقبولة.

خدمات صناديق الاستثمار

وهناك عدد من خدمات صناديق الاستثمار التي توفرها لك صناديق الاستثمار، والتي يمكن إيجازها في عدد من النقاط:

توفير الإدارة المحترفة

حيث يقوم بإدارة صناديق الاستثمار عدد من الخبراء في الأسواق المالية والاستثمار بشكل عام. فيقومون بدراسة آداء الشركات بالبورصة واختيار أفضلهم ووضع الاستراتيجية المناسبة للاستثمار والتي تحقق أهداف الصندوق. فيقومون بالنظر في مجموعة الأوراق المالية التي يتكون منها الصندوق ومراجعتها بشكل دوري لإجراء التعديلات وفقا للتغيرات الاقتصادية الحادثة.

توفير الاستثمارات المتنوعة

فيقوم مديرو الصناديق بتشكيل مجموعة متنوعة من الأوراق المالية في عدد مختلف من القطاعات المتاحة في السوق. وتساعد خدمة التنويع على تخفيض المخاطر التي قد يتعرض لها المستثمر بشكل نسبي.

توفير الأهداف المناسبة لكل مستثمر

حيث تتعدد أنواع الصناديق الاستثمارية. وبالتالي تتعدد أهدافها الاستثمارية المختلفة، مما يوفر للمستثمر الأهداف التي يرجوها والتي تناسب طبيعته.

سهولة استرداد الأموال المستثمرة

وتلك الخدمة مميزة للغاية، فتسمح صناديق الاستثمار لكل مستثمر أن يقوم باسترداد أمواله (وثائق الاستثمار) بطريقة سهلة وبسيطة. عكس الاستثمار المنفرد في الأوراق المالية الأخرى، والتي يصعب فيها استرداد الاستثمار إلا في وقت لاحق.

فئات المستثمرين المستفيدين من خدمات صناديق الاستثمار

كما تتمثل فئات المستفيدين من خدمات صناديق الاستثمار كما يلي:

  • الفئة الأولى: وهي الفئة التي تملك رأس المال ولكن يصعب عليها إدارتها بشكل منفرد، وذلك قد يكون لقلة خبرتها أو عدم تخصصها. كما يصعب عليهم القيام بالاستثمار فيها وحدهم والتنبؤ بالأسعار والأرباح المستقبلية لهذه الاستثمارات.
  • الفئة الثانية: وهي الفئة التي تمتلك قدراً محدوداً وصغيراً من المدخرات، فهم لا يمتلكون القدر الكافي من رأس المال الذي يؤهلهم للدخول في استثمارات كبيرة مضمونة، فيتجهون لصناديق الاستثمار بأموالهم لتوفير الاستتثمار المناسب لهم والذي يحقق أهدافهم بمخاطرة أقل في حدود ما يمتلكونه من رأس مال.

الفكرة الأساسية لصناديق الاستثمار

تتلخص الفكرة الأساسية لصناديق الاستثمار في قيام جهة ما، سواء أكانت مصرف أو شركة أو غيرها، بإعداد دراسة محددة لنشاط أو مشروع ما، وذلك بغرض توضيح الجدوى الاقتصادية في ذلك المجال. ثم تقوم تلك الجهة بتكوين صندوق استثماري محدد الأغراض، مع عمل نشرة اكتتاب في لائحة عمل الصندوق. وتتضمن تلك النشرة كل التفاصيل عن نشاط الصندوق وحقوق والتزامات كل طرف. بعد ذلك يتم تقسيم رأس مال الصندوق الاستثماري إلى وحدات متساوية القيمة الاسمية. وبعد الحصول على أموال المكتتبين، يتم استثمار الأموال التي تم تجميعها في المجالات التي تم تحديدها في نشرة الاكتتاب وتوزيع الأرباح في الفترات المحددة وبالطريقة التي تم الاتفاق عليها.

بذلك وصلنا إلى نهاية مقالنا عن خدمات صناديق الاستثمار.