ما هي الشركات القابضة وكيف تعمل، هي في الواقع شركة مالية مساهمة، لكن ينحصر نطاقها في تملّك حصص تابعة لشركات أخرى في القطاع الاقتصادي. كما تعرف الشركة القابضة بامتلاكها لحصص تستطيع من خلالها السيطرة على مجلس إدارة هذه الشركات والتحكم بتوجيهاتها. وتجدر الإشارة إلى أن معظم الشركات الكبرى خاصة تلك المتعددة الجنسيات، تدير فروعها شركات قابضة إقليمية، فتهتم بأمورها المالية وتنسيق أعمالها. ونظرًا لأهمية هذا المفهوم في سوق المال والأعمال، سنخط لكم عبر موقع تجارتنا أهم الأمور المتعلقة بالشركات القابضة وطرق عملها.

نشاط الشركة القابضة

يتبلور نشاط الشركة القابضة أي الشركة المساهمة في إدارة الأمور المالية فقط. حيث أنها لا تقوم بأي نشاط إنتاجي أو صناعي أو خدمي أو أي نشاط آخر. ومن ناحية أخرى، يخصص رأسمال الشركة المساهمة أي الشركة القابضة لدعم رساميل الشركات الإنتاجية الأخرى، أو شراء حصص وأسهم من هذه الشركات.

في الوقت نفسه، لا يحق لهذه الشركات في أن تتملك ولا أي جزء من الشركة القابضة. بينما الشركة القابضة تمارس السيطرة المالية والإدارية على هذه الشركات. أما من الناحية القانونية فإن هذه الشركات تتمتع باستقلاليتها عن الشركة القابضة.

دور الشركة القابضة

علاوة على ما ذكر سابقًا، فللشركة القابضة دور فعال على مختلف الأصعدة ومنه:

  • متابعة الأمور المالية والإدارية للشركات الأخرى.
  • تعمل الشركة القابضة على رسم السياسات المالية للشركات.
  • يستند إليها كل ما يتعلق بالتمويل والاستثمار وحتى القروض.
  • تعمل على توزيع الأرباح حتى في الاحتياطي منه.
  • يمكن للشركة القابضة أن توّظف فوائض الخزينة، وذلك مقابل فوائد أو استثمارها في البورصة.
  • من خلال تمويلاتها الضخمة، تساهم الشركة القابضة في المشاريع الصناعية والبنية التحتية.
  • تسهل الشركة القابضة أعمال ومهام الشركات التابعة لها، وذلك من خلال افتتاح فروع جديدة للشركات أو العمل على تواجد هذه الشركات خارج حدود بلادها.

أهمية الشركة القابضة

مما لا شك فيه أن أهمية الشركة القابضة تكمن في قدرتها على تتبع الإنتاج وتوزيع مراحله للشركات التابعة لها. كما أنها تعتمد على خطة إنتاجية شاملة وفقًا للمعايير التنافسية لكل بلد. وفي نفس الوقت، تعمل على تعميق الاندماج، وبالتالي الوصول إلى التكامل الاقتصادي العالمي. كل هذا من خلال شبكة المصالح خاصة مع البلدان البعيدة جغرافيًا. ونظرًا لمكانتها ودورها في عالم الاقتصاد الذي له تأثير مباشر على سياسات الدول، امتلكت هذه الشركات التأثير على صناعة القرار السياسي سواء الوطني أم الدولي، وذلك بما يراعي مصالحها وأهدافها على وجه التحديد.

الهدف من إنشاء شركة قابضة

تجدر الإشارة إلى أن الهدف من إنشاء شركة قابضة يتمحور حول:

  • هيمنة الشركة الأم على الجانبين التنظيمي والإداري.
  • مراقبة السوق والمشاريع الجديدة القائمة، بهدف دراسة المنافسين وتحليل استراتيجياتهم.
  • تعمل الشركة الأم على الاستثمار في مشاريع جديدة من أجل زيادة أرباحها.
  • الهدف الرئيسي من وجود الشركة القابضة هو زيادة رأسمال الشركة وتطويرها.

نماذج عربية للشركات القابضة

اشتهرت دول الخليج العربي بتواجد العديد من الشركات القابضة فيها. وذلك نظرًا إلى الدور الاقتصادي الهام الذي تلعبه في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك فقد حققت هذه الشركات نجاحات بارزة في كافة القطاعات لا سيما الاستثمارات، العقارات، الاتصالات وحتى الإنشاءات. ونذكر على سبيل المثال شركة مشاريع الكويت التي احتلت المرتبة 39 بأصول بلغت 31.8 مليار دولار، أما القيمة السّوقية وصلت إلى 2.6 مليار دولار. ومن ناحية أخرى، جاء في المرتبة 49 شركة المملكة القابضة وهذه الشركة تابعة للأمير الوليد بن طلال. مع العلم قد بلغ إجمالي أصول هذه الشركة حوالي 11.5 مليار دولار. أما القيمة السوقية فبلغت 11.9 مليار دولار. كما كان لشركة إزدان القابضة في دولة قطر على وجه التحديد نصيب في هذا التصنيف. حيث احتلت شركة إزدان المرتبة 51، بإجمالي أصول بلغ 12.9 مليار دولار، وقيمة سوقية بلغت 13 مليار دولار. وأتت شركة أرابتك الإماراتية القابضة والتي تعمل في مجال الإنشاءات والعقارات لتحتل المرتبة 90، بإجمالي أصول وصل إلى 3.5 مليارات دولار، وقيمة سوقية ناهزت 2.2 مليارات دولار.

مميزات وعيوب الشركة القابضة

تتميز الشركة القابضة بالعديد من المميزات ومنها:

  • لعل أهم مميزات الشركة القابضة هو أنها سهلة التشكيل والتأسيس، حيث يمكن لأي شخص شراء أسهم أي شركة معروضة في السوق.
  • تتمتع الشركة القابضة برأسمال كبير، حيث يعتمد على الموارد المالية للشركات التابعة للشركة القابضة. مما يساعد على التوسع بنشاطاتها وبالتالي زيادة أرباحها.
  • الشركة القابضة تتجنب المنافسة السوقية، بل أنها تعمل على جذب الشركات المملوكة وجعلها فروعًا تابعة وداعمة لها.
  • أما ميزتها الاقتصادية تكمن في جعلها قادرة على إنتاج كميات كبيرة بتكاليف منخفضة.
  • تحصل الشركة القابضة على شروط ائتمان عند شرائها بالجملة.
  • كذلك في حالة البيع، للشركة القابضة مميزات تخولها الحصول على أفضل الأسعار، وهي مغايرة عن الزبائن والموردين.
  • كما أن الخسائر لا توثر على الشركة القابضة، حيث أنها لا تدفع أي ديون أو مستحقات مالية، بالإضافة إلى أنه يمكنها بيع حصصها من خلال الشركة التابعة لها.

عيوب الشركة القابضة

للشركة القابضة العديد من العيوب، وهي كالتالي:

  • نظراً لتمتع الشركة القابضة برأسمال مشترك، لذا فإن جميع العائدات المالية تعود للشركة ككل، وبالتالي عدم حصول المساهمين على عائد خاص من المال المستثمر.
  • من أبرز عيوب الشركة القابضة هو إساءة استخدام مركزها أو سلطتها، وذلك لأن القوة المالية للشركة القابضة هي أقوى من استخدام سلطتها، مما قد يؤدي إلى تصرفات وأعمال غير مسؤولة.
  • يمكن للشركة القابضة استغلال الشركات التابعة لها من خلال إلزامها على شراء منتجات وسلع بأسعار مرتفعة.
  • ومن أبرز عيوبها هو إمكانيتها على التلاعب بمعلومات تخص الشركات التابعة لها من أجل تحقيق مكاسب شخصية. على سبيل المثال نذكر قيامها بالمضاربة في السوق.
  • تمركز القوة الاقتصادية للبلد في أيدي من يديرون هذه الشركات.

وفي ختام مقالنا الشركة القابضة مميزات وعيوب  لاحظنا أهمية هذا النوع من الشركات في مجالات الاقتصاد العالمية، ومدى تأثيرها على أعمال الشركات الأخرى في أسواق المال والأعمال.