يعاني العالم من التدهور الاقتصادي الكبير الذي سببته جائحة COVID 19، كما وقد تضررت الكثير من الدول، حيث تعاني الدولة اللبنانية في الوقت الحالي من أزمة اقتصادية كبيرة، نتيجة لعدم وجود حكومة، فتشهد لبنان انهياراً في كل الجوانب.

حيث جدد المتظاهرون اللبنانيون مسيرات الاحتجاج الشعبية يوم أمس، الجمعة 12 آذار أمام قصر “الأنيسكو” في بيروت، تزامناً مع انعقاد مجلس النواب اللبناني، وقد طالبت هذه الاحتجاجات بتحسين المستوى المعيشي للشعب اللبناني، وذلك نتيجة للغلاء الفاحش في لبنان، بالإضافة إلى انهيار العملة اللبنانية أمام الدولار الأمريكي، الأمر الذي أدى إلى انهيار الاقتصاد اللبناني.

كما وقد ارتفع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة اللبنانية يوم أمس، ووصل إلى حوالي 10750 ليرة لبنانية عند افتتاح التداولات في الأسواق، ولم يمضِ إلّا القليل من الوقت حتى وصل سعر صرف الدولار الواحد إلى 11000 ليرة لبنانية، ثم قفز إلى 11300 ليرة لبنانية، الأمر الذي أثار غضب اللبنانيون، ونتيجة لذلك فقد أُقيمت احتجاجات فورية كبيرة في أنحاء لبنان، مطالبة بإنهاء هذه الأزمة الاقتصادية.

كذلك عقد مجلس النواب اللبناني يوم أمس في قصر “الأنيسكو” في بيروت، حيث أقر قرضاً بقيمة 246 مليون دولار من البنك الدولي، من أجل مساعدة حوالي 160 ألف أُسرة فقيرة في لبنان، بسعر صرف 6240 ليرة لبنانية للدولار الواحد.

ويرى المحللون الاقتصاديون أنه في حال تشكلت الحكومة اللبنانية، ذلك سيؤثر إيجاباً على الاقتصاد اللبناني، مما قد يؤدي إلى تعافي البلاد تدريجياً وازدهار الاقتصاد، حيث انهارت الحكومة بعد انفجار مرفأ بيروت في شهر آب من العام الماضي 2023.

كما وقد صرح “نيد برايس” المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، أنه يجب عدم التأخير أكثر في تشكيل الحكومة اللبنانية، حيث أن لبنان يعاني من انهيار اقتصادي حاد ويحتاج إلى الكثير من الإصلاحات، بالإضافة إلى وزير الخارجية الفرنسي، حيث صرح أن لبنان تعاني من أزمة اقتصادية واجتماعية كبيرة، وأما السياسيون فلا يقدمون على أي خطوة من أجل تحسين هذا الوضع.

وما تزال الأوضاع الاقتصادية في لبنان تميل نحو الانهيار بشكل أكبر، ومن المتوقع أن تنهار الدولة اللبنانية في الأشهر المقبلة، مما سيؤثر ذلك سلباً على اللبنانيين بشكل عام، وبشكل خاص على اللاجئين السوريين والفلسطينيين في لبنان.

ولا تزال الليرة اللبنانية تحقق انكساراً كبيراً كل يوم أمام الدولار الأمريكي، والأوضاع المعيشية في لبنان تتحول من السيء إلى الأسوأ مع مرور الأيام، فقد سبب تفشي وباء “كورونا” تدهوراً كبيراً في دول العالم، وبشكل خاص في لبنان.

كما كان لانفجار مرفأ بيروت في العام الماضي 2023 أثراً سلبياً كبيراً على الاقتصاد اللبناني، حيث أن الدولة تعيش اليوم في ظل حالات الشغب والجريمة، بالإضافة إلى تحركات المتظاهرين كل يوم في كل المناطق اللبنانية، فهل ستبقى الدولة اللبنانية في حالة الانهيار؟ وهل فعلاً سيتحسن الوضع الاقتصادي في لبنان في حال تشكيل حكومة جديدة والتعافي من فيروس “كورونا”؟