شهدت أسعار تداولات العملات العالمية في الأسواق الناشئة تراجعاً كبيراً في قيمتها يوم أمس الإثنين 8 آذار، مما أدى إلى حدوث خسائر في البلاد، ولكن الدولار الأمريكي واصل بالصعود، حيث قفز سعر الدولار بشكل كبير في الأيام السابقة، وتضررت الكثير من الأصول المالية ذات المخاطر العالية، مما أدى إلى حالة من القلق في الأسواق.

ومن المرجح أن السبب وراء ارتفاع سعر الدولار في الآونة الأخيرة، يعود إلى ارتفاع العوائد على الخزينة الأمريكية، وذلك بعد إقرار مجلس الشيوخ الأمريكي حزمة التحفيز الأمريكية بقيمة 1.9 ترليون دولار يوم السبت الماضي الواقع في 6 آذار، حيث حقق مؤشر الدولار أمس ارتفاعاً بمعدل حوالي 0.3%.

ولكن انخفضت قيمة الدولار النيوزلندي بنسبة ما يقارب 0.1%، كما انخفض مؤشر “MSIC” بمعدل حوالي 0.8%، وحقق خسارة كبيرة، حيث صرحت وكالة “رويترز” أن مؤشر “MSIC” حقق أكبر خسارة له أمس منذ تفشي فيروس “COVID 19” منذ العام الماضي.

كما وقد انخفضت قيمة الليرة التركية مقابل راند جنوب إفريقيا بنسبة أكثر من 1%، وحققت خسائر أيضاً، بالإضافة إلى هبوط عملة “البيزو” المكسيكية، فقد هبطت بمعدل ما يقارب 1% أيضاً، وبلغت قيمة الجنيه الإسترليني 0.7239 مقابل الدولار الواحد، كذلك بلغ سعر العملة اليابانية “الين” 108.4300 أمام الدولار، بالإضافة إلى سعر اليورو فقد حقق أمس 0.8411 مقابل الدولار الواحد، وحقق الدرهم الإماراتي معدل حوالي 1.27 أمام الدولار الأمريكي الواحد.

حيث يتوقع “JP Morgan” أن تستمر قيم العملات بالانخفاض في الأسواق الناشئة، حيث زاد توقعه لهذا الهبوط في العملات من 4% إلى 5%، وقد نصح المستثمرين في السندات إلى الاستثمار بالأدوات الأكثر أماناً، كما صرح المتعاملون في أسواق الصرف في آسيا، أنه قد تراجع تداول الدولار الأمريكي في الآونة الأخيرة، وارتفع في المقابل تداول الدولار التايواني من قبل الأجانب.

كذلك انخفضت قيمة الذهب أمس إلى 1683.68 دولار أمريكي للأونصة، وقد بلغ سعر الدولار الكندي حوالي 1.2672، كذلك بلغت قيمة العملة النرويجية 8.5679 أمام الدولار، بالإضافة إلى سعر الفرنك السويسري، فقد بلغ 0.9341، وبلغت عملة “اليوان” الصينية 6.5256.

كما من المتوقع أيضاً أن العوائد على الخزينة الأمريكية ستستمر بالارتفاع، حيث صرحت مجموعة “Goldman Sachs” أن المؤثرات والضغوط على الخزينة الأمريكية ستزداد، وذلك بسبب حزمة التحفيز الأمريكية بشكل عام، وبشكل خاص في حال تم توقيع الرئيس الأمريكي على هذا المشروع في الأسبوع القادم، من أجل تحقيق تعافي اقتصادي أمريكي ما بعد أزمة “كورونا”.

لا تزال هذه العملات تتقلب في أسعارها في الأسواق الناشئة، حيث تحقق ارتفاعاً ضخماً تارةً، وانخفاضاً كبيراً تارةً أُخرى، وما زال مصير العالم مجهولاً، فما الذي يخبئه لنا بعد التعافي من فيروس “COVID 19″، وهل سيبقى مستقبل العملات العالمية متأثراً بما خلفته أزمة الوباء من تدهور في الاقتصاد العالمي؟