يعتبر القمح من أهم المحاصيل الغذائية حول العالم، حيث يتم زراعته في البلدان التي تتمتع بطقس ماطر، فتلقى هذه الدول أهمية كبيرة من قبل الدول الأخرى، بحيث أن الدول المنتجة للحبوب تصدر للدول الأخرى حسب حاجاتها، وتعد الجزائر من أهم الدول المستوردة للقمح الدولي، فتأتي لتحتل المركز الثاني بعد مصر، كما وتعد فرنسا من أهم الدول المصدرة للقمح إلى الجزائر، حيث تستورد الجزائر القمح الدولي من فرنسا بما يقارب 2 مليار دولار سنوياً، وما زالت روسا تحاول منافسة فرنسا في تصدير القمح حتى الآن.

ارتفعت أسعار القمح في الجزائر في الشهريين الماضيين من هذا العام 2023، بعد أن قررت الجزائر طرح مناقصات جديدة في الأسواق الأوروبية لاستيراد القمح الدولي، كما يعود السبب في تكبير حجم المستوردات من القمح إلى الحاجة لتلبية رغبات المستهلكين في الأسواق من القمح، أي من أجل إشباع هذه الحاجات، وتلبيةً لتخفيض حجم الطلب المرتفع على القمح في السوق، وقد أطلقت الجزائر ثلاث مناقصات لشراء القمح الدولي.

تستورد الجزائر القمح الدولي بشكل كبير من فرنسا، فقد صرحت الجزائر في وقتٍ سابق، أنّ القمح المستورد من فرنسا يطابق المعايير والمواصفات التي وضعها الديوان الجزائري لشروط استيرادات القمح، وتخطط الجزائر حالياً إعادة طرح مناقصات في السوق لتكبير حجم الاستيراد في الشهر المقبل ” نيسان “، كما وقد قررت الجزائر في الآونة الأخيرة شراء 50 ألف طن من القمح الدولي، مما أدى إلى زيادة أسعار القمح في الأسواق، حيث يبلغ سعر القمح اليوم في السوق 300$ دولار للطن الواحد. كما وقد صرحت وزارة الزراعة الأمريكية أن حجم استهلاك الجزائر للقمح يفوق استهلاكيات الدول الأخرى منه، فقد قُدر حجم الاستهلاك ما بين 10 مليون طن و11 مليون طن في العام الحالي 2023، كذلك صرح الرئيس الجزائري الأسبوع الماضي الاثنين الواقع في 1 آذار على شاشة التلفزيون، أنّ الجزائر قادرة على تسديد التزاماتها تجاه الدول الأخرى، على الرغم من أن بلاده ليست في حالة مالية واقتصادية جيدة، كما وقد أوضح أن الاحتياطي النقدي الأجنبي قد انخفض هذا العام 2023، حيث يبلغ حالياً حوالي 42 مليار دولار.

 من المتوقع أن يزيد الإنتاج العالمي لمحاصيل القمح، وذلك تلبيةً للزيادة المتوقعة من حاجات الاستهلاك العالمي بشكل عام للحبوب في العام الحالي 2023، وبشكل خاص استهلاك الجزائر، كما من المتوقع أيضاً أن تستمر أسعار هذه المحاصيل الغذائية في الجزائر، بسبب زيادة الطلب عليها بشكل كبير، حيث أن هذا القمح يستخدم في صناعة الخبز والكثير من الأغذية الهامة، فلا يمكن الاستغناء عنه في كافة أنحاء العالم.

وما يزال مؤشر أسعار القمح في الجزائر يتجه نحو التصاعد والارتفاع، ويأتي السؤال، هل ستبقى أسعار المحاصيل الغذائية ترتفع في الجزائر، أم أنها ستنخفض عند توفير حاجات المستهلكين من القمح في البلاد؟