_ الحرائق في تركيا ومدى تأثيرها على الاقتصاد التركي وقطاع السياحة في البلاد _
حيث جاءت توقعات بعض الخبراء أنّ الحرائق في تركيا قد ينتج عنها خسائر تقدّر بملايين الدولارات و ستؤثر على الاقتصاد التركي نتيجة استمرارها في بعض المناطق المتفرّقة التي تعتبر من أهم المناطق السّياحية في تركيا و التي تمتلئ بالزوّار الأوروبيين. و كانت قد بدأت الحرائق في تركيا منذ اليوم 28 من شهر يوليو/تموز الماضي. ذلك بالرّغم من نجاح السّلطات التركيّة في إخماد جزء كبير منها. كما قد أعلن وزير الزراعة والغابات في تركيا “بكير باك ديميرلي” سابقاً عن إطفاء العديد من الحرائق في مواقع متفرقة من ولايات موغلا وأنطاليا وإسبرطة.

تأثير الحرائق في تركيا على قطاع السياحة والاقتصاد

تحدّثت مديريات السّياحة المحلية في تركيا عن تقديرها أعداد المغادرين من السّياح بقرابة 60% حتّى الآن. و خصوصاً من منطقتي “بادروم وألانيا“، اللّتين شهدتا أعلى معدّل بالحرائق. أيضا فقد تحدّث الخبير الاقتصادي التركي “روبار تكين” عم تأثيرات الحرائق الراهنة على القطاع السياحي في تركيا، و قال أنّه كانت السّياحة في السّنوات الطبيعية تقدم حوالي 35 مليار دولار للاقتصاد التركيّ. كما أنّها مصدراً أولاً للعملة الصعبة، و بالأخصّ السّواحل الجنوبية الغربية حيث تشكّل الحصة الأقوى منها بما لا يقلّ عن 15 مليار دولار.

  • وفي العام الماضي بسبب وباء كورونا العالميّ، لم يحقق القطاع السّياحي التركي نصف توقعاته. لذلك كانت الحكومة التركية تأمل بتعويض الفاقد السّابق خلال هذا العام. و لكن هذه الحرائق تعتبر ضربة لا تقلّ بشكل كبير عمّا فعله الفايروس.

اشتعال الغابات في تركيا

كما تواصل السّلطات التركية كامل جهودها لإطفاء حرائق الغابات في ولايتي موغلا وأيدن، غرب البلاد. و ذلك بعدَ السّيطرة على العشرات منها في أنطاليا وولايات أخرى في البلاد. كذلك في ولاية موغلا، تستمر المساعدات برّاً وجواً للسيطرة على خمسة حرائق. وتشارك في أعمال الإخماد، 6 طائرات، و39 مروحية، والعشرات من سيّارات الإطفاء والآليّات المختلفة. ذلك فضلاً عن أكثر من ألف عامل إطفاء.
و في الوقت نفسه تشهد ولاية أيدن المجاورة لولاية موغلا، جهوداً مماثلة لإخماد الحرائق في قضاء “تشينا”. كما تستمر جهود الإطفاء برّاً عبر سيارات الإطفاء والعمال والمتطوعين. ذلك إلى جانب دعم جوّي من قبل الطّائرات والمروحيات. كما أنّه في حين لم تصدر أرقام رسميّة عن خسائر الحرائق بتركيا، يقدّر المحلّل التركي “سمير صالحة” الأضرار بأكثر من 50 مليون دولار. ذلك بعد وصول النيران إلى مناطق سكنية، خاصةً في ولاية بودروم، واحتراق عدّة قرى، وتشريد سكّان تلك المناطق. بعد الخسائر في الممتلكات والمحاصيل الزّراعية والثّروة الحيوانيّة.

هل الحرائق في تركيا مفتعلة؟

إنّه من المعروف أن هذه الفترة الحارّة من كل عام تشهد موسماً للحرائق بشكلٍ اعتياديّ وطبيعيّ، في تركيا ومختلف المناطق الحارّة. لذلك لا يمكن التأكيد بأنّ الحرائق كلّها مفتلعة، ليس قبل صدور نتائج التحقيقات الرّسميّة المختصّة على الأقل. و لكن يوجد بعض المحلّلون الذين ربطوا بين الحرائق في تركيا و الاقتصاد التركي الذي ارتفع بقوّة في الأشهر الماضية، فهناك تراجع في قيمة الدولار مقابل الليرة التركية، و جميع الأرقام إيجابيّة للغاية. لذلك يمكن أن يكون هناك استهداف لهذا التطوّر الإيجابي في الاقتصاد التركي. من بعض القوى الخارجية والداخلية التي تحاول زرع بلبلة في الاقتصاد التركي. كما اعتقدَ البعض أنّه يمكن الرّبط بين هذه الحرائق وبين استهداف الموسم السّياحي التّركي الذي قد شهدَ في الأسابيع الأخيرة تحسّناً وإقبالاً واسعاً من قبل عشرات الآلاف من روسيا والعديد من عواصم الأوروبية والعربية. حيث يبدو أنّ هذا التحسّن في الموسم السّياحي التّركي أغضب البعض أيضا. بالرّغم من ذلك، يمكن أن تكون الحرائق قد اندلعت حقاً بسببِ الأحوال الجوية السّيئة والحرارة العالية، إلا أنّه يوجد احتماليّة كبيرة لوجود افتعال لهذه الحرائق.

لمتابعة أهم الأخبار المتعلّقة بالاقتصاد، ابقوا على اطّلاع مع موقع “تجارتنا نيوز Tijaratuna News ” حيث نقدّم لكم أهم العناوين البارزة.

اقرأ أيضاً: