تستمر التوترات الأمنية في الجنوب السوري في محافظة درعا، إلا أن إعادة افتتاح معبر نصيب بين سوريا والأردن كان الأمر الموعود. وذلك بالرغم من عدم وضوح الرؤية لإمكانية الاستقرار في الأوضاع. حيث افتتحت الأردن يوم الأربعاء 4 أغسطس 2023 الفائت افتتاح معبر نصيب الحدودي مع سوريا.

ترحيب متبادل حيال إعادة افتتاح معبر نصيب الحدودي

رحبت عمّان بإعادة التشغيل الكامل للمعبر أواخر الشهر الفائت، مع سوريا، هذا التصريح بادلته به دمشق. وبالرغم من التأخر الحاصل لافتتاح المعبر لما يزيد عن أسبوع للموعد الرسمي الذي كان مقررا في الأول من أغسطس الجاري.  إلا أن حركة النقل التجارية بدأت ما بين الطرفين.

هذا وعبرت حوالي 40 شاحنة نصفها شاحنات سورية. ومعظم الشاحنات محمّل بالخضار والفاكهة. بينما 20 شاحنة قادمة من دول الخليج إلى الأراضي السورية، وفق تقارير محلية سوريّة.

وقد ألحق إغلاق المعبر الضرر بكلا البلدين سوريا والأردن. في الوقت الذي اعتبر الكثر من التجار والصناعيين في الأردن بأن معبر نصيب هو الرئة الشمالية للأردن.

يظهر أن افتتاح المعبر من قبل حكومة دمشق هو طوق نجاة بالنسبة لها لدوره في المساهمة بتحسين الأحوال الاقتصادية. إذ تدهورت بشكلٍ كبير ضمن الفترة الأخيرة، بالإضافة لرغبتها في التقدم بمجال الصادرات والوصول بها إلى الأسواق الخليجية.

من جانب آخر تعد دمشق هذا التحسن محركاً دورها الاقتصادي في مجال الربط بين دول المنطقة عن طريق المعبر المشترك مع الأردن.  وربما السبب هو فكرة دمشق في إعادة إحياء أواصر العلاقات مع دول المنطقة وإعادة تعويمها من ناحية الاقتصاد مع البلدان الأخرى، مما يعيد التعويم على الصعيد السياسي.

أزمة اقتصادية في البلديين نتيجة الإغلاق السابق

خلق إغلاق المعبر أزمة اقتصادية لكل من سوريا والأردن على مدى السنوات الماضية، نظراً لاعتماد كلا البلدين على الممرات البرية في التبادل التجاري ودخول البضائع. بالإضافة إلى الحركة السياحية والنقل بين البلدين إضافةً لربطه إياهما ببلدان الخليج العربية ودول شرق آسيا وأوروبا.

ويعول القطاع الصناعي الأردني أيضاً على إعادة افتتاح معبر نصيب بشكل كبير لتعويض الأضرار التي تعرض لها. كما أن الخسائر الكبيرة التي تعرض لها بسبب زيادة الكلف وتوقف الصادرات إلى سوريا وعن طريقها إلى بقية دول أوروبا ولبنان.

وعلاوة على ذلك  سينتعش القطاع الزراعي الأردني نتيجة إعادة فتح المعبر.  ويستفيد هذا القطاع بتصدير الخضار والفواكه شتاءً وصيفاً إلى أوروبا بحدود مقاربة لـ  250 ألف طن  (أرقام التصدير الأردنية قبل عام 2011).

وكشف أيمن جوبان مدير المنافذ الحدودية لاتحاد نقل البضائع الدولي بأن الجانب الأردني بعد افتتاح معبر نصيب الحدودي سيستأنف النشاط التجاري المتاح أمام سيارات الشحن فقط.

ولكن أوضاع السيارات الخاصة والمواطنين لم يصدر شيء يخصها حتى اللحظة. 

وصرح أن إعادة العمل بقرار النقل “باك تو باك” سيتم بشكل مؤقت.

في الختام نأمل أن يكون لإعادة افتتاح هذا المعبر أثره الاقتصادي والسياسي البارز على الأوضاع في البلدين الشقيقين. وأن يكون افتتاحية لعودة العلاقات بشكل كامل سائلين المولى عز وجل أن يرفع البلاء عن أراضينا المقدسة.