ما تزال وتيرة ارتفاع أسعار القمح في الجزائر مستمرة حتى هذا الوقت. إذ يذكر أنه تم تسجيل نسب ارتفاع بشكل لافت خلال شهر يناير / كانون الثاني و شهر فبراير / شباط من هذا العام. ولاسيما أن الجزائر تعتمد بالدرجة الأولى على الاستيراد إذ أن حجم مناقصات الاستيراد قد تزايد بشكل ملحوظ في تلك الفترة وذلك هدفاً لتلبية احتياجات السوق المحلية. حيث تعتبر الجزائر من أكبر الدول المستوردة للقمح في العالم. إذ تجدر الإشارة إلى أنها تستورد الكمية التي تلبي احتياجات أسواقها من أكثر من 10 دول ولا سيما فرنسا. إلى جانب كل من ألمانيا وأوكرانيا والولايات المتحدة. إضافةً إلى كندا وروسيا والأرجنتين.

أسعار القمح في الجزائر

وما زالت وتيرة هذا الارتفاع مستمرة في البلاد بالتزامن مع عدة أسباب ولا سيما بعد حادثة اكتشاف جثة حيوانات ميتة في شحنة القمح المستوردة من فرنسا وسنتكلم عنها بعد قليل.

وانطلاقاً من ذلك سجل سعر القمح في السوق الأوروبية ما يقارب 295 دولار أمريكي للطن الواحد مقترباً من سعر 300 دولار. إشارةً إلى أنه قد سجل سعر 292 دولار خلال شهر مارس / آذار الماضي مقارنةً بسعر 279.24 دولار للطن خلال شهر فبراير / شباط. وهذا ما يعكس من استمرار حدوث هذا الارتفاع.

في حين وقد بلغ متوسط سعر الشعير 550 للطن و الفرينة نحو ما  يقارب 400. إضافةً إلى 380 للنخالة.

دوافع متعددة لارتفاع القمح في البلاد

يأتي في مقدمة الأسباب التي تدعي إلى حدوث هذا الارتفاع الملفت للنظر في البلاد . نحو الاعتماد بشكل كبير على الاستيراد من الخارج. إذ تجدر الإشارة إلى أن الجزائر تحتاج نحو ما يقارب 11 مليون طن من القمح في كل سنة لتغطي احتياجاتها وفقاً للتقديرات. بالمقارنة مع نسبة إنتاجها المحلي الذي بالكاد أن يصل إلى 5 ملايين طن منه. وهذا ما يشير إلى استيراد الجزائر نحو ما يقارب 6 أو 7 ملايين طن لتغطية الحاجة. وبناءً على تلك المعطيات المهمة، يحدث الارتفاع نظراً لشح وفقر البلاد للقمح. فضلاً عن أن القمح المستورد يأتي بتكاليف أعلى من المحلي نظراً لأجور الشحن وغيرها.

شحنة القمح الفرنسية

لكن ومن جانب آخر. تجدر الإشارة إلى أن وزير الزراعة الجزائري قد أعلن خلال الأسابيع الماضية أنه تم اكتشاف حيوانين نافقين في شحنة القمح القادمة من فرنسا. حيث أكد أنه قد تم رفض 27 ألف طن من قمح الطحين الفرنسي. وذلك نظراً لاعتبارها غير صالحة للاستهلاك بعد أن تم العثور على جثة اثنين من الحيوانات. وهذا ما قد يؤخر من وصول القمح إلى البلاد وتغطية احتياجات السوق المحلي مما سيقود لظواهر الارتفاع والغلاء.

إلا أنه وبالرغم من ذلك. وبحسب تصريحات الوزير. فإن السلطات الجزائرية قد طالبت بتعويض الشحنة التي سيتم إعادتها إلى فرنسا.

 

اقرأ أيضاً : الشركة السعودية للاستثمار الزراعي: 60 ألف طن من القمح الأسترالي إلى السعودية