يتوقع محللون أن تقود أوروبا العالم في مبيعات السيارات الكهربائية في عام 2023 وللعام الثاني على التوالي. وسط الاندفاع لبناء سلسلة إمداد للبطاريات من الصفر في جميع الدول الأوروبية والتوقف عن الاستيراد الخارجي بحلول عام 2025.

وتسعى دول أوروبية خاصةً ألمانيا وفرنسا بالإضافة للمملكة المتحدة إلى تطويرٍ جادٍّ لبطاريات الليثيوم للحدّ من الهيمنة الآسيويّة لكوريا الجنوبية في تصنيع البطاريات للسيارات الكهربائية عبر شركات مثل “أل جي لحلول الطاقة” و”أمبيريكس للتكنولوجيا” من جهة وإيقاف الاعتماد على تكنولوجيا شركة “تسلا” من جهةٍ أخرى في صناعة البطاريات.

ضرورة جديّة للانتقال للطاقة النظيفة

تضاعفت مبيعات السيارات الكهربائية من كلا الطرازين في أوروبا العام الماضي إلى حوالي 1.3 مليون وحدة. متصدرةً على الصين لأول مرة ومتجاوزةً منافستها الأمريكيّة “تسلا”. إلا أنّ صناعة السيارات المحلية الكهربائية الأوروبية ما زالت تعتمد على شركات تصنيع البطاريات الموجودة خارج المنطقة الأوروبية.

فلأجل تحقيق الهدف الأوروبي الذي يتمثل في الحصول على ما لا يقل عن 30 مليون سيارة عديمة الانبعاثات على الطرق بحلول عام 2030. تطمح دول الاتحاد لبناء مصانع ستغطي أكثر من 90% من الطلب على خلايا البطاريات.

وضمن السعي الاوروبي، أخذت ألمانيا زمام المبادرة. حيثُ خصصت ما يصل إلى 2.6 مليار يورو لأعمال صناعة خلايا الليثيوم. وجذبت شركاتٍ عدة من ضمنهم شركات كوريا الجنوبية و تسلا. وقدمت مجموعة “فولكس فاجن” للحصول على خطة تقدر بنحو 18 مليار دولار لستة مصانع للبطاريات في أوروبا. بدءاً ببناء مصنع في سالزغيتر بألمانيا.

أما في المملكة المتحدة، فتخطط شركة “بريتيش فولت”. التي يشغل فيها جو باكاج. نائب الرئيس الأوروبي السابق لتطوير المنتجات في شركة فورد كمستشار. البدء في بناء مصنع تبلغ تكلفته الإجمالية 2.6 مليار جنيه إسترليني (3.6 مليار دولار) في شمال شرق إنجلترا في وقت لاحق من هذا العام. وسيستخدم الموقع الطاقة الكهرومائية من النرويج . وصرح “باكاج” دون الخوض في التفاصيل. أنّ الشركة الناشئة التي تتخذ من مدينة بليث مقراً لها تجري محادثاتٍ مع صانعي السيارات الكهربائية في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واليابان لأجل عقودٍ طويلة الأمد.

وتتسابق عدة شركات ناشئة كذلك في السويد مثل “بريتيش فولت وفرنسا مثل “أوتوموبيل سيلس” مع “تسلا” الأمريكية المملوكة لإيلون ماسك على تقديم براءات اختراعات جديدة في مجالات الشحن السريع، والبنية الأيونيّة لخلايا الليثيوم. بالإضافة إلى تمديد عمر البطاريات.

الاقتصاد الأوروبي المتحالف الصناعي

ستعتمد الكتلة الأوروبية المكونة من 27 على تحالف البطاريات الأوروبي لتقليل الاعتماد على البطاريات وغيرها من التقنيات المستوردة من الولايات المتحدة أو آسيا. بهدف الوصول إلى الصفقة الخضراء المتمثل في حيادية الكربون بحلول عام 2050.

وأعلن مسؤولو الاتحاد الأوروبي في بداية العام عن خططٍ لخلق ملايين الوظائف الجديدة بزيادة الصناعات الجديدة التي تستهدف توريد بطاريات الليثيوم أيون اللازمة لإنتاج السيارات الكهربائية لكل أنحاء العالم.

وصرحَ ماروس سيفكوفيتش ، نائب رئيس المفوضية الأوروبية المشرف على مبادرة البطاريات. وبعد محادثات حول تحالف أوروبي لتصنيع البطاريات مع وزير الاقتصاد الالمانى “بيتر التماير” ووزير المالية الفرنسى “برونو لو مير” في مقابلة: “نتوقع أن يكون الاتحاد قادراً على خلق صناعة جديدة في أوروبا. وأن ننشئ نظاماً بيئياً جديداً تماماً. والاستثمارات أصبحَت تتدفق بالفعل في سبيل هذان ومُتأكدين أننا سنغطي جميع الاحتياجات الصناعيّة ومستلزمات البطاريات لدينا لمصنعي السيارات الأوروبية بحلول عام 2025”.

وقدّرَ سيفكوفيتش الاستثمارات المخطط لها للأعوام الخمسة المقبلة في صناعة البطاريات بنحو 60 مليار يورو (71 مليار دولار). أي ثلاثة أضعاف ما يتم إنفاقه في الصين. وستغطي هذه المجاميع المذهلة سلسلة التوريد بأكملها للبطاريات الكهربائية في جميع أنحاء العالم من المواد والخلايا إلى التجميع وإعادة التدوير.

وأكدّ أنّ مصانع جيجا المخططة في جميع أنحاء أوروبا ستنتج ما بين 7 ملايين إلى 8 ملايين بطارية سنويًا. وأنّ الاتحاد الأوروبي سيصبح أكبر مورد بطاريات في العالم بعد الصين. وقال لو مير أنّ تحقيق هذا الهدف سيتطلب برامج ضخمة لتدريب عدد كافٍ من العمال حتى يتمكن الاتحاد الأوروبي من اللحاق بصانعي البطاريات المنافسة.

ما هو تحالف البطاريات الأوروبي؟

هو تحالفٌ يضم دول الاتحاد الأوروبي، الذي يُطلق عليه اسم “إيرباص للبطاريات”. تشارك فيه عشرات الشركات بما في ذلك شركات صناعة السيارات ومجموعات الطاقة التي تبني القدرة الإنتاجيّة. بينما تتنافس أيضًا على إنشاء مصادر طاقة من الجيل التالي، وتأمين المواد الأوليّة الازمة لذلك. وهذا يشمل تأمين الإمدادات من المواد الخام الرئيسيّة مثل الليثيوم والنيكل والجرافيت.

كما تتوقع المفوضية الأوروبية من التحالف إنشاء ما يصل إلى 4 ملايين وظيفة جديدة بحلول عام 2025 نتيجة لعشرات التحالفات الصناعية الجديدة في مجال خلايا البطارية.

اقرأ أيضاً : تأخر أمريكا عن الدول المتقدمة بالتبديل للطاقة النظيفة