لقد بلغت فترة حكم الرئيس بايدن 100 يوم حتى الآن. لم يُشهد خلال هذه الأيام أي نقص في مكاسب أغنياء أمريكا. فبالرغم من قراره القاضي برفع نسبة الضريبة على الأغنياء. إلّا أنَ هذا القرار أدى إلى ازدياد مكاسب 100 شخص من أكبر أغنياء أمريكا بمقدار 195 مليار دولار منذ تولي الرئيس بايدن منصبه.

إنَّ السبب في زيادة مكاسب الأغنياء هو الازدياد الحاصل في سوق الأسهم منذ تأدية بايدن اليمين في 20 كانون الثاني. بالإضافة إلى تشريع برنامج للتطعيم ضد الفيروس وحزمة تحفيز حكومية تبلغ 1.9 تريليون دولار. حيث ازداد في غضون هذه المدة ارتفع مؤشرا “ستاندرد آند بورز 500”  و “داو جونز” بأعلى من 10%.

عبّر مايك سافاغ. وهو أستاذ علم الاجتماع في كلية لندن للاقتصاد، عن رأيه قائلاً: “إنّ محاولات بايدن لإعادة تعافي الاقتصاد يمكن أن تعزّز دخل وثروة الأغنياء”.

كما أضاف سافاغ: “رأينا تلك المفارقة منذ الأزمة المالية العالمية في 2008. التي تلاها تطبيق سياسات تيسير كمّي استفاد منها على الأغلب أصحاب الأصول التي تضخمت قيمتها بشكل كبير”.

 

 العوامل التي أدّت إلى ازدياد مكاسب أغنياء أمريكا

لقد كانت الشركات العالمية أمثال: “أمازون” و”فيسبوك” و”غوغل” التابعة لشركة “ألفابيت” من الأسباب المؤثرة في حدوث تلك المكاسب. يعزى السبب إلى زيادة التعامل معها وزيارة موقعها الإلكتروني من المنزل لأنّها الحل الوحيد الباقي للتسوق وشراء الحاجيات. في غضون السياسات المتخذة للحد من انتشار فيروس كورونا.

إنَّ هذه الزيادة في مكاسب أغنياء أمريكا كانت من نصيب قلّة من المليارديرات. فمنذ يوم الانتخابات إلى هذه اللحظة زادت مكاسب أغنى 10 أشخاص في أمريكا بحوالي 255 مليار دولار. ليصبح مجمل مكاسبهم 1.2 تريليون دولار.
ومن بين هؤلاء أغنى رجل في العالم وهو مؤسس شركة أمازون “جيف بيزوس”. فقد ازدادت ثروته تبعاً لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات بمقدار 11.7 مليار دولار !. فضلاً عن المكاسب البالغة 120 مليار دولار التي أضافها إلى ثروته في مدة رئاسة الرئيس السابق ترامب.

لا ننسى من قائمة أغنياء أمريكا مؤسس موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك “مارك زوكربيرغ”. الذي ازدادت إيراداته بمقدار 8.1 مليار دولار خلال يوم واحد فقط.

 

معدلات الضرائب الجديدة

اقترح الرئيس بايدن في أول خطاب له أمام الكونغرس يوم الأربعاء الماضي رفع معدل الضريبة على مكاسب أغنياء أمريكا. بغية دعم الطبقات المتوسطة والدنيا في المجتمع تحت مسمى “خطة العائلات الأمريكية” من خلال إجراء مشروعات بنية تحتية وإنفاق اجتماعي وبرامج تحفيزية.

تنص الخطة المذكورة على مجموعة من التغيرات الضريبية. نذكر منها:

  • زيادة ضريبة الدخل الشخصي إلى 39.6% لأعلى 1% من أصحاب الدخول المرتفعة مقارنة بالضريبة الحالية التي تعادل 37%.
  • كما سيرتفع معدَّل الضريبة على مكاسب رأس المال إلى نفس المستوى لمن تتجاوز أرباحهم مليون دولار.
  • وسداد أغنى 1% من الأمريكيين في الوقت الحالي نحو 40% من مجموع ضرائب الدخل الفيدرالية,  ولا تشمل النسبة ضرائب الدخل.

كما أردفت “إيريكا باين”.  وهي مؤسسة جمعية المليونيرات الوطنيين التي تشمل شعبة من ذوي المكاسب الضخمة:

“عندما تسأل الشعب الأمريكي عما يريده ستجدهم يريدون من الشركات وأصحاب الملايين والمليارديرات أن يدفعوا ضرائب أعلى”.

وأكملت باين: “سياسياً، يُعتبر قراراً صحيحاً، واقتصادياً هو ما يجب فعله، وأخلاقياً لا يحتاج إلى تفكير”.

من مقالاتنا: شركات التدقيق الـ 4 الكبرى عالقة بين الولايات المتحدة والصين