حدّثت محطات توزيع الوقود في السودان سعر الوقود، حيثُ نفذّت زيادة بنسبة 20% على أغلب المنتجات، صباح يوم الجمعة الماضي، حيثُ تم رفع سعر الغالون الواحد من البنزين من 571 جنيها إلى 675 جنيها، وبالمقبل أيضاً تم رفع أسعار المحروقات الاخرى المتنوعة بنسبٍ مختلفة.

وعلى الرغم من عدم صدور أيّ بيان رسمي وصريح، بتلك الزيادة إلّا أن عدداً كبيراً من المستهلكين قد أكدوا تعبئة سياراتهم بالأسعار الجديدة.

وقال أحد سائقي التاكسي، “إنّه قد انصدم بهذه الزيادة الكبيرة، وأشار إلى أنها ستؤدي إلى انفلاتٍ جديد في أسعار معظم السلع الاساسية”.

وكان السودان قد بدأ قبل نحو الـ شهرين في تحرير أسعار المحروقات المختلفة وعدد كبير من السلع الأساسية، ممّا زاد كثيراً في أسعار المحروقات بنسبة تصل إلى 500%، الأمر الذي أدّى إلى ارتفاع كبير جداً في معدلات التضخم بنسبة تصل إلى 330 في المئة.

حزمة السياسات الجديدة

ومن ضمن حزمة من السياسات الجديدة، قد أعلن السودان نهايةَ الشهر الماضي توحيد وتحرير صرف الجنيه السوداني لوقف المزيد من الانفلات في أسعار الصرف، بعد أن فاق سعر الدولار الواحد 400 جنيها في السوق السوداء خلال الفترة الأخيرة.

وحدد بنك السودان 375 جنيها سعرا تأشيريا، مقارنة مع 55 جنيها السعر الرسمي، أي بزيادة 700 في المئة.

ويعاني الاقتصاد السوداني من تشوهات واختلالات كبيرة بسبب العقوبات التي فرضت على البلاد منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي عقابا على تصرفات نظام الإنقاذ الذي اطاحت به ثورة شعبية في أبريل 2019.

كما يعاني السودان من ضعف كبير في الإنتاج وانتشار كثيف للفساد بالإضافة إلى ارتفاع الديون الخارجية المستحقة والتي تتراوح تقديراتها التقريبيّة بين 64 إلى 70 مليار دولار أمريكي.

لماذا تم رفع سعر الوقود ؟

حسب تصريح وزير النفط السوداني المهندس “جادين علي عبييد”، أنّ هذه الزيادة الجديدة في أسعار الوقود هي بهدف المحاولة لتقليل الفجوة الشاسعة بين سعر التكلفة وسعر البيع في المحطات.

وأكملَ عبيد في تصريحه “لا يزال سعر البيع حتى بعد الزيادة الجديدة أقل من سعر التكلفة”.

كما أشار إلى أن هذا إهدار لموارد كان يمكن توظيفها لتحسين معيشة الشعب بصورة مباشرة خاصة أصحاب الدخل المحدود.

وتابع: “هدف هذه المعالجات الطفيفة التي تتم في أسعار المحروقات هو تحسين الأوضاع المعيشية”.

واعتبر أن القرار يسهم في إيقاف هدر الموارد في دعم سلعة استهلاكية غير إنتاجية كالبنزين، ويمكن توظيف تلك الموارد في الإنتاج، لعلاج الوضع الاقتصادي المتدهور.

وكانت إدارة البترول بوزارة الطاقة والنفط في السودان قد خاطبت شركات ومحطات الوقود الخميس الماضي، بزيادة غير معلنة في أسعار “البنزين والجازولين” بمحطات الوقود.

ووفقاً للخطاب الصادر عن مدير عام الشؤون المالية،فقد تم تغيير سعر لتر البنزين ليصبح 150 جنيها، بينما تم تغيير سعر لتر الجازولين إلى 125 جنيها.

ووجه الخطاب أيضاً أصحاب الطلمبات والشركات بجرد الوقود بالمستودعات لتنفيذ الأسعار الجديدة.