أعلنت شركة ميرك الأمريكية يوم السبت 2 أكتوبر عن نجاح التجارب السريرية لما سيكون أول دواء لفيروس كورونا في العالم. حيث أكدت الشركة استعدادها لإطلاق عقار “مولنوبيرافير” فور الحصول على إذنٍ طارئ من الأنطمة الطبية الأمريكية أهمها منظمة الدواء الأمريكية، ووزارة الصحة الأمريكية. فما هو هذا الدواء؟ وهل سينهي مشكلة وباء فيروس كوفيد-19 بشكلٍ مطلق؟.

أول دواء لفيروس كورونا في العالم!

أعلنت شركة الأدوية الأمريكية Merck عن استعدادها لطلب الموافقة على ما سيكون أول دواء مضاد فيروس كورونا أو Covid-19. حيث أكدت الشركة أن العقار، المسمى “مولنوبيرافير”، يقلل من خطر دخول المستشفى أو الوفاة بسبب الكوفيد-19 بنسبة 50% ، كما وأنه يفيد مرضى كوفيد -19 الذين يعانون من أعراض خفيفة ومتوسطة.

ثم وبعد النتائج الإيجابية السابقة لتجاربها السريرية، تخطط الآن شركة Merck لتقديم البيانات للمراجعة والحصول على تصريح طارئ من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في أقرب وقت ممكن. حيث تأمل الشركة، وفقًا لبيانٍ صحفيٍ لها أن يتم إيقاف التجربة السريرية مبكرًا لتقديم طلب موافقة من الجهات التنظيمية للحصول على إذن طارئ في أقرب وقت ممكن لاستخدام الدواء بسبب النتائج الإيجابية. ووضع خطط للبدء بإنتاج الدواء مع الشركة الشريكة “ريدجباك بايوثيربوتيكس”.

يأتي طلب شركة ميرك للأدوية عقب الأرقام المرعبة التي وصلت إليها وفيات جائحة كورونا حول العالم. حيث حصد الفيروس أرواح أكثر من 700 ألف مواطن من الولايات المتحدة الأمريكية فقط على مدار سنتين. بينما ورغم عدة دقة الإحصاءات، فإنّها تشير إلى أكثر من 15 مليون حالة وفاة حول العالم.

نتائج إيجابية لأول دواء لفيروس كورونا

سيقوم الدواء أو العقار الجديد “مولنوبيرافير”، وفقًا لما أعلنته شركة الأدوية العملاقة ميرك، في تجربة عياديّة دوليّة، فرصة تقليل خطر دخول المستشفى والوفاة بنحو النصف بين الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمرض خفيف أو معتدل. حيث يقوم عقار “Molnupiravir” بدوره كمضاد للفيروسات بمنع فيروس Covid-19 من التكاثر في النظام الحيوي. ووفقًا للتجارب، فقد وجد أيضًا أنه يمنع زيادة الحمل الفيروسي ويوقف العدوى في النهاية.

أما تناول العقار، فيتم استهلاكه على أربع كبسولات مرتين يوميًا لمدة خمسة أيام، في المنزل، بعد وصفةٍ طبية عادية إذا تم التشخيص بفيروس كوفيد-19. هذا يجعل عقار “مولنوبيرافير” أكثر عملية بكثير من العلاج الآخر المتاح حاليًا لفيروس الكوفيد الذي هو عبارة عن أجسام مضادة أحادية النسيلة – التي تصنعها شركتي Regeneron و GlaxoSmithKline.

حيث يتطلب الأخير إعطاء الحقن في الوريد في المستشفيات أو الإعدادات السريرية ناهيك عن تكلفته المرتفعة البالغة 1250 دولارًا وعدم إمكانية توفره في الدول خاصًة الفقيرة. بينما عقار “Molnupiravir” بالجهة المعاكسة  أرخص بكثير. لكنه مازال يكلف حوالي 700 دولار لكل دورة.

كذلك، إلى جانب العملية بالتناول والسعر المنخفض إلى النصف تقريبًا. فإنّ العقار الجديد من شركة ميرك هو أكثر فعالية حتى. حيث نقل تقريرٌ عن صحيفة واشنطن بوست أنّ كوكتيلات الجسم المضاد بدواء فيروس كورونا الجديد قد حققت معدل نجاح بنسبة 70٪ إلى 85٪ في الحد من الاستشفاء والوفاة.

المراحل القادمة لأول دواء لفيروس كورونا

صرح أنتوني فوسي، مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، يوم الجمعة في مؤتمرٍ صحفي بشأن نتائج دواء فيروس كورونا بأنها “أخبار جيدة جدًا”. حيث قال فوسي أن النتائج كانت جيدة بشكلٍ صادم. وخصوصًا من نتيجة واحدة للدواء، وهي أنه لم تكن هناك وفيات بين الأشخاص الذين تلقوا الدواء في التجربة، بينما كانت هناك ثماني حالات وفاة بين الأشخاص الذين تلقوا حبوب الدواء الوهمي(البلاسيبو).

حاليًا، سيقوم المنظمون الأمريكيون بتقييم الفوائد والمخاطر المحتملة للدواء بالتفصيل قبل أن يقرروا ما إذا كان آمنًا وفعالًا للاستخدام في الولايات المتحدة والعالم. لكن بلا شك، فإنّ تطوير حبة لمكافحة الفيروس التاجي سيمثل لحظة مهمة للبشرية. وقد يكون لها تأثير أكبر على المناطق التي يكون توافر اللقاح فيها منخفضًا. وتكون علاجات الأجسام المضادة أحادية النسيلة غير عملية أو غير متوفرة.

حاليًا، قامت شركة ميرك بترخيص عقارها لخمس شركات هندية بالفعل لتصنيع الأدوية لتسريع توافره في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. والتي كان لدى العديد منها وصول محدود إلى اللقاحات. كما وبدأت شركة ميرك بالفعل بدورها في إنتاج الحبوب. على أساس أن تؤخذ الكبسولات التي شكلها بنية وصغيرة مرتين في اليوم لمدة خمسة أيام. بينما وتتوقع الشركة أنها ستجري 10 ملايين دورة علاجية بحلول نهاية العام.

أرباح بمليارات الدولارات لشركة ميرك عند إنتاج الدواء

ستقوم شركة ميرك الأمريكية باستخدام ما يسمى”نهج التسعير المتدرج”. وذلك لأجل تسعير الدواء ليعكس قدرة البلدان على دفع ثمن العقار. كما وقالت الشركة إن لديها اتفاقيات بالفعل مع عدد من الحكومات. أولها فعليًا أتى في يونيو، قبل أشهر من انتهاء تجربتها. والذي وقعت فيه شركة Merck اتفاقية مع حكومة الولايات المتحدة لتوفير 1.7 مليون دورة علاجية بسعر حوالي 700 دولار لكل منها، بإجمالي 1.2 مليار دولار.

لدى الشركة عدة اتفاقات أخرى مع الحكومات حول العالم, وعلى الرغم من أنها لم تكشف عن تفاصيل بشأن تلك الاتفاقيات، إلا أنها قالت إنها ستسعر العقار في بلدان مختلفة وفقًا لمستويات دخلها. حيث تخطط شركة الأدوية أيضًا لترخيص العقار لبعض المصنعين الهنود لإنتاج نسخة عامة من الدواء لأسواق الدخل المنخفض.

في الوقت الحالي، تتوقع الشركة إنتاج 10 ملايين دورة من العقار قبل نهاية عام 2023 وحده. مما سيحقق عائدات تصل إلى 7 مليارات دولار. والذي سيجعل العقار، في غضون أسابيع قليلة، واحدًا من أكثر 10 عقاقير ربحًا على الإطلاق. خصوصًا مع وجود ما يقرب من 500000 حالة إصابة جديدة بـفيروس Covid-19 في العالم كل أسبوع.

من المتوقع أن تدخل شركات أخرى قريبًا المنافسة كذلك. حيث تعمل شركة Pfizer صاحبة أفضل نتائج لقاحات أيضًا على تطوير دواء مضاد للفيروسات عن طريق الفم. وأعلنت هذا الأسبوع أنها بدأت بالفعل التجارب العيادية لاختبار قدرة الدواء على منع المرض لدى الأشخاص المعرضين لفيروس كورونا. كما وتعمل شركة Atea Pharmaceuticals أيضًا على مضاد للفيروسات عن طريق الفم مع شركة Roche الصيدلانية العملاقة.

اقرأ أيضًا:

مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية لعام 2023

فعاليات جناح الإمارات المتنوعة تبهر الزوار في أول يومين بإكسبو دبي 2023!

طوابير الفيول والبنزين في بريطانيا حقيقية!- ما هي أسباب أزمة نقص الوقود ببريطانيا؟