هل تنخفض أسعار الألبان والأجبان في سوريا بعد قرار السماح باستيراد العلف؟، أكّد المدير العام للمؤسسة العامّة للأعلاف “عبد الكريم شباط” أن قرار الحكومة القاضي بموافقة اللجنة الاقتصادية على السماح باستيراد مادة كسبة بذور القطن العلفية أمرٌ هام وضروريّ لتأمين متطلبات الثروة الحيوانيّة وتوفير الكسبة لمربيّ الأبقار وذلك بهدف تحسين وتطوير إنتاجيتها ولتعويض النقص الحاصل في هذه المادة بالأسواق المحليّة.

أهمية مادة الكسبة لمشتقات الحليب

حيثُ بيّن شباط، “أنّ مادة كسبة بذور القطن لقطيع الثروة الحيوانية أساسية لأن المادة مفيدة وغنية بالبروتين بنسبة 40%. تقريبا وهي نافعةٌ جداً ويحتاجها قطاع الثروة الحيوانية وتستخدم في المعامل لتصنيع المادة العلفية وخاصة للأبقار”.

كما أشار شباط، إلى أنّ المؤسسة العامّة للأعلاف تعاني من نقصٍ كبير في تأمينِ هذه المادة الأساسيّة. حيثُ تفوق حاجة القطيع من مادة الكسبة التي يتم إنتاجها لدينا من كميّة بذور القطن المحليّة التي تقارب الـ 150 ألف طن والكميّة قابلة للزيادة أو النقصان.

وأضاف، “أنّ كسبة القطن تعتبر من الأغذية الأساسيّة للأبقار كما تحافظ على صحة القطعان. وتساهم أيضاً في زيادة كميات الحليب التي يتمّ إنتاجها من الألبان والأجبان المعروضة من منتجات الثروة الحيوانية الموجودة في الأسواق المحليّة. هذا ما يساهم وينعكس إيجاباً على تخفيض الأسعار في الأسواق.
كما قالَ شباط، أنّ مادة الكسبة كان يتم استيرادها سابقاً. مع العلم أنّه كان لدينا كميات كبيرة ومساحات شاسعة مزروعة بمحصول القطن.

ثبات سعر مشتقات الحليب رغم انخفاض سعر الصرف ؟

حيثُ أشارَ رئيس جمعية صناعة الألبان والأجبان ومشتقاتها “المهندس عبد الرحمن الصعيدي”. إلى البدء بانخفاض أسعار مشتقات الحليب خلال أسبوعين، وهذا نتيجةً للقرار القاضي بالسماح للتجّار المحليّين باستيراد الأعلاف من الخارج. وذلك بعد فترةٍ طويلة من حصر الاستيراد العلفيّ على مستوردين اثنين فقط.

كما علّق رئيس الجمعية على عدم انخفاض أسعار مشتقات الحليب على الرغم من التراجع الكبير لسعر صرف الدولار. أنّ السبب الأول والأهم لعدم انخفاض الأسعار هو التكاليف العالية جداً التي يطلبها الحليب. وبشكلٍ خاصّ أجور النقل والمواصلات بالإضافة إلى أسعار الأعلاف والعبوات المصنوعة من البلاستيك التي يتم تعبئة اللبن بها.

وشدّد أيضاً على الضرورة الملّحة لمراقبة تجار الأعلاف الذين يقومون باستغلال حاجة مربي الحيوانات للأعلاف. ويعملون على رفع أسعار مبيعها بشكلٍ عشوائيّ.

فيما أشار أيضاً، إلى أنّه خلال العام الحالي 2023 لم يكن لدينا عدد من المراعِ المجانية بالشكل الكافي. كما جرت العادة خلال السنوات الماضية، حيثُ تقوم المراعي المجانية بالمساهمة بشكلٍ كبيرة بتخفيض التكاليف الإنتاجيّة للأعلاف عن المربين بنسبة تفوق الـ25%.

أسعار الألبان والأجبان في الأسواق السورية

حيثُ لفت الصعيدي، إلى أنّ مادة الحليب مادة من المستحيل احتكارها، وهذا يعود إلى عمرها الّذي لا يتعدّى بضع ساعات فقط، كما يعد الحليب من أرخص المنتجات في الأسواق المحليّة أثناء الوقت الحالي مقارنةً بأسعار المواد الأخرى الّتي يتم إنتاجها محلّياً، واعتبر الصعيدي أيضاً أنّ سعر كيلو اللبن واصلاً إلى المستهلك اليوم حوالي الـ1,500 ليرة سوريّة يعتبر سعراً منطقياً ومعقولاً.

فيما قالَ الصعيدي في وقتٍ سابق: إن أسعار الألبان والأجبان وباقي مشتقات الحليب قد أصبحت حالياً تفوق قدرات المواطن العادي بأضعاف. ولفتَ إلى أن اهمّ أسباب ارتفاع أسعار مشتقات الحليب إلى ارتفاع أسعار العلف، بالإضافة إلى تزايد الطلب من المعامل الخاصّة والمنشآت الحكوميّة على الحليب المحليّ، واستمرار تصدير مشتقاته إلى الخارج.

هل تصدير الحليب يؤثر على أسعار مشتقاته ؟

نفى “فايز قسومة” رئيس اللجنة العامّة للاستيراد والتصدير في غرفة التجارة السورية. في وقتٍ سابق تأثير تصدير الحليب ومشتاقته على أسعارها في السوق. وكما وضّح قسومة، “أن ما يتم تصديره في الوقت الحاليّ يعتبر كمية قليلة جداً لا تتجاوز الـ3% من حجم الإنتاج الإجماليّ. ويتم التصدير خارجياُ فقط إلى دولتين هما لبنان والعراق.

كما أشار قسومة، إلى أن أسعار الألبان والأجبان في سوريا يتم التحكم بها من قبل سعر الحليب نفسه بالإضافة إلى حوامل الطاقة. وبيّن أن أصحاب المعامل الخاصّة للألبان والأجبان يقومون بشراء المازوت والغاز وباقي المشتقات النفطيّة بالأسعار الحرّة. وبما أنّ الحليب المصنوع محلياً لا يغطي الحاجة العامّة للأسواق السورية يتم اللجوء إلى استيراد الحليب المجفف.

– اقرأ أيضاً : انخفاض سعر الدولار في سوريا إلى 2700 ليرة في أواخر رمضان