تخطط الشركات التايوانيّة العملاقة المصنعة لتكنولوجيا أشباه الموصلات، والتي تعدّ حجر الأساس للتكنولوجية الحديثة، لاستثمار 3 تريليونات دولار تايواني أو ما يعادل 107 مليار دولار في قطاع أشباه الموصلات في الخمس سنوات القادمة.

وتشمل هذه الخطط الشركات العملاقة الموردة للرقائق الإلكترونيّة لكافة الشركات المصنعة للتكنولوجيا الحاسوبيّة حول العالم. وتتمثل الخطط الاستثماريّة بالشركتين التايوانيتين العملاقتين TSMC و Powerchip Semiconductor Manufacturing Corp.

النقص العالمي لأشباه الموصلات وغلاء الرقائق الإلكترونيّة

لقد ضربَ النقص العالمي في الرقائق صناعة السيارات والصناعات الأخرى كافةً. حيثُ منذُ بدايّة الجائحة ارتفع الطلب عالمياً على الرقائق الإلكترونيّة، ثمَ برزَت القدرات التعدينيّة للعملات الرقمية. والتي سببت أزمةً عالميّة كذلك للدول من ناحيّة استهلاك الكهرباء، وعدم توفر المعالجات للاستخدامات الأخرى. مما أدى إلى عدم تكافؤ في إنتاج التكنولوجيا الرقمية المعتمدة على الرقائق الإلكترونيّة. والذي أثرّ على عمليّة تصنيع منتجات مثل الهواتف الذكية وأجهزة الألعاب والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، ناهيكَ عن ارتفاع أسعارها.

حيثُ فسّرَت الشركات المصنعة التي تعتمد على الواردات الآسيويّة من أشباه الموصلات مثل “إنتل”، و”إنفيديا عدم كفاية القدرة الإنتاجيّة، بأنّ تصنيع المعالجات وكروت الشاشة والحواسيب المصغرة عمليات في غايّة الدقة، نسبة نجاح إنتاجها ليسَت أكيدةً في كل المرات. علماً أنّ “إنتل” الأمريكية كشفَت النقاب عن خطط الأسبوع الماضي. والتي تتضمن إنفاق 20 مليار دولار لبناء مصنعين جديدين في ولاية أريزونا كجزء من خطة لتعزيز الإنتاج في الداخل وفي أوروبا.

لذلك، ردَت الشركات التايوانيّة بالتصريح عن استثمارات جديدة لتوريد المزيد من مسابك الرقائق عاليّة التقنية التايوانيّة. وقد تواصلت مؤخراً شركات تصنيع السيارات الأوروبيّة والأمريكيّة مع شركة “تايبيه” للمساعدة في سدّ النقص، وإعادة خطوط الإنتاج إلى مستوياتها.

كما صرحَ كونج مينج هسين، عضو مجلس إدارة شركة Taiwan Semiconductor Manufacturing Co Ltd -TSMC التايوانيّة الرائدة الأولى عالمياً في تصنيع أشباه الموصلات وأحد أكبر مساهميها، أنّ الشركة ستوجد فرص أعمال هائلة بغضون خمس سنوات نتيجة الخطط الاستثماريّة لتوسيع الإنتاج لأشباه الموصلات.

وتهدف الشركة الموردة الأول في العالم لأشباه الموصلات إلى مواكبة التحول العالمي للاقتصاد الرقمي وتحقيق الاكتفاء للشركات المصنعة. بينما لم تصرح TSMC عن مكان بناء المسابك الجديدة. ولم تحدد آليّة التوزيع الجديدة، بل اكتفَت الشركة بالتصريح أن صناعة السيارات لها أولوية قصوى حالياً. حيثُ أن مصانعها تعمل بالفعل بكامل طاقتها لتلبيّة الطلبات.

التحديات التي تواجه خطط الشركات لرفع القدرة الإنتاجيّة

أكدّ وزير حكومة تايوان أنّ صناعة أشباع الموصلات تحمل صعوبات، ولكن المنافسين قلائل خلال هذا العقد. حيثُ يتوقع أنّ الصناعة الرئيسيّة في البلاد ستستمر في النمو بالسنوات القادمة دونَ أي مخاوف بشأن زيادة العرض. ويوافقه المدير كونغ في استمرار الطلب المتزايد، معللأ ذلك ببروز تقنيات مثل شبكات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والمركبات الكهربائية في السنوات الأخيرة.

كما أنّه في العام الماضي كذلك، قالت TSMC إنّها تخطط لإنفاق 12 مليار دولار على مسبك متطور لأشباه الموصلات في ولاية أريزونا، ثاني مواقع تصنيعها في الولايات المتحدة.

إلا أنّ كونغ صرحَ مؤسفاً كذلك أنّ خطط الاستثمار الضخمة يمكن أن يكون لها جانب سلبي كذلك. حيثُ لن يشهد العقد المقبل أو حتى لفترة أطول أي فائض في المعروض من أشباه الموصلات.

كما أنّ صناعة أشباه الموصلات هي صناعة كثيفة الاستخدام للمياه. في حين أنّ تايوان تشهد حالياً أسوأ موجة جفاف منذ أكثر من نصف قرن. حيث لم تصل أعاصير إلى اليابسة في تايوان العام الماضي لأول مرة منذ 56 عامًا، مما ترك بعض الخزانات عند أدنى مستوياتها منذ سنوات.

لكن كونغ قال كذلك أنّ التأثير على شركات الرقائق كان محدوداً في الوقت الحالي، مشيراً إلى كمية المياه التي يمكنهم إعادة تدويرها وموقع مصانعهم الرئيسية في مدينة هسينشو في شمال تايوان وجنوب الجزيرة. كما أكدَّت تايوان رسمياً إنها ستحاول زيادة إنتاج الرقائق رغم الجفاف لتلبيّة الطلب.

 

اقرأ أيضاً: