مازالت الأوضاع الاقتصادية في لبنان تتجه نحوَ الأسوأ مروراً بانفجار مرفأ بيروت في أغسطس من العام الماضي 2023 وصولاً إلى ارتفاع سعر ربطة الخبز، وبسبب أزمة المديونية التي لطالما عانى منها والتي من شأنها زيادة الوضع السياسي سوءاً بالإضافة إلى جائحة فيروس كورونا اقترب الاقتصاد اللبناني من حافة الانهيار كما تراكمت عليه الديون التي لم يستطع تسديدها بعد والتي وصلت إلى حوالي 150 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي وبالتالي أضحى لبنان من أكثر الدول مديونيةً في العالم.
سعر صرف الدولار
تراجع سعر صرف الدولار مقابل الليرة البنانية بشكل يُمكن ملاحظته, حيثُ تراوح سعر صرف الدولار في السوق السوداء اليوم بين القيمتين 12998 و 13150 ليرة لبنانية لكل دولار أمريكي, في حين ثبّتت نقابة الصرافين في لبنان تسعير سعر صرف الدولار بهامش متحرك بين سعر 3850 ليرة لبنانية للشراء و 3900 ليرة للبيع كحد أقصى.
تردّي الوضع الاقتصادي
لم يكن الكفاح للعيش أصعب من هذا فقد خرجت الأمور في لبنان عن طائلة التّحكم بها في عدة مجالات منها: الوضع الصحي، والوضع السياسي، الوضع الاجتماعي، الأمن، والاقتصاد. كما أدّى تفشي وباء كورونا الذي لعب دوراً أساسياً في تراجع الوضع الاقتصادي إلى اتخاذ قرار الحجر وإيقاف العمل مؤقتاً للحد من انتشاره وإعطاء المستشفيات فرصة لاستيعاب وشفاء مرضاها الحاليين الذين يشغلون 90 بالمئة منها.
شكل الحياة في لبنان
عاش اللبنانيون في ظل معاناة دائمة مختلفة الأشكال متمثلةً في: فقدانهم وظائفهم وانتشار البطالة،بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المحروقات حيث ُ بلغ سعر صفيحة (20 لتر من كل صنف) البنزين 95 أوكتان 500 ليرة، والديزل أويل 200 ليرة، فيما بلغ سعر قارورة الغاز صباحاً 24300 ليرة، أي بزيادة بلغت 300 ليرة، أما بالنسبة للغذاء اليومي الأساسي الا وهو الخبز ارتفع ليزداد سعره بقيمة 500 ويصبح ثمنه بالمجمل 2000 ليرة لبنانية.
سبب غلاء الرغيف
سألت نقابة عمال المخابز في بيروت وجبل لبنان في بيان:”لماذا رُفع سعر ربطة الخبز من دون أي وجه حق في ظل الأزمة الراهنة من الوباء والغلاء والاحتكار وفلتان الأسعار والوضع المزري الذي نعيشه؟, “يُعزى السبب الرئيسي إلى انخفاض قيمة الليرة اللبنانية بالنسبة إلى الدولار، حيثُ أنّها فقدت ما يقارب 80 بالمئة من قيمتها، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع سعر المواد الغذائية الأساسية في لبنان, في المقابل لم ترتفع معها رواتب الموظفين اللبنانيين أي أنّهم فقدوا قيمة رواتبهم مما أدى إلى تراجع القدرة الشرائية لهم وعدم تحملهم القدرة على دفع قيمة مستلزماتهم الاعتيادية السابقة، إنّ أكثر من يستغل هذه الأوضاع المتردية في لبنان جملة من تجار السوق السوداء الذين يتعاملون بالدولار الأمريكيّ.
إنَّ قرار رفع سعر ربطة الخبز جاء بالتوافق بين وزير الاقتصاد راوول نعمة وعلي ابراهيم نقيب أصحاب الأفران والمخابز في لبنان، وبالرغم من سوداويته كان قراراً عادلاً بالنسبة لأصحاب الأفران لأنهم كانوا يبيعون الخبز بالسعر القديم قبل ارتفاع الدولار مما حمّل عليهم خسائرَ فادحة.
في نفس زمن وقوع هذه الأحداث عانت العاصمة بيروت من انقطاعٍ طويلٍ للكهرباء صبحاً ومساءً بسبب عد وجود الوقود الكافي لتشغيل معامل الطاقة الكهربائية، يُعزى السبب إلى تأخّر تأمين الاعتمادات المالية البحرية، الأمر الذي باتَ مستحيلاً بالنسبة إلى المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان (كمال الحايك)، من جهةٍ أُخرى كانَ إعلان الوزير غجر محفوفاً بالأمل في مؤتمر صحفي من مجلس النواب قائلاً فيه:”أنّ ثلاث بواخر محملة بالفيول (زيت الوقود) ستصل الى لبنان الأسبوع المقبل, مما يعني تحسناً تدريجياً في مستوى التغذية بالتيار”.