بعدَ الهجماتِ الصاروخيّة الحوثيّة المتكررة على الأراضي السعودية, أعربَت الرياض عن غضبها و استنكارها للاستهداف المستمر لمنشآتٍ سعوديةٍ عدّة واصفةً إياها بالأعمال الإرهابية و التخريبية, موضحةً أنَّ الاعتداء على المملكة سوف يؤدي إلى تأزمٍ في الاقتصاد العالمي, كما أكّدَت الرياض هدفها بالوصول إلى حلٍ سياسي شامل, والدعم الجاد والعملي للسلام في اليمن, والجهود السياسية الجادة كمشاركتها في مشاورات مثل “بييل وجنيف والكويت وستوكهولم” وسطَ تأييدٍ دولي لوقف الصراع.

موقف المملكة ومساعيها لحفاظ أمنها القومي.

في حينِ شنِّ ميليشيا الحوثي عملياتٍ عدّة ضد السعودية منذ فبراير الماضي عبر الطائرات المسيّرة والمقذوفات والصواريخ الباليستيّة بدعمٍ إيراني, قال مجلس الوزراء السعودي, في بيان أثناء اجتماعه برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان: “إنَّ الأعمال الإرهابية والتخريبية التي تكرر ارتكابها الميليشيات ضد المنشآت الحيوية والأعيان المدنية لا تستهدف المملكة وحدها, وإنّما تستهدف, بشكلٍ أوسع, أمن واستقرار إمدادات الطاقة والاقتصاد العالميين”, وأكملَ بأنَّ تلك الأعمال تمثل انتهاكاً للقوانين والأعراف الدولية داعياً دول العالم ومنظماته للوقوف ضدها, والتصدي لجميع الجهات التي تنفذها أو تدعمها.
كما عبر المجلس عن رفض المملكة التام للتدخلات الإيرانيّة في المنطقة, التي تسببت في إطالة أمد الأزمة اليمنية، بدعمها تهريب الصواريخ والأسلحة وتطويرها، وخرق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة و تهديد أمنِ الاقتصاد السعودي الذي ينعكس بشكلٍ سلبيٍ مباشر على أسعار النفط دولياً.

استهداف المنشآت السعودية العمديّ والمواقف الدولية.

أعلنَ الحوثيون باليمن أنهم شنوا هجوماً واسعاً على “العمق السعودي” حيثُ أطلقوا 14 طائرةً مسيرةً و8 صواريخ باليستيّة باتجاه السعودية استهدفت منشآت لـشركة “أرامكو” في راس التنورة وأهدافاً عسكرية في الدمام وعسير وجازان, كما أعلنَت عن استهداف مطار أبها الدولي فى المملكة العربية السعودية بطائرةٍ بدون طيار, وذلك غداة إعلان السعودية عن مبادرةٍ لوقف إطلاق النار, وإعادة إطلاق المحادثات السياسية لحل الأزمة اليمنيّة, وأصدرت الولايات المتحدة تحذيرا للمواطنين الأمريكيين في السعودية من هجمات صاروخية وانفجارات قد يشهدها شرق البلاد, وسط تصعيدٍ حادٍ بين الحوثيين والمملكة, وقالت وزارة الخارجية الأميركية, في أول بيان رسمي لها يخص علاقاتها مع السعودية, عبّرت فيه عن إدانة الولايات المتحدة بشدة الهجوم الأخير الذي استهدف العاصمة ‏السعودية الرياض, كما تكلمت عن جمع معلومات إضافية لما بدا أنه كان محاولة ‏لاستهداف السكان المدنيين, كما كانت قد نشرت الإدارة الأمريكية للرئيس الأمريكي الأسبق “ترامب” صوراً بالقمر الصناعي تُظهِر الأضرارَ الّتي لحقَت بالمنشآتِ النفطيّة السعودية, والذي نسبته إلى إيران وسط إنكارٍ من طرفهم, ونَسبِ الحوثيين مسؤوليّة الهجوم لهم بعدَ ذلك. وأكدت مصر وعدة دولٍ أوروبيّةٍ تضامنها الكامل مع السعودية, ودعمها المُستمر لكافة التدابير الّتي تتخذها المملكة لصون أمنها واستقرارها وحماية سلامة مواطنيها والمُقيمين على أراضيها, فى مواجهة الإرهاب, حيثُ أعربَت أن الهجمات الحوثيّة المتعمدة تمثلُ انتهاكًا للقانون الدولى وتهديدًا واضحًا للسلم والأمن الإقليمييّن للمملكة. فهل يسلمُ الاقتصادُ السعودي, وتنجح المملكة في تنسيق استرتيجية حمايّة للمنشآت السعودية الحدوديّة و حمايّة مدنها من الصراعات الإقليميّة حمايةً للاستقرار الاقتصادي الدولي و المواطنين الأجانب فيها؟‏