أفادَت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلًا عن مندوبين لمنظمة أوبك+ أنها وحلفاؤها يدرسون زيادة الإنتاج الجماعي الكلي للمنظمة بنحو 500 ألف برميل يوميًا عندما يجتمعون الأسبوع المقبل. مما سيعطي وفقًا للصحيفة دفعًة متواضعة لإمدادات الدول حول العالم من النفط الخام مع الارتفاع القوي الذي تشهده أسعار النفط.

منظمة أوبك+ تبدو حذرة من زيادة الإنتاج

وفقًا لمندوبي منظمة أوبك+(منظمة البلدان المصدرة للبترول) بقيادة روسيا والسعودية، فإنّ المنظمة تتحرك بحذر عند التفكير بزيادة الإنتاج. حيث مازالت المنظمة تخشى من عدم وجود طلب، وذلكَ لكون المؤشرات الإيجابية بتعافي اقتصادات الدول غير متساويّة. الأمر الذي أدى بالمنظمة لتخفيض الإنتاج اليومي في أوائل العام الماضي بمقدار 9.7 مليون برميل.

لكن أتت عدة اجتماعات للأعضاء هذا العام بقراراتٍ مغايرة. حيث جاءت صدرت عدة إضافات تراكمية لترفع الإنتاج اليومي الإجمالي للأعضاء بحوالي أربعة ملايين برميل بحلول تموز. ويبدو وفقًا لمصادر وكالة “بلومبيرج”، و”وول ستريت جورنال” أن الإجتماع القادم للحلف في يوليو/تموز سيأتي بقرارات ممائلة. حيث قالَ مندوبي المنظمة كذلك أنهم يتطلعون حاليًا لإضافة 500 ألف برميل آخر في أغسطس/آب. رغمَ أن السيناريو لم بناقش رسميًا بين الدول الأعضاء في المجموعة بعد.

يقول المحللين أن الخيار الأمثل هو رفع الإنتاجيّة. حيث لم تؤثر القرارات السابقة بإضافة 4 مليون برميل للإنتاج اليومي سلبًا على أسعار النفط عالميًا. بل العكس تمامًا، حيث وصلت أسعار الخام الأمريكي إلى مستويات 75 دولارًا للبرميل هذا الأسبوع. والذي يعدّ أعلى مستوى له في أكثر من عامين ونصف. ليصبح سعره بذلك متضاعفًا منذ نهاية شهر أكتوبر 2023.

من جهةٍ أخرى، هناك إشاعاتٌ في السوق أن أوبك قد تقرر ضخ مليون برميل إضافي بدلًا من 500 ألف يوميًا. حيثُ يقول جون كيلدوف، الشريك في صندوق التحوط المركز على الطاقة “أجين كابيتال إل إل سي” إن زيادة نصف مليون برميل فقط ستجعل العجز مستمرًا في السوق، والطلب متجاوزًا الإنتاج.

فجوة العرض والطلب تتضخم

أكدت مصادر أيضًا من مسؤولين روس أن موسكو تدرس تقديم اقتراح بأن تخفف المجموعة من عجز الإمدادات العالمية، وتزيد الإنتاج. كما تناقش دول أخرى في أوبك + زيادة محتملة أكبر من التي تحدث عنها المندوبين في أغسطس، في حين لم تذكر أي أرقام محددة.

ويتوقع المحللين الذين استطلعت آراؤهم “ستاندرد آند بورز جلوبال بلاتس” أنه مع وصول النفط الخام إلى مستويات 75 دولارًا للبرميل، ستنخفض مخزونات الخام الأمريكية، وفقًا لمعلومات إدارة الطاقة الأمريكية، بحوالي 6.3 مليون برميل في نهاية شهر يونيو الجاري. وذلكَ نتيجة استمرار القيود على العرض. الامر الذي أدى لعلو العديد من الأصوات المؤثرة في السوق النفطية للمطالبة برفع الإنتاج بحوالي مليوني برميل يوميًا.

وتقول، محللة أسواق النفط في Rystad Energy ، إن تقرير أوبك + “يشير إلى أن فجوة العرض والطلب أصبحت مشكلة بالفعل. مما سيتطلب من التحالف العمل على خطة للاستفادة من هذا العجز”.

يبدو إن التخفيضات الهائلة التي سنتها منظمة أوبك + في أوائل العام الماضي، والتي تمت استعادتها جزئيًا فقط، تمنح المجموعة مجالًا لمعايرة أسعار النفط والتلاعب بها بطريقة لا يفعلها منتجو السلع الأخرى. فيما سويأتي ارتفاع أسعار النفط عالميًا جنبًا إلى جنب مع المكاسب الكبيرة في السلع الأخرى، مثل المعادن والأخشاب والسلع الزراعية التي حققت بدورها مكاسب كبيرة مع تعافي الاقتصادات العالمية وعودة الصناعة.

اقرأ أيضاً عن الموضوع:

ارتفاع أسعار النفط مع اتفاق منتجي منظمة أوبك+ بتخفيض الإنتاج في يونيو ويوليو

أوبك بلس تتوقع تعافي الطلب العالمي على النفط … بالرغم من زيادة الإمدادات الإيرانية