إنّ للفضة العديد من الاستخدامات وخاصةً في مجال سكّ النقود والاستثمارات المالية.
صعدت أسعار الفضة في الآونة الأخيرة بنسبة 2.3 بالمئة الى 24.08 دولار للأونصة (للأوقية) مع بداية عام 2023 وتتجه بزيادة شهرية حوالي 33 بالمئة, الجدير بالذّكر أنّه تُعتبر هذه النّسبة الأعلى على الإطلاق في إحصاءات تعود إلى العام 1982 مدعومةً بالطلب الاستثماري والصناعي.

أسعار الفضة في أميركا

هَوت أسعار الفضة بأكثر من 10% في الآونة الأخيرة لتنزل إلى 26.64 دولار للأوقية الواحدة في آخر جلسة تداول في بورصة كوميكس الأمريكية, مع تراجع موجة شراء ضخمة من صغار المستثمرين والتي دفعت الأسعار في جلسة سابقة عالياً بأكثر من 7 % لتسجل أعلى مستوى منذ شهر فبراير من عام 2013 أي من حوالي 8 سنوات, كما هبطت أسعار الفضة بنسبة 17.9% بعد أن رفعت بورصة شيكاغو نسبة الهامش الإلزامي في العقود الآجلة للفضة, وأدى ذلك إلى انخفاض أسعار الفضة بجانب تدوينات بمنتدى “رهانات وول ستريت” على موقع “ريديت” نصحت المتعاملين بالابتعاد عن المعدن, أضافت رونا أوكونيل المحللة بوكالة ستون إكس للأسواق المالية رأيها قائلةً: “قرار بورصة شيكاجو يحد من فوران السوق ويمنع ظهور فقاعة الفضة”.

سوق الفضة ومن يتاُثر بصعود أو هبوط أسعار الفضة

تتميز سوق الفضة بأنها أضخم وأكثر سيولة بكثير من أسهم شركات مثل جيم ستوب لبيع ألعاب الفيديو وغيرها, وقفزت أسعار أسهم “جيم ستوب” قفزات جنونية منذ بداية العام, لذلك يرى المحللون أنّ أسعار الفضة لن تتأثر بالمستثمرين الأفراد, حيثُ ارتفعت أسهم كل من شركة غيم ستوب لبيع العاب الفيديو و “اي ام سي انترتينمينت” هولدنجز لقاعات العرض السينمائي إلى أكثر من مثليها اليوم, واستمرت أسعار أسهم مثل هذه الشركات فى تحقيق مكاسبها الفلكية على مدى الأسابيع الأخيرة مع استمرار شراء المستثمرين الهواة فيها, ورغم ارتفاع أسعار الفضة اليوم فقد تراجعت أسعار الذهب لإقبال المستثمرين على الدولار بحثاً عن الأمان لتراجع أسواق الأسهم العالمية.

سبب صعود أسعار الفضة

بدأت القصة حين تمّ تداول منشورات على موقع “ريديت” تدعو المستثمرين الأفراد إلى شراء أسهم شركات تعدين الفضة وصناديق المؤشرات المتداولة لها والمدعومين بالفضة, حيثُ قال أيمن أبوهند خبير الاستثمار والمؤسس ومدير الاستثمار بشركة “أدفايزبول هولدينج”: “أنّ ما حدث هو تكرار الحملة التي كانت على أسهم جيم ستوب والتي ساهمت في موجة صعود كبيرة للسهم”, وأضافَ أنّ الشائعات انتشرت حول وجود حملات على موقع “ريديت” للاستثمار في الصناديق المدعومة بالفضة، وهو ما زاد الطلب على الفضة ورفع أسعارها قائلاً: “يبدو أنّ الأمر أصبح جاذبًا للمستثمرين الأفراد بعد الحملات التي تسببت في مكاسب كبيرة لشركة “جيم ستوب” ويتوقع أبوهند استمرار صعود أسعار الفضة في حال استمرت هذه الحملات.
وقال نيكولاس فرابيل، المدير العام العالمي في شركة “ABC Bullion” لوكالة رويترز:” أنّه سيكون هناك تقلّب على المدى القصير، وقد تصل الأسعار إلى مستوى بين 33 و38 دولارا”, لكن جيجار تريفيدي محلل السلع في شركة السمسرة التي مقرها مومباي “أناند راثي شيرس” قال: “أنّه بمجرد أن تهدأ العاصفة ستعود الأسعار إلى مستوياتها الطبيعية التي تتراوح بين 26 و27 دولارا، وستظل مدعومة بأساسيات قوية”.