رغم التحديات التي واجهت الشركات العالم الماضي نتيجةً لانخفاض أسعار النفط في العالم, بالإضافة الى توقف بعض الأنشطة التشغيلية بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد التي أثّرت سلباً وبشكلٍ مفاجئ على جميع اقتصادات العالم, حققت الشركات المُدرجة في بورصة قطر أرباحاً هائلة تصل الى(31.6) مليار ريال خلال العام السابق 2023, كشفت الاحصائيات عن تحقيق الغالبية العُظمى من الشركات القطرية نسب نمو جيدة, خاصةً شركات القطاع البنكي الذي استحوذ على 67.5 بالمئة على إجمالي صافي أرباح الشركات, ويأتي بعده في المرتبة الثانية قطاع الصناعة من حيث الأرباح المحققة بنسبة قدرُها 12.5 بالمئة.

أرباح القطاعات والمكاسب الأسبوعية
حققت قطاعات بورصة قطر أرباحاً استثنائية بشكلٍ منفصل عن الآخر, نذكر منها: بلغ إجمالي أرباح شركات قطاع البنوك والخدمات المالية -ما عدا شركة قطر وعمان للاستثمار – ما قيمته 21.35 مليار ريال, بينما سجل قطاع الخدمات والسلع الاستهلاكية صافي أرباح خلال العام الماضي بقيمة 1.28 مليار ريال, لم يتوقف الأمر هنا حيثُ بلغت أرباح شركات قطاع الصناعة خلال العام الماضي ما يُقارب 3.91 مليار ريال, هذا وقد بلغت أرباح ثلاث شركات من القطاع العقاري حوالي 1.788 مليار ريال, وحققت شركتا قطاع الاتصالات أرباحاً بقيمة 1.31 مليار ريال.
كل ما تُم ذكره كان أرباحاً تحققت خلال سنة كاملة لذلك يجب أن نشير أنّ هنالك أرباحاً تحققت خلال أسبوعٍ واحدٍ فقط! والتي تزامنت مع تنفيذ المراجعة النصف سنوية لمؤشرات فوتسي للأسهم القطرية المدرجة ضمن مؤشراتها والتي شهدت إدراج شركتَي “الخليج للمخازن” و”القطرية الألمانية للمستلزمات الطبية” ضمن مؤشر الشركات ذات رأس المال الأصغر، وخروج شركة “بلدنا” من مؤشر الشركات ذات رأس المال الصغير.
 XBRLنظام
بالتّأكيد لم يكن رصد كل هذه الأرباح أمراً سهلاً مما اضطر بورصة قطر الى اعتماد نظام الافصاح الموحد للإفصاح عن نتائج الشركات ذات الأرباح الجيدة, يُعتبر هذا النظام (لغة التقارير المالية الالكترونية) ثمرة للتوجهات المتزايدة نحو تبني معايير ونماذج عالمية الكترونية موحدة للإفصاحات المالية, تم تبني تطبيق هذه اللغة من قبل الجمعيات المحاسبية الدولية, والجهات الرقابية, والقطاع البنكي في جميع أنحاء العالم.

نتائج إيجابية
عادت حالة الاستقرار المائل للازدياد على بورصة قطر برغبةٍ قوية مليئة بالحماس في مواصلة المسار المتزايد الذي بدائته الشهر الحالي, مدفوعةً بالنتائج الإيجابية التي كشفت عنها البيانات المالية لبعض الشركات القيادية العالمية, عزز هذا من قدرة السوق على مواصلة الأداء الإيجابي الذي سمح له بالتغلب على أزمة “تباطؤ النمو العالمي” وأزمة فيروس كورونا التي خفّضت معظم أسواق المال العالمية..

ويتوقع عدد من المستثمرين الحاليين أن تُساهم هذه النتائج الإيجابية في عودة النشاط والسيولة للسوق المالي بعد فقدانها جزئياً، في ظل توقعات بنتائج أفضل للعام الحالي، حيث يتطلع هؤلاء لإعادة ترتيب محافظهم الاستثمارية استعدادًا لتوزيعات الأرباح والتي يتطلع الجميع أن تكون توزيعات أفضل من السنوات الماضية.
 إنّ مواصلة بعض الشركات تحقيق نمو في الأرباح تعكس قوة الاقتصاد خاصةً في ظل الأجواء الإقليمية والعالمية التي كان سببها الأساسي جائحة كورونا هذا ما جاء في مقال صرّحه خبيرون اقتصاديون.
والجدير بالذكر أنّه بالرغم من معاناة شركات اقليمية خسائر كبيرة وفادحة ومنها الشركات القطرية التي لم تتأثر بشكل كبير إشارة واضحة الى أنّ الشركات القطرية عززت من أعمالها التشغيلية خلال السنوات السابقة, وبالتالي حققت نتائج تُعد الأفضل في المنطقة, مستفيدةً من ذلك من قوّة اقتصادها والبيئة الاستثمارية النموذجية في قطر.