ارتفاع أسعار النفط مع اتفاق منتجي منظمة أوبك+ بتخفيض إنتاج النفط في يونيو ويوليو. حيثُ اتفقَ وزراء منتجي أوبك + بعد اجتماعٍ افتراضي استمر 30 دقيقة على المضي قدماً في خطتهم للإفراج ببطء عن مزيد من النفط في السوق في يوليو. وذلكَ بعد الزيادات في شهري مايو ويونيو. وسيكون الارتفاع الإجمالي قدره 2 مليون برميل يومياً خلال فترة الشهرين القادمين.

اتفاق منتجي أوبك+ أدى لارتفاع مؤشرات النفط الخام

كان الخام برنت في طريقه للاستقرار عند أعلى مستوى له منذ بداية الوباء يوم الثلاثاء. وذلكَ بعد أن تمسكَ منتجي منظمة أوبك+ وحلفاؤها باتفاقهم للإفراج التدريجي عن المزيد من البراميل في سوق نفطٍ قوي. حيثُ ارتفع مؤشر النفط العالمي بما يقرب من 3% ليصل سعر البرميل إلى 71.34 دولاراً يوم الثلاثاء. فيما صرحَ منتجو أوبك + بقيادة السعودية وروسيا إنه رغمَ تعافي الطلب العالمي. لا تزال هناك شكوك مستمرة مرتبطة بالوباء تمنعهم من زيادة الإنتاج أكثر.

وأكدت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والدول المنتجة المتحالفة، التي تعرف باسم أوبك+، خططاً لاستعادة 2.1 مليون برميل من النفط الخام يومياً من إنتاج النفط. مما سيوازن المخاوف من استمرار تفشي فيروس كورونا في بعض البلدان.

ومع استمرار المخاوف بشأن استنزاف الطلب مقابل الحاجة المتزايدة للطاقة في الاقتصادات المتعافية حول العالم. أشارَ وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان بدوره إلى أنه لا يعتقد أنّ التضخم مشكلة فوريّة. فيما حذر بدلاً من ذلك من وجود بعض العوامل التي تواجه تعافي سوق النفط العالمي.

يأتي اتفاق منتجي أوبك+ الجديد بشكلٍ مشابه للعام الماضي. حيثُ أجبرَت منظمة أوبك روسيا والسعودية على تخفيضاتٍ قياسيّة بلغت 9.7 مليون برميل في اليوم. فيما يقول محللين أنه مع استئناف السفر الدولي، وافتتاح المدن بعد شهور من الإغلاق. ستصل الحدود إلى حوالي 6 ملايين برميل في اليوم اعتباراً من يوليو (تموز).

حدّ الإنتاج بسبب مخاوف من التضخم وعودة إيران المحتملة للسوق

أشارَ العديد من التجار أنه منذ بدء طرح اللقاحات وإجراءات التحفيز الحكوميّة خصوصاً في الولايات المتحدة. زادَ الطلب على النفط كثيراً. الأمر الذي ترك السوق في عجزٍ مستمر. مما ساعدَ على دفع أسعار النفط الخام للصعود بنسبة 35% منذ نهاية العام الماضي. مخاوف المستثمرين بشأن الارتفاع السريع المحتمل للتضخم.

فيما يبين تاماس فارجا، المحلل في شركة سمسرة النفط “بي في إم”، أنّ المجموعة يجب أن تكون حذرة من رد فعل المستثمرين على ارتفاع التضخم. وكذلك قدرة السوق على تحمل أي زيادة في العرض. ثمَ أضافَ فارجا أنّ القلق العام هو أن ارتفاع أسعار المنتجين والمستهلكين سيجبر البنوك المركزية على تقليص محفزاتها النقدية وزيادة أسعار الفائدة في نهاية المطاف مع ارتفاع معدلات النشاط الاقتصادي.

كما يبدو أنّ اتفاق منتجي أوبك+ بخفض إنتاج النفط يأتي لسببٍ آخر غير جائحة كورونا. وهو المخاوف التي تتضمن العودة المحتملة لإمدادات النفط من إيران، التي في حالة توصلها إلى اتفاق نووي جديد مع الولايات المتحدة قبل الانتخابات الإيرانية في 18 يونيو. سترفع إمداداتها بمقدار 1.05 مليون برميل يومياً بين مستويات مايو وديسمبر وفقاً لتوقعات بول شيلدون، كبير محللي المخاطر الجيوسياسيّة في S&P Global Platts.

اتفاق منتجي أوبك+ سيمهد لزيادة الإنتاج بنهاية المطاف

رغمَ مؤشرات عودة جائحة كورونا في آسيا واحتماليّة عودة النفط الإيراني. يقدر محللي المجموعة النفطيّة أنه بحلول نهاية الشهر المقبل، ستكون مخزونات النفط العالمية، التي توفر حماية ضد صدمات العرض، قد استنزفت إلى ما دون المستوى المتوسط ​​لعام 2015-2019. مما سيمهد الطريق لارتفاع الأسعار، ولكن أيضاً، للمجموعة لتقوم بزيادة الإنتاج في نهاية المطاف بشكلٍ أسرع.

حيثُ تخطط المجموعة لإعادة 350 ألف برميل يومياً في يونيو، و440 ألف برميل يومياً في يوليو. بينما في الوقت نفسه، ستضيف المملكة العربية السعودية تدريجياً مليون برميل يومياً بنهاية يوليو.

اقرأ أيضاً: