أجرت الشركة اليابانية “شوي كيسن” المصنّعة لسفينة الحاويات العملاقة “إيفرجيفن” العديد من المفاوضات مع هيئة قناة السويس.
بغية الوصول إلى تسوية مالية عادلة بعيداً عن قاعات المحكمة. للتعويض عن جنوح سفينة إيفرجيفن مما أدى إلى سد منفذ قناة السويس في الشهر الفائت لمدة ٦ أيام متواصلة.
ما الإجراءات التي اُتخذت في حق شركة إيفرجيفن وسفينتها؟
من أجل تدارك الأمر منحت شركة إيفرجيفن هيئة قناة السويس عرضاً للتسوية عن الحادث دون الإفصاح عن قيمة التعويض.
في هذه الأوقات كانت قد قررت السلطات المصرية سلفاً احتجاز السفينة لحين الحصول على تعويضها البالغ ٩٠٠ مليون دولار رافضةً بذلك عرض التسوية. وفقاً لما قاله “أسامة ربيع” رئيس الهيئة.
كان للسلطات المصرية كامل الحق في اتخاذ هذا القرار. بسبب خسارتها ما يقارب ١٥ مليون دولار عن كل يوم تعطيل تسببت به السفينة. حسب تقديرات هيئة قناة السويس.
فضلاً عن الخسارات التي أُلحقت بالتجارة العالمية والتي تعادل في اليوم الواحد حوالي ٦ إلى ١٠ مليار دولار خسارة. وفق تقرير لشركة أليانز للتأمين.
تبعاً لحكم قضائي أصدرته محكمة الإسماعيلية الاقتصادية، شملت التعويضات قيمة كلاً مما يلي :
- مقدار الخسارة المتمثل في عدم قدرة سفن البضائع على المرور.
- بالإضافة إلى تكاليف تعويم السفينة.
- وكذلك تكاليف عملية الصيانة.
يبدو أنّ شركة إيفرجيفن ستقع في دوامة تعويضات لا نهاية لها. فبجانب التعويضات التي طالبتها بها شركات التأمين والسلطات المصرية سلفاً. فقد طالبت شركات القوافل التي تم تعليق مسار حركتها من قبل السفينة تعويضات هائلة. معززةً طلبها بأنّ هذه القوافل تحمل منتجات قابلة للتلف والتعفن أي لم يعد هناك فائدة من شحنها.
معدلات الخسائر التي سببتها سفينة إيفرجيفن إثر جنوحها
كما تحصّل قناة السويس ما يقارب ١٥ مليون دولار في اليوم وسطياً من الضرائب. التي تفرضها على حركة السفن المحملة للبضائع والعابرة في القناة. يمكن من هذه الفكرة إدراك حجم الخسائر التي تكبدتها القناة إثر جنوح السفينة الضخمة لشركة إيفرجيفن.
خصوصاً بعد تقدير رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع عدد السفن العالقة والعاجزة تماماَ عن التحرك قدُماً أو التراجع بنحو ٣٢١ سفينة! ولأنها لا دخل لها بهذا القدر الذي تحتّم عليها.. تم منحها كافة الخدمات اللوجستيّة.
أما بالنسبة لقيمة البضائع التي تعبر القناة بشكل يومي فقد بلغت قيمتها ٣ مليار دولار وفق تقديرات غرفة الشحن الدولية.
كما يتوقع محللون ارتفاع ضرائب الشحن عن كل يوم تأخير في القناة بنسبة ٠.٦% إلى ٢.٣% من مجموع قيمة البضائع المحملة على متن إيفرجيفن.
بالإضافة إلى توقعات تزامنت مع تعطل الملاحة البحرية. والتي تنص على زيادة سعر الشحن للحاوية الواحدة القادمة من الصين متجهةً إلى أوروبا. بحدود ٨ آلاف دولار أي بازدياد ٤ أضعاف عن سعرها في العام الماضي.
فضلاً عن أنّ تعطل الملاحة لأيام كبّد الاقتصاد العالمي خسارة تعادل ٤٠٠ مليون دولار في الساعة. هذا تبعاً لوكالة بلومبرغ ووفقاً لإحصائيات لويدز ليست.
تأثّر أسواق النفط بتعطل طريق الملاحة البحري
طال أثر جنوح سفينة شركة إيفرجيفن وتوقف الملاحة أسواق النفط. حيث ازدادت أسعار النفط بشكل مفاجئ بمعدل ٦% مما أحدث ارتباكاً في أسواق النفط على مستوى العالم. مع العلم أنّ أسعار النفط قد عادت لمستوياتها قبل أزمة توقف حركة الملاحة.
كما تعبر كل يوم من القناة أعداد من القوافل المحملة لبراميل النفط والتي يبلغ عددها ٣ ملايين برميل. كما كان هناك قرابة ٢٧ سفينة تحمل ١.٩ مليون طن من النفط الخام منتظرةً فتح المجال للعبور.
من مقالاتنا: