في ظل الارتفاع الواضح الذي يواجه سوق السلع والمواد الغذائية عالمياً مما يشهده من زيادة وارتفاع في الأسعار بشكل متفاوت. هناك أسباب متقابلة قد ساهمت من حدوث ذلك وفق تحليلات خبراء اقتصاديون. حيث كان من أهم تلك الأسباب ظهور مؤشرات قوية توضح مدى عودة النشاط الاقتصادي العالمي ونموه. إلى جانب البدء بتوزيع لقاح فايروس كورونا في مختلف الدول وبدء حملات التطعيم قد أثر في ذلك بنسبة معينة. فضلاً عن استمرار الحكومات في تنفيذ برامج التحفيز الضخمة.

أسرع وتيرة لارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية عالمياً منذ أكثر من 10 أعوام

في حين وقد تجدر الإشارة إلى أن موجة ارتفاع أسعار السلع والغذاء عالمياً قد كانت من أعلى الموجات الحاصلة منذ أكثر من 10 أعوام وأسرعها. حيث أنه وبالنظر إلى 12 أشهر الماضية، كان العالم يعاني من الارتفاع المستمر في أسعار الغذاء. إذ أنه وبالإضافة إلى الأسباب المذكورة سابقاً. كانت ارتفاع تكاليف النقل والشحن سبباً مساهماً في هذا الارتفاع. فضلاً عن تأثر التموين العالمي باضطراب الإنتاج واليد العاملة.

أسعار الأغذية تسجل ارتفاعاً بنسبة 39.7% خلال شهر مايو / أيار

وفي السياق نفسه. رصد مؤشر منظمة الأغذية والزراعة التابع للأمم المتحدة ارتفاع أسعار الأغذية بنسبة ملحوظة خلال شهر مايو / أيار الماضي نحو 39.7%. إذ أن ذلك الارتفاع هو الأعلى والأكبر منذ عام 2010. وكان من ضمن هذه الأغذية الحبوب والزيت إلى جانب مشتقات الحليب واللحوم والسكر.

ومن جهة أخرى. يجدر القول أن معدل التضخم العالمي أيضاً يتجه نحو الارتفاع بتأثر العديد من العوامل ولا سيما ارتفاع أسعار الطاقة التي سجلت نسبة ارتفاع نحو 13.1% خلال شهر مايو / أيار الماضي . حيث تجدر الإشارة إلى أن أسعار النفط العالمية قد شهدت ارتفاعاً ملحوظاً خلال الفترة الماضية عندما تجاوز سعر البرميل 72 دولار لأول مرة منذ سنوات. وانطلاقاً من ذلك. جميع تلك العوامل قد تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على جميع السلع الغذائية العالمية وعلى أسعارها دون استثناء.

لكن ومن ضمن الحديث عن الأسباب المساعدة في هذا الارتفاع. أظهرت بيانات لوكالة بلومبرغ اطلعت عليها “تجارتنا نيوز” أن تكاليف النقل والشحن قد شهدت زيادة بنسبة 537% . عن متوسط مستوياتها التي قد بلغتها خلال السنوات الخمس الماضية. وهذا ما قد أثر بشكل كبير على السلع ولا سيما أن نسبة 80% منها يتم نقلها عن طريق البحر وهذا ما قد يجلب معه زيادة ضخمة في الأسعار بشكل عام.

ومن هذا السياق. لكل مشكلة لها حل، وبناءً على ذلك لا بد من العمل على إيجاد الحلول المناسبة لاحتواء تلك الكارثة التي تهدد من الغذاء حول العالم. حيث أنه ليس باستطاعة الجميع أن تدفع كل ما لديها لتوفير وتأمين الغذاء فقط.. وانطلاقاً من ذلك هناك تشديدات تتعرض لها الحكومات ومعظم الدول لإيجاد طريقة للتعامل مع تلك الأزمات دون أن يتحول معدل التضخم إلى رقم قياسي.

 

اقرأ أيضاً : توقعات بنمو إنتاج النفط الصخري الأمريكي مع ارتفاع أسعار النفط عالمياً