تناقش حالياً إدارة الولايات المتحدة الجديدة برئاسة جو بايدن، وأوروبا إمكانيّة إنهاء سياسة الإدارة للرئيس السابق ترامب بشأن جمارك الصناعات الثقيلة على الاتحاد الأوروبي خاصةً في صناعة الصلب والألمنيوم. حيثُ فرضَ الرئيس السابق عدة تعريفات جمركيّة على واردات الصلب والألمنيوم.

حيثُ بينَت ناقش مسؤولون تجاريون من كلٍ من الولايات المتحدة وأوروبا كيفية معالجة تخمة العرض العالمي التي تشكل تهديدًا خطيراً لسوق الاتحاد الأوروبي في صناعات الصلب والألمنيوم. إضافةً لمناقشة “كاثرين تاي”، الممثلة التجارية للولايات المتحدة صناعة الصلب الأمريكية والعاملين في تلك الصناعات.

هل تثمر المحادثات بين الولايات المتحدة وأوروبا؟

تأتي المحادثات الجديدة في إطار جهد من جانب إدارة بايدن لإعادة بناء العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا. وذلكَ بعد أن تعاملت إدارة ترامب مع الكتلة الأوروبية كخصم، حيثُ أنها هددَت أحياناً بمغادرة الناتو، وتذرعَت بالأمن القومي كمبرر لفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من الصلب الأوروبي و 10% على الألمنيوم. مما دفع بالاتحاد الأوروبي إثرَ هذا الإجراء إلى فرض رسوم مماثلة على المنتجات الأمريكية مثل البوربون وعصير البرتقال والدراجات النارية.

وسيعمل الطرفان بالسياسة الجديدة التي أعلنَت يوم الإثنين على تذويب الجليد بين الطرفين. حيثُ ستمنع تطبيق التعريفات الأكثر حدة. وتعمل على تسهيل عمل الولايات المتحدة وأوروبا معاً لكبح جماح الصين وفق التصريحات.

فيما قال مسؤولون تجاريون أميركيون وأوروبيون كبار في بيان مشترك، أنّ المحادثات ستركز على سبل الحد من تخمة الصلب العالمية. حيثُ أن الهدف أبعد من العودة إلى التعريفات التجارية العابرة قبل عهد ترامب.

وتتحرك إدارة بايدن بشكلٍ متعمد وفق محللين لإلغاء جميع عقوبات ترامب. حيثُ أن الرسوم الجمركيّة القاسيّة التي فرضَت في عهد الرئيس الأمريكي السابق لا تحظى بشعبية لدى شركات صناعة السيارات في الولايات المتحدة وأوروبا على حدٍّ سواء. إضافةً لإحتجاج المستهلكين للصلب والألمنيوم بسبب رفع الأسعار. ماعدا بعض الولايات التي فيها مناطق صناعة الصلب المحليّة مثل ولاية بنسلفانيا التي تدعم سياسة الإنتاج المحلي فقط. حيثُ أنها كانَت تنظر إلى التعريفات على أنّها استجابة مبررة للمنافسة غير العادلة من الخارج.

وقال “بيتر تشيس”، الدبلوماسي الأمريكي السابق والباحث البارز في صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة في بروكسل أنه كان من الصعب سياسياً على إدارة بايدن أن ترفع ببساطة التعريفات الجمركيّة على الصلب والألومنيوم. لكن الجميع في الولايات المتحدة وأوروبا يحاولون إيجاد طريقة للابتعاد عن الأشياء التي تشكل عبئاً على الاقتصادات المشتركة. فيما بينَ مفوض التجارة الأوروبي “فالديس دومبروفسكيس” أنّه بتعليق إجراءات الاتحاد الأوروبي، فإنها تخلق مساحة لحل هذه القضايا قبل نهاية العام.

رفع الرسوم التجاريّة لتحدي هيمنة الصين في قطاع الصلب

كان الإعلان يوم الاثنين هو أحدث علامة على التحسن التدريجي في العلاقات التجارية منذ أن تولى السيد بايدن منصبه. والتي تأتي قبل زيارته المخططة لها إلى أوروبا في يونيو. في حين تحفظَت رابطة صانعي الصلب الأمريكيين عن الإدلاء بتصريح كامل عن الموضوع. وأكدَت أن المحادثات يجب أن تركز على مشكلة الدعم الذي يشجع الشركات على إنتاج المزيد من الصلب أكثر مما قد تستوعبه الأسواق، مما يؤدي إلى انخفاض الأسعار.

ويرى كيفين ديمبسي، رئيس المعهد الأمريكي للحديد والصلب، في بيانه أنه في حين أن الصين هي أكبر مصدر منفرد أدَت للإفراط في العرض العالمي للصلب. فإن الإعانات والسياسات الأخرى أدَت للمساهمة بأزمة طاقة وزيادة مفرطة في العرض في العديد من البلدان. موضحاً أن الزيادات الضارة في الواردات من كل منطقة من مناطق العالم.

فيما أكدّ المسؤولون بنهاية الاجتماع إنّ الولايات المتحدة وأوروبا “حليفان وشريكان”. ويشتركان في مصالح أمنيّة وطنية مماثلة لاقتصادات السوق الديمقراطية. مضيفين أنهم سيعملون معاً “لمساءلة دول مثل الصين التي تدعم “السياسات المشوهة للتجارة”. حيثُ أنّ الطرفين أتهموها بتقديم الدعم المالي لشركاتها لمنحها ميزة تنافسيّة. فيما أشار السيد تشيس من صندوق مارشال الألماني إلى أن الجانبين قد وضعا حدوداً عالية من خلال تأطير المحادثات من حيث تخمة الصلب العالمية، لأن هذه مشكلة صعبة للغاية لحلها.

اقرأ أيضاً: