أعلنت مجموعة AT&T  الإعلامية يوم الاثنين أن شركتها “وارنر ميديا” وشركة “ديسكفري” ستندمجان ضمنَ صفقةٍ ضخمة بقيمة 43 مليار دولار. وبذلك ستصبح الشركة الجديدة المندمجة على الفور واحدة من أكبر شركات الإعلام في الولايات المتحدة. وسيقود الشركة الجديدة ديفيد زاسلاف الرئيس التنفيذي لشركة ديسكفري.

ومن المتوقع أت تجلب صفقة الدمج الجديدة بعضاً من أكبر الأسماء في التلفزيون الأمريكي مثلَ: HBO و CNN و HGTV و Animal Planet و Food Network، واستوديو أفلام Warner Bros تحت سقف واحد.

تفاصيل وأهمية الصفقة بين شركتي “وارنر ميديا” و”ديسكفري”

قالت AT&T أنه سيتم دمج أصول (WarnerMedia) مع قنوات (Discovery) ، لإنشاء شركة جديدة للتداول. وعند الإطلاق، سيمتلك مساهمو AT&T  71% ومساهمي Discovery 29% من أسهم الشركة الجديدة. فيما ستحصل AT&T على 43 مليار دولار نقداً وأوراق الدين وغيرها من الاعتبارات حتى تتمكن من سداد الديون.

ويأتي الدمج بين “وارنر ميديا” و”ديسكفري” وسط اضطراباتٍ في الصناعة الإعلاميّة للبث المدفوغ في الولايات المتحدة. حيث يتصارع عمالقة التلفزيون التقليديون مع انخفاض التصنيفات. إضافةً لمواجهة التهديد الذي تشكله Netflix و Hulu و +Disney  وخدمات البث الأخرى.

كما أنها من جهةٍ أخرى تعدّ صفقةً كبيرة تسمح لشركة AT&T بالتراجع عن واحدة من أكبر عمليات الاستحواذ الإعلامية في التاريخ. وهي شراء Time Warner عام 2016 مقابل 109 مليار دولار. ووصفت AT&T الصفقة التي ستدمج قنوات “وارنر ميديا” لديها بقنوات “ديسكفري” بأنها فرصة للجمع بين أعمال الاتصالات وبيانات المستهلك وعروض الوسائط بطريقة يمكن أن تنافس شركات الإعلام والتكنولوجيا الكبرى. كما أوضحَت أن الشركة الجديدة ستكون في وضع أفضل للمنافسة في عالم البث التلفزيوني.

اما بالنسبة لمساهمي AT&T، فستكون فرصةً لإطلاق العنان لواحدة من أفضل شركات النطاق العريض ذات رأس المال. والتي ستسمر في التركيز على الاستثمار في تقنية الجيل الخامس والألياف لتلبية الطلب الكبير طويل الأجل على الاتصال مع استمرار الطلب نتيجة الوباء.

تأثير الصفقة على أسهم ونظام الشركتين

قفزت أسعار أسهم كل من AT&T و Discovery في تداول ما قبل السوق يوم الاثنين بحوالي 4% لوارنر ميديا، و 14% لديسكفري عقبَ تأكيد الاندماج. في حين يرى محللون أن هذه مؤشرات إيجابيّة مبكرة لعملية الدمج، حيثُ مازالَت الصفقة تحتاج إلى الحصول على موافقة الجهات التنظيمية. والتي يمكن أن تكون عقبة كبيرة. حيثُ استغرق استحواذ AT&T سابقاً على “وارنر ميديا” قرابة العامين للحصول على موافقة الحكومة.

ويأتي الارتفاع في الأسهم بعدَ أن انخفضت أسهم AT&T بنسبة 2.6% إلى 31.39 دولاراً بعدَ إعلان الشركة من أسبوعين عن تخفيض توزيعات الأرباح للمستثمرين لتغطي خسارة “وارنر ميديا” السنويّة. بينما تراجعَت كذلك أسهم “ديسكفري بنسبة 5% إلى 33.85 دولاراً في نهاية تداولات الأسبوع المنصرم.

كما ستتنافس شركة AT & T-Discovery الجديدة مع خدمات بث أثبتَت قوتها في وول ستريت مثلَ Netflix و Disney و Amazon و NBCUniversal و CBS، والعديد من الشركات الإعلامية التي استثمرت بكثافة في خدمات البث. في حين ستواجه الواجهة الإعلامية عقباتٍ أخرى مثلَ إدارة الموارد البشريّة. فمثلاً خفضت شركة “وارنر ميديا” عدد موظفيها بحوالي 2000 في العام الماضي بعدَ تأكيد الصفقة. بينما سيكون العمال الباقون بحلول الوقت الذي يتم فيه إبرام الصفقة قد اختبروا ثلاثة أنظمة ملكيّة مختلفة في أقل من خمس سنوات. كما أنه في السنوات الثلاث الماضية وحدها، كان هناك ثلاثة رؤساء تنفيذيين مختلفين لشركة “وارنر ميديا”.

ووفقاً لمحلل إعلامي في شركة “كوين”، فإنّ الدمج رغمَ أنه يمكن أن يؤدي إلى توفير 3 مليارات دولار سنوياً في التكاليف. إلا أن ديون الشركة الجديدة من تعاون “وارنر ميديا” و”ديسكفري” ستبلغ حوالي 55 مليار دولار. كما سيقدم الدمج المقترح الكثير من الضغوط الداخلية بالنسبة للموظفين واحتفاظهم بأعمالهم.

لكن إذا تمت الموافقة من قبل المستثمرين والمنظمين. فقد يولد الدمج بين الشركتين “وارنر ميديا” و”ديسكفري”  أكثر من 50 مليار دولار سنويًا من العائدات. وحوالي 14 مليار دولار سنوياً من الأرباح قبل الفوائد والضرائب. وستضم امتيازات ضخمة مثل دي سي كوميكس، وهاري بوتر، و”غيم أوف ثرونز”.

اقرأ أيضاً:

عملة شيا Shia الرقمية الجديدة قد تتلف محركات الأقراص (HDD وSSD) خلال أربعين يوم !

كيا وهيونداي تستثمر 7 مليارات دولار في قطاع السيارات الكهربائية الأمريكي

واتساب يجبر عملائه على سياسة الخصوصية الجديدة عن طريق حظر ميزات للتطبيق