صرحت وكالة ستاندارد آند بورز للتصنيفات الائتمانية العالمية (S&P)عن أهمية البنوك الرقمية الخليجية. حيث ينبغي عليها تخطي حواجز عالية لكي تحافظ على حصتها في السوق. إذ قد تضطر البنوك الرقمية إلى الاستثمار بكثافة ضمن محاولة اكتساب العملاء الصغار في السن. إضافةً إلى المناطق المستهدفة التي لا تصلها الخدمات المصرفية بشكلٍ كاف عن طريق البنوك الحالية في حال رغبتها في الحصول على حصة سوقية كبيرة.

تراخيص الخدمات المصرفية الرقمية وإطلاق بنك رقمي

وافقت مؤسسة النقد العربي السعودي على ترخيصين للخدمات المصرفية الرقمية. حيث سيطلق بنك رقمي واحد قائم بذاته في الإمارات لاحقاً من هذا العام. وعلى اعتبار أن المنطقة تتلقى خدمات مصرفية جيدة عن طريق عدد كبير من البنوك القائمة. إلا أنّ البنوك المنافسة تعتبر بإنّه يوجد شريحة من العملاء الشباب وذوي الذكاء الرقمي ليسوا مقتنعين بالخدمات التقليدية.

وصرح جورج كاماراتي رئيس الخدمات المالية في منطقة الشرق الأوسط والشريك مع شركة «Strategy». التي تعتبر جزءاً من شبكة «PwC»، بإنه حالياً يوجد عروض قليلة قادرةٌ على استقطاب هؤلاء العملاء في دول الخليج. ولذلك فإن أهمية البنوك الرقمية الأولى بإنها ستقدم منتجاً مقنعاً إضافةً إلى تجربة عملاء فائقة. هذه التجربة ستستحوذ على حصة من السوق.

نشرت شركة «YouGov» للأبحاث دراسة استقصائية في يوليو لصالح منصة البرامج المصرفية «Backbase». صرحت فيها عن أن حوالي ثلث المشاركين من دول الخليج يعتبرون أن البنك الحالي الذي يعملون فيه ضعيف فيما يتعلق بسلاسة الحصول على الخدمات المصرفية عبر الإنترنت. كما أكد أن حوالي 77% من المشاركين قد يستخدمون البنوك عبر شبكة الإنترنت لمرة واحدة في الأسبوع. فيما أشار إلى أن 44% مستعدون لتغيير مزود الخدمة جراء ضعف خدمة العملاء.

إصلاح العروض الرقمية

اعتبر ساقيب خان رئيس قسم الشرق الأوسط في منصة «Backbase» أن معظم البنوك تبذل قصارى جهدها لإصلاح عروضها الرقمية. لكن ينبغي مواكبة البنوك المنافسة والنظر إليها بعين الحذر. كما ينبغي على البنوك الحالية النظر إلى المنافسين كتهديد ناشئ إن لم يكن ذلك في المستقبل القريب، فإنه في غضون عام أو عامين كأعلى تقدير.

وصرح كاماراتي أن ارتفاع تكلفة اكتساب العملاء الجدد هو الشيء الوحيد المؤكد. ولذا فعلى الصعيد العالمي، ينبغي على البنوك المنافسة الاستثمار بشكل جاد في اكتساب العملاء. وذلك عن طريق تقديم أسعار أفضل أو تكاليف رسوم أقل بالإضافة إلى مكافآت تسجيل. ولذا فإن هذا سيؤثر على الأرباح على المدى القصير.

كما سيتم تعويض بعض الاستثمارات بقاعدة تكلفة أقل، فتصل بعض البنوك الجديدة إلى نقطة التعادل بعد عام أو أكثر من التشغيل.

وأكد كاماراتي أنه من الممكن للبنوك الرقمية في الخليج أن تقع ببعض نقاط الضعف التي تعاني نماذج عمل البنوك الجديدة منها.

وعلى الرغم من أن استخدام التكنولوجيا بشكل مثالي يسمح لها بإعطاء تجربة عملاء متفوقة وبسعر بتكلفة أقل من البنوك القديمة. إلا أن البنوك الجديدة لا تركز على بناء قدرات الاكتتاب وإدارة المخاطرالضرورية لعملية المنافسة في أعمال الإقراض. كما نعتقد نمطاً مماثلاً ربما قد يحدث في دول الخليج.

أهمية البنوك الرقمية بصناعة مستقبل الصناعة المصرفية

يؤكد حسين المرهون الشريك الإداري ضمن صندوق رأس المال الاستثماري في الرياض Hala Ventures أن البنوك القائمة بذاتها. قد أحرزت ضمن شركات التكنولوجيا المالية في المنطقة تقدماً كبيراً. حيث دخل بعضها ضمن شراكةٍ مع البنوك الحالية في كل من مجالات المحافظ والمدفوعات والاستشارات الآلية. إذ تقدم العديد من شركات التكنولوجيا المالية خدمات جديدة تماماً. كما تساعد العملاء في احتياجاتهم أولئك الغير حاصلين على الخدمة من البنوك حالياً.

كما ختمت ستاندارد اند بورز بالقول أنّ البنوك الكبيرة ينبغي أن تتكيف مع المستجدات الحالية. وذلك عائد إلى أن قدرة هذه البنوك قائمة على دفاعها عن حصتها في سوق التجزئة من المنافسين. حيث تعتمد البنوك إلى حد كبير على عروضها الرقمية التي تقدمها. مما دفع غوش من شركة SICO البحرينية للقول بإن البنوك في المملكة العربية السعودية قد أصبحت حقاً في «مرحلة متقدمة من الرقمنة».

في ختام مقالنا هذا فإنّ تجارتنا نيوز تأمل أن تكون قد قدمت لكم معلومات ممتعة وقراءةً مفيدة عن أهمية البنوك الرقمية بصناعة مستقبل الصناعة المصرفية بالخليج.